1923

بطاقة الکتاب

اليوم الآخر




المؤلف:

الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري


www.aqeedeh.com
[email protected]

المـــقــدمــــة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإنه يجب على جميع الخلق معرفة ربهم بأسمائه وصفاته ليعظموه ويكبروه، ومعرفة نعمه وإحسانه ليشكروه ويعبدوه، ومعرفة الطريق الموصل إليه وهو الدين الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، ومعرفة ما لهم بعد القدوم عليه يوم القيامة من البشائر والإنذارات.

وهذا الكتاب الذي بين يديك يكشف للمؤمنين في ضوء القرآن والسنة ما أعده الله يوم القيامة من نعيم الجنة لمن أطاعه ، وما أعده الله من عذاب النار لمن عصاه، ويبين ما يجري في ذلك اليوم من الأهوال العظيمة من البعث والحشر، والحساب والميزان، وفصل القضاء، وصفة الجنة والنار وغيرها.

لهذا ينبغي لكل مسلم ومسلمة معرفة ذلك والمسارعة للأعمال الصالحة، والعمل لذلك اليوم العظيم، والاستعداد له، وبذل كل جهد من أجل ابتغاء رضوان الله، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.

فالدنيا دار الإيمان والعمل، والآخرة دار الجزاء والثواب، وكل إنسان سوف يرحل من الدنيا إلى محل إقامته الأبدية في دار القرار في الجنة أو النار.

فليجتهد العبد في أداء الأعمال الصالحة التي ترافقه إلى دار مقره، والقيام بما ينجيه من كربات ذلك اليوم العظيم.

وهذا الكتاب الذي بين يديك جزء من كتابانا ( مختصر الفقه الإسلامي ) رغبنا في إفراده في كتاب مستقل لأهميته، وحاجة كل مسلم إلى معرفة دار مقره في الجنة أو النار ؛ ليكون باعثاً للمسلم إلى المسابقة في الخيرات، ومحركاً لقلبه وجوارحه إلى أنواع الطاعات، ومذكراً بعقوبة السيئات والمنكرات.

فإن معرفة أحكام اليوم الآخر من الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، مما يعين المؤمن وينشطه إلى المسابقة والمسارعة إلى كل عمل صالح، ويبعده عن المعاصي والسيئات التي توجب سخط الله وعقوبته.

أسأل اللهأن ينفع به عموم المسلمين والمسلمات، وأن يوفقنا جميعاً لصالح الأقوال والأعمال والأخلاق، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

كما أسأله سبحانه أن يغفر لمن كتبه وقرأه وسمعه وأعان على نشره، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

كتبه الفقير إلى مولاه

محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري

المملكة العربية السعودية / بريدة

0508013222 - 0504953332

البريد الإلكتروني: [email protected]

موقعنا على الأنترنت (هذا الإسلام) hatha-alislam.com/index

الإيمـان باليـوم الآخـر

اليوم الآخر: هو يوم القيامة الذي يبعث الله فيه الخلائق للحساب والجزاء.

سمي بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في الجنة أبداً، ويستقر أهل النار في النار أبداً، وهو الركن الخامس من أركان الإيمان.

أشهر أسماء اليوم الآخر

يوم القيامة، يوم البعث، يوم الفصل، يوم الخروج، يوم الديـن، يوم الخلود، يوم الحساب، يوم الوعيد، يوم الجمع، يوم التغابن، يوم التـلاق، يوم التناد، يوم الحسرة، الصاخة، الطامة الكبرى، الغاشية، الواقعة، الحاقة، القارعة.

وكثرة الأسماء تدل على عظمة المسمى، وشدة هوله.

الإيمان باليوم الآخر

هو التصديق الجازم بكل ما أخبر الله ورسوله به مما يكون في ذلك اليوم العظيم من البعث، والحشـر، والحساب، والصـراط، والميزان، والجنة، والنار وغير ذلك مما يجري في عرصات يوم القيامة.

ويُلحق بذلك ما يكون قبل الموت من علامات الساعة وأشراطها، وما يكون بعد الموت من فتنة القبر، وعذاب القبر ونعيمه.

عظمة اليوم الآخر

الإيمان بالله واليوم الآخر أعظم أركان الإيمان، وعليهما مع بقية أركان الإيمان مدار استقامة الإنسان وفلاحه وسعادته في الدنيا والآخرة.

ولأهمية هذين الركنين يقرن الله بينهما كثيراً في آيات القرآن.

1- قال الله تعالى: ﴿ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ[الطلاق: 2].

2- وقال الله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ[النساء: 87].

3- وقال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ[النساء: 59].

فتنة القبـر

1- عن أنسس عن النبي ج قال: «العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وَتُوُلِّـيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُـهُ حَتَّى إنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِـهِـمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَـقُولانِ لَـهُ: مَا كُنْتَ تَقَولُ في هَذَا الرَّجُلِ مُـحَـمَّدٍ ج؟ فَيَـقُولُ: أَشْهَدُ أَنهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُـهُ. فَيُـقَالُ: انْظُرْ إلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللهُ بِـهِ مَقْعَداً مِنَ الجَنَّةِ». قال النبي ج: «فَيَرَاهُـمَا جَـمِيعاً».

وَأَمَّا الكَافِرُ أَوِ المنَافِقُ فَيَـقُولُ: لا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَـقُولُ النَّاسُ. فَيُـقَالُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيْدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنيهِ، فَيَصِيْـحُ صَيْـحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيْـهِ إلا الثَّقَلَيْنِ». متفق عليه [1].

2- وعن البراء بن عازبس قال: خرجنا مع رسول الله ج في جنازة.. -وفيه- قال النبي ج: «وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُـجْلِسَانِـهِ فَيَـقُولانِ لَـهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَـقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَـقُولانِ لَـهُ: مَا دِيْنُكَ؟ فَيَـقُولُ: دِيْنِيَ الإسْلامُ، فَيَـقُولانِ لَـهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُـعِثَ فِيْكُمْ؟ قَالَ: فَيَـقُولُ هُوَ رَسُولُ اللهِ ج...». أخرجه أحمد وأبو داود [2].

[1] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1338)، واللفظ له، ومسلم برقم (2870). [2] صحيح/ أخرجه أحمد برقم (18733)، وأخرجه أبو داود برقم (4753)، وهذا لفظه.

أنواع عذاب القبر

عذاب القبر نوعان:

الأول: عذاب دائم لا ينقطع إلى قيام الساعة، وهو عذاب الكفار والمنافقين.

1- قال الله تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ٤٥ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ٤٦[غافر: 45-46].

2- وعن ابن عمرب أن النبي ج قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِـيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْل الجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ الله إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». متفق عليه [3].

الثاني: عذاب له أمد ثم ينقطع، وهو عذاب عصاة الموحدين، فيعذب بحسب جرمه، ثم يخفف عنه العذاب، أو ينقطع بسبب رحمة الله، أو حصول مكفرات للذنوب من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ونحو ذلك.

1- عن ابن عمرب أن رسول الله ج قال: «إنَّ أَحَدَكُمْ إذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْـهِ مَقْعَدُهُ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُـقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إلَيه يَومَ القِيَامَةِ». متفق عليه [4].

2- وعن ابن عباسب قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ج بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ج: «يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِـي بِالنَّمِيمَةِ» ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَـرَهَا كِسْـرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْـرَةً، فَقِيلَ لَهُ، يَا رَسُولَ الله لِـمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُـخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا - أَوْ- إِلَى أَنْ يَيْبَسَا». متفق عليه [5].

[3] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1379)، ومسلم برقم (2866)، واللفظ له. [4] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1379) ، ومسلم برقم (2866) ، واللفظ له. [5] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (216)، واللفظ له، ومسلم برقم (292).

نعيم القبر

نعيم القبر للمؤمنين الصادقين.

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ٣٠[فصلت: 30]

2- وعن البراء بن عازبس أن النبي ج قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره: «... فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَافْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَافْتَـحُوا لَـهُ بَاباً إلَى الجَنَّةِ، قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطيْبِـهَا، وَيُفْسَحُ لَـهُ في قَبْرهِ مَدَّ بَصَـرِهِ». أخرجه أحمد وأبو داود [6].

• وينجِّي المؤمن من أهوال القبر وفتنته وعذابه أمور كالشهادة في سبيل الله، والرباط، ومَنْ قتله بطنه ونحو ذلك.

[6] صحيح/ أخرجه أحمد برقم (18733)،وهذا لفظه، وأخرجه أبوداود برقم (4753) .

مستقر الأرواح بعد الموت إلى قيام الساعة

الأرواح في البرزخ متفاوتة تفاوتاً عظيماً:

فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى، وهي أرواح الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم متفاوتون في منازلهم.

ومنها أرواح في صورة طير يَعْلق في شجر الجنة، وهي أرواح المؤمنين.

ومنها أرواح في حواصل طيرٍ خُضْرٍ تسرح في الجنة، وهي أرواح الشهداء.

ومنها أرواح محبوسة في القبر كالغالِّ من الغنيمة، ومنها ما يكون محبوساً على باب الجنة بسبب دين عليه، ومنها ما يكون محبوساً في الأرض بسبب روحه السفلية، ومنها أرواح في تنور الزناة والزواني، ومنها أرواح تسبح في نهر الدم وتُلقم الحجارة، وهم أكلة الربا... الخ.

عن زيد بن ثابتس قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ ج في حَائِطٍ لِبَني النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُـرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُر؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنا، قَالَ: «فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟» قَال:َ مَاتُوا في الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى في قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ الله أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بالله مِنْ عَذَابِ النَّارِ» قَالُوا: نَعُوذُ بالله مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالُوا: نَعُوذُ بالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ: «تَعَوَّذُوا بالله مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بالله مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ: «تَعَوَّذُوا بالله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» قَالُوا: نَعُوذُ بالله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ. أخرجه مسلم [7].

[7] أخرجه مسلم برقم (2867).

أشراط الساعــة

علم الساعة

العلــم بوقــت قيــام الســاعــــة لا يعلمه إلا الله كما قال سبحانه: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا٦٣[الأحزاب: 63].

علامات الساعة:

أخبر النبي ج بأمارات وعلامات تدل على قرب قيام الساعة، وهي:

علامات صغرى، وعلامات كبرى.

1- أشراط الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى ثلاثة أقسام:

الأول: علامات وقعت وانتهت، ومنها:

بعثة النبي ج.. وموته.. وانشقاق القمر آية له ج.. وفتح بيت المقدس.. وخروج نار من أرض الحجاز.

1- قال الله تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ١[القمر: 1].

2- وعن عوف بن مالكس قال: سمعت رسول الله ج يقول: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَـرَ أَلْفاً». أخرجه البخاري [8].

3- وعن أبي هريرةس أن رسـول الله ج قال: «لا تَقُـومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَـخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ تُضيءُ أَعْنَاقَ الإبِلِ بِبُصْرَى». متفق عليه [9].

الثاني: علامات ظهرت وما زالت مستمرة، ومنها:

ظهور الفتن.. ظهور مدعي النبوة.. انتشار الأمن.. قبض علم الشـرع.. ظهور الجهل.. كثرة الشُّـرَط وأعوان الظلمة.. ظهور المعازف واستحلالها.. ظهور الزنى.. كثرة شرب الخمر واستحلالها.. تطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان.. تباهي الناس في المساجد وزخرفتها.. كثرة الهرج وهو القتل.. تقارب الزمان.. إسناد الأمر إلى غير أهله.. رَفْع الأشرار.. وَضْع الأخيار.. ويُفتح القول.. ويُـخزن العمل.. تقارب الأسواق.. ظهور الشـرك في هذه الأمة.. كثرة الشح.. كثرة الكذب.. كثرة المال.. فشو التجارة.. كثرة الزلازل.. تخوين الأمين وائتمان الخائن.. ظهور الفحش.. وقطيعة الرحم.. وسوء الجوار.. ارتفاع الأسافل.. بيع الحكم.. تسليم الخاصة.. التماس العلم عند الأصاغر.. ظهور القلم.. ظهور الكاسيات العاريات.. كثرة شهادة الزور.. كثرة موت الفجأة.. عدم تحري الرزق الحلال.. عَوْد أرض العرب مروجاً وأنهاراً.. تكليم السباع للإنس.. تكليم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله.. ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.. أن تُـحاصَر العراقُ ويُـمنع عنها الطعام والدرهم.. ثم تُـحاصَر الشامُ ويُـمنع عنها الطعام والدينار.. ثم تكون هدنة بين المسلمين والروم.. ثم يغدر الروم بالمسلمين.

عن ابن عمرب أنه سمع رسولَ الله ج وهو مستقبلُ المشـرقِ يقولُ: «أَلا إنَّ الفِتْنَةَ هَاهُنَا، أَلا إنَّ الفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ». متفق عليه [10].

الثالث: علامات لم تظهر وستقع بلا شك كما أخبر النبي ج، ومنها:

انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب.. فتح القسطنطينية بدون سلاح.. قتال الترك.. قتال اليهود ونصـر المسلمين عليهم.. خروج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ويدينون له بالطاعة.. قلة الرجال.. وكثرة النساء حتى يكون لخمسين امرأة قَيِّم واحد.. نفي المدينة لشرارها ثم خرابها.. هدم الكعبة على يد رجل من الحبشة يقال له ذو السويقتين ثم لا تُعْمر بعده، وذلك آخر الزمان، والله أعلم.

• جميـــع مـا ذكــرنــا مـــن العلامـات السابقـة ثبتـت بالأحاديــث الصحيحــة عــن النبــــــيج.

[8] أخرجه البخاري برقم (3176). [9] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7118)، ومسلم برقم (2902). [10] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7093)، ومسلم برقم (2905)، واللفظ له.

2 - أشراط الساعة الكبرى

علامات الساعة الكبرى عشر:

عن حذيفة بن أَسيد الغفاريس قال: اطَّلع النبي ج علينا ونحن نتذاكر فقال: «مَا تَذَاكَرُوْنَ؟» قالوا: نذكر الساعة. قال: «إنَّها لَنْ تَقُوْمَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَـهَا عَشْرَ آياتٍ» فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمس من مغربها، ونزولَ عيسى بن مريم ج، ويأجوجَ ومأجوج، وثلاثةَ خسوفٍ، خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم. أخرجه مسلم [11].

[11] أخرجه مسلم برقم (2901).

م1- خروج الدجال

الدجال رجل من بني آدم، يظهر في آخر الزمان، ويدعي الربوبية، يخرج من المشـرق من خراسان، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله، إلا مسجد المقدس والطور ومكة والمدينة، فلا يستطيع دخولها؛ لأن الملائكة تحرسها، ينزل بالسبخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق.

وقت خروج الدجال:

عن عبدِا٬ بن عُمرَب قَالَ: كُنَّا قُعُوداً عندَ رسُول ا٬ فَذَكرَ الفتَنَ فأكثرَ في ذِكرهَا حَتَّى ذَكرَ فتْنةَ الأحلاسِ فَقالَ قائلٌ: يا رسُولَ ا٬ وما فتنةُ الأحلاسِ؟قالَ: «هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ، ثُمَّ فِتْنَةُ السّـَراء دَخَنُـها من تحتِ قَدَمَي رَجُلٍ من أهلِ بيتي يَزعُمُ أنَّهُ مني وَلَيْس مِني، وإنَّمَا أوليائي المـتقونَ، ثُمَّ يَصطَلحُ النَّاسُ على رجلٍ كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثمَّ فِتنةُ الدُّهَيْـماء لا تَدَعُ أحداً من هذِهِ الأمة إلا لَطَمَتْـهُ لطمَة، فإذا قيلَ انقضَتْ تَـمادتْ، يُصبحُ الرَّجُلُ فيها مؤمِناً ويُـمْسي كافِراً، حتى يَصيرَ النَّاسُ إلى فُسطاطَينِ، فُسْطاطِ إيمانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطاطِ نِفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، فإذا كانَ ذَاكُمْ فانتظرُوا الدَّجّال من يومِهِ أو منْ غَدِهِ». أخرجه أحمد وأبو داود [12].

فتنة الدجال:

خروج الدجال فتنة عظيمة بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، فقد ثبت أن معه جنةً وناراً، ناره جنة، وجنته نار، وأن معه جبال الخبز، وأنهار الماء، يأمرُ السماء فتمطر، ويأمرالأرض فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسـرعة عظيمة كالغيث إذا استدبرته الريح، يمكث في الأرض أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا، ثم يقتله عيسى بن مريم ج عند باب لُدّ بفلسطين.

صفات الدجال:

حذرنا الرسول ج من اتباع الدجال أو تصديقه، وبيَّن لنا صفاته لنحذر منه، مكتوب بين عينيه (كافر) يقرؤه كل مسلم.

عن عبادة بن الصامتس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ مَسِيْـحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيْرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ العَيْنِ، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا جَحْرَاءَ، فَإنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَـمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ تَـبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ». أخرجه أحمد وأبو داود [13].

مكان خروج الدجال:

عن النواس بن سمعانس قال: ذكر رسول الله ج الدجالَ – وفيه -: «إنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالعِرَاقِ فَعَاثَ يميناً وَعَاثَ شِمَالاً». أخرجه مسلم [14].

الأماكن التي لا يدخلها الدجال:

1- عن أنسس قال: قال رسول الله ج: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلَّا مَكَّةَ وَالمدِيْنَةَ». متفق عليه [15].

2- وعن رجل من أصحاب النبي ج أن النبي ج ذكر الدّجّال –وفيه- قال: «وَلَا يَـقْرَبُ أَرْبَـعَةَ مَسَاجِدَ، مَسْجِدَ الحرامِ، وَمَسْجِدَ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَمَسْجِدَ الأَقْصَى». أخرجه أحمد [16].

أتباع الدجال:

أكثر أتباع الدجال من اليهود، والعجم، وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء.

عن أنس بن مالكس أن رسول الله ج قال: «يَتْـبَـعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَـهُودِ أَصْبَـهَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً عَلَيْـهِـمُ الطَّيَالِسَةُ». أخرجه مسلم [17].

الوقاية من فتنة الدجال:

تكون بالإيمان بالله عز وجل، والتعوذ من فتنة الدجال خاصة في الصلاة، والفرار منه، وقراءة أول سورة الكهف.

عن أبي الدرداءس قال: قال رسول الله ج: «مَنْ حَفِظَ عَشْـرَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»، وفي لفظ: «فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَـقْرَأ عَلَيْـهِ فَوَاتِـحَ سُورَةِ الكَهْفِ». أخرجه مسلم [18].

[12] صحيح / أخرجه أحمد برقم (6168)، وأخرجه أبو داود برقم (4242) وهذا لفظه. [13] صحيح / أخرجه أحمد برقم (23144)، وهذا لفظه، وأخرجه أبو داود برقم (4320). [14] أخرجه مسلم برقم (2937). [15] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1881)، ومسلم برقم (2943). [16] صحيح / أخرجه أحمد برقم (24085) ، انظر السلسلة الصحيحة رقم (2934). [17] أخرجه مسلم برقم (2944). [18] أخرجه مسلم برقم (809) ورقم (2937).

م2- نزول عيسى بن مريم

بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض يبعث اللهعيسى بن مريم ج فينزل إلى الأرض عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، فيقتل الدجال، ويحكم بالإسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، وتذهب الشحناء، يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يموت ويصلي عليه المسلمون.

ثم يرسل الله ريحاً باردة طيبة من قِبَل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، يتهارجون تهارج الحُـمر، ثم يأمرهم الشيطان بعبادة الأوثان، وعليهم تقوم الساعة.

عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «وَالَّذِيْ نَفْسِـي بِيَدِهِ لَيُوْشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَـمَ حَكَماً عَدْلاً، فَيَكْسِـرَ الصّلِيبَ، وَيَقتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لا يَـقْبَلَـهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَـكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْراً مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْـهَا».

ثم يقول أبو هريرةس:واقرؤوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا١٥٩ متفق عليه [19].

[19] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3448)، واللفظ له، ومسلم برقم (155).

م3- خروج يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج أمتان عظيمتان من بني آدم، وهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم، وخروجهم من أشراط الساعة الكبرى، يفسدون في الأرض، ثم يدعو عليهم عيسى بن مريم ج وأصحابه فيموتون.

1- قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ٩٦ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ٩٧[الأنبياء: 96-97].

2- وعن النواس بن سمعانس قال: ذكر رسول الله ج الدجال وأن عيسى يقتله بباب لد... -وفيه- «إذْ أَوْحَى اللهُ إلَى عِيْسَى: إنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَاداً لي لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِـهِـمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلَى الطُّوْرِ، وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُـمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَـمُرُّ أَوَائِلُـهُـمْ عَلَى بُـحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْـرَبُونَ مَا فِيْـهَا، وَيَـمُرُّ آخِرُهُـمْ فَيَـقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِـهَذَهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُـحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيْسَى وَأَصْحَابُـهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِـمْ خَيْراً مِنْ مِائَةِ دِيْنَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيْسَى وَأَصْحَابُـهُ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْـهِـمُ النَّغَفَ في رِقَابِـهِـمْ، فَيُصْبِـحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَـهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيْسَى وَأَصْحَابُـهُ إلَى الأرْضِ...». أخرجه مسلم [20].

• بعد نزول عيسى ج وأصحابه إلى الأرض يدعو الله، فيرسل اللهطيوراً تحمل يأجوج ومأجوج وتطرحهم حيث شاء الله.

ثم يرسل الله مطراً يغسل الأرض، ثم تنزل البركة في الأرض، وتظهر البقول والثمار، وتحل البركة في النبات والحيوان.

[20] أخرجه مسلم برقم (2937).

م4 - 5 - 6 الخسوفات الثلاثة

الخسوفات الثلاثة من أشراط الساعة الكبرى، وهي خسف بالمشـرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وهي لم تقع بعد.

م7 - الدخان ظهور الدخان في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى.

1- قال الله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ١٠ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ١١[الدخان: 10-11] .

2- وعن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتاً: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِـهَا، أَو الدُّخَانَ، أَو الدَّجَّالَ، أَو الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ العَامَّةِ». أخرجه مسلم [21].

[21] أخرجه مسلم برقم (2947).

م8- طلوع الشمس من مغربها

طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى، وهي أول الآيات العظام المؤْذِنة بتغير أحوال العالم العلوي، ومن أدلة خروجها:

1- قال الله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ١٥٨[الأنعام: 158].

2- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِـهَا، فَإذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِـهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُـمْ أَجْـمَعُونَ، فيومئذ: ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًامتفق عليه [22].

3- وعن عبدالله بن عمروب قال: سمعتُ رسولَ الله ج يقول: «إنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِـهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحَىً، وَأَيُّهُـمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِـهَا فَالأخْرَى عَلَى إثْرِهَا قَرِيباً».أخرجه مسلم [23].

[22] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4635)، ومسلم برقم (157)، واللفظ له. [23] أخرجه مسلم برقم (2941).

م9- خروج الدابة

خروج دابة الأرض في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة، فتخرج فَـتَسِمُ الناس على خراطيمهم، تَـخْطم أنف الكافر، وتَـجْلو وجه المؤمن، ومن أدلة خروجها:

1- قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ٨٢[النمل: 82].

2- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «ثَلاثٌ إذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيْـمَانُـهَا لَـمْ تَـكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيْـمَانِـهَا خَيراً، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِـهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ». أخرجه مسلم [24].

[24] أخرجه مسلم برقم (158).

م10- خروج النار التي تحشر الناس

وهي نار عظيمة تخرج من المشرق من اليمن من قعر عدن، وهي آخر أشراط الساعة الكبرى، وأول الآيات المؤْذِنة بقيام الساعة، فتخرج من اليمن، ثم تنتشـر في الأرض وتسوق الناس إلى أرض المحشر في الشام.

مكيفية حشر النار للناس

عن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «يُـحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلاثِ طَرَائِقَ: رَاغِبِينَ، وَرَاهِبينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَـعِير، ثَلاثَةٌ عَلَى بَـعِير، أَرْبَـعَةٌ عَلَى بَـعِير، عَشْـرَةٌ عَلَى بَـعِير، يَـحْشُرُ بَقِيَّـتَـهُـمُ النَّارُ، تَقيلُ مَعَهُـمْ حَيْثُ قَالوا، وَتَبيتُ مَعَهُـمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبحُ مَعَهُـمْ حَيْثُ أَصْبَـحُوا، وَتُـمْسي مَعَهُـمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».متفق عليه [25].

[25] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6522)، واللفظ له، ومسلم برقم (2861).

مأول أشراط الساعة

عن أنسس أن عبدالله بن سلام لما أسلم سأل النبي ج عن مسائل، ومنها: ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي ج: «أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَـحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْـرِق إلَى المَغْرِبِ». أخرجه البخاري [26].

[26] أخرجه البخاري برقم (3329).

متتابع الآيات الدالة على قيام الساعة

إذا ظهرت أشراط الساعة الصغرى، ثم ظهر أول أشراط الساعة الكبرى تتابعت بعدها الآيات يتلو بعضها بعضاً كما قال النبي ج: «الأمَارَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ بِسِلْكٍ، فَإذا انْقَطَعَ السِّلْكُ تَبـِعَ بَـعْضُهُ بَـعْضاً». أخرجه الحاكم [27].

[27] صحيح/ أخرجه الحاكم برقم (8639)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (1762).

النفـخ في الصـور

• الصور قرن كالبوق، يأمر اللهإسرافيل ج أن ينفخ في الصور النفخة الأولى وهي نفخة الصعق، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم يأمره أن ينفخ النفخة الثانية وهي نفخة البعث، فإذا الخلائق قيام ينظرون.

مأحوال الخلائق عند النفخ في الصور

1- قال الله تعالى: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ٦ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ٧ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ٨[القمر: 6-8].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ٦٨[الزمر: 68].

ممقدار ما بين النفختين

عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَينِ أَرْبَـعُونَ» قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ. متفق عليه [28].

[28] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4935)، ومسلم برقم (2955)، واللفظ له.

ممتى تقوم الساعة؟

1- عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «خيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْـهِ الشَّمْسُ يَومُ الجُـمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفيهِ أُخْرِجَ مِنْـهَا، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُـمُعَةِ». أخرجه مسلم [29].

2- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ طَرْفَ صَاحِبِ الصُّورِ مُنْذُ وُكِّلَ بِـهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظـرُ نَحْوَ العَرْشِ، مَـخَافَةَ أَنْ يُؤْمَـرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إلَيْـهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْـهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ». أخرجه الحاكم [30].

[29] أخرجه مسلم برقم (854). [30] صحيح /أخرجه الحاكم برقم (8676)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (1078).

البعـث والحشـر

الدُّور التي يمر بها العبد

الدور التي يمر بها الإنسان بعد خروجه من بطن أمه ثلاث:

دار الدنيا، ثم دار البرزخ، ثم دار القرار في الجنة أو النار، وقد جعل الله لكل دار أحكاماً تخصها، وَرَكَّبَ هذا الإنسان من بدن وروح، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان والأرواح تبعاً لها، وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعاً لها، وجعل أحكام يوم القيامة من النعيم والعذاب على الأبدان والأرواح معاً.

البعث هو إحياء الموتى حين يُنفخ في الصور النفخة الثانية.

فيقوم الناس لرب العالمين حفاةً عراةً غرلاً غير مختونين، ويُبعث كل عبد على ما مات عليه.

1- قال الله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ٥١ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ٥٢ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ٥٣ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ٥٤[يس: 51-54].

2- وقال الله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ١٥ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ١٦[المؤمنون: 15-16].

صفة البعث

يُنزل الله من السماء ماءً فينبت الناس كما يَنبت البقل.

1- قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ٥٧[الأعراف: 57].

2- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَينِ أَرْبَـعُونَ» قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ،

«ثُمَّ يُنْزِلُ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، وَلَيْسَ مِنَ الإنْسَانِ شَيْءٌ إلَّا يَبْلَى إلَّا عَظْماً وَاحِداً وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْـهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيَامَةِ». متفق عليه [31].

[31] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4935)، ومسلم برقم (2955)، واللفظ له.

أول مَنْ ينشق عنه القبر

عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْـهُ القَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ». أخرجه مسلم [32].

[32] أخرجه مسلم برقم (2278).

مَنْ يُـحشر يوم القيامة

1- قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ٤٩ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ٥٠[الواقعة: 49-50].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا٩٣ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا٩٤ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا٩٥[مريم: 93-95].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا٤٧ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا٤٨ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا٤٩[الكهف: 47-49].

صفة أرض المحشر

1- قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ٤٨[إبراهيم: 48].

2- وعن سهل بن سعدس قال: قال رسول الله ج: «يُـحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ عَلى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيْـهَا عَلَـمٌ لأَحَدٍ». متفق عليه [33].

[33] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6521)، ومسلم برقم (2790)، واللفظ له.

صفة حشر الخلق يوم القيامة

للحشر حالتان:

الأولى: حشر من القبور إلى محل القضاء، وهذا يكون بحشر الناس مشاة حفاة عراة غُرلاً.

عن عائشةل قالت: سمعت رسول الله ج يقول: «يُـحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلاً» قلت: يا رسول الله، النساء والرجال جميعاً، ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال ج: «يَا عَائِشَةُ الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَـعْضُهُـمْ إلى بَـعْضٍ». متفق عليه [34].

الثانية: حشر المؤمنين والكفار من محل القضاء إلى الجنة والنار كما يلي:

1- يُـحشر المؤمنون وفداً مكرمين إلى ربهم والجنة.

1- قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا٨٥[مريم: 85].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ٧٣[الزمر: 73].

2- يُـحشر الكافرون على وجوههم عمياً، وبكماً، وصماً، عطاشاً، زرقاً، مقَرَّنين، يـُحبس أولهم على آخرهم، فيساقون إلى النار مجتمعين.

1- قال الله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا٩٧ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا[الإسراء: 97-98].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا٨٦[مريم: 86].

3- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا١٠٢[طه: 102].

4- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ١٩[فصلت: 19].

5- وقال الله تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ٢٣[الصافات: 22-23]

6- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ٤٨ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ٤٩ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ٥٠ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ٥١[إبراهيم: 48-51].

7- وعن أنَسٍس أنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ ا٬ ! كَيْفَ يُـحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «ألَيْسَ الَّذِي أمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيـهِ فِي الدُّنْيَا، قَادِراً عَلَى أنْ يُـمْشِيَـهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟». متفق عليه [35].

3- يَـحشر الله يوم القيامة الدواب، والبهائم، والوحوش، والطيور، ثم يحصل القصاص بين الدواب، فيقتص للشاة الجمَّاء من القرناء نَطَحَتْها، فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها: كوني تراباً.

قال الله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ٣٨[الأنعام: 38].

[34] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6527)، ومسلم برقم (2859)، واللفظ له. [35] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4760)، ومسلم برقم (2806) واللفظ له.

لقاء الله في الآخرة

كل إنسان سوف يلاقي ربه يوم القيامة بما عمل من خير أو شر، المؤمن والكافر، والبَـر والفاجر.

1- قال الله تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا٤٤[الأحزاب: 44].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ٢٢٣[البقرة: 223].

3- وقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ٦ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا٨ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا٩ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا١٢[الانشقاق: 6-12].

4- وعن عبادة بن الصامتس أن النبي ج قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ». متفق عليه [36].

[36] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6507)، واللفظ له، ومسلم برقم (2683).

أهـوال يـوم القيامـة

مشدة أهوال يوم القيامة

يوم القيامة يوم عظيم أمره، شديد هَوْلُه، يصاب فيه العباد بالرعب والفزع، وتشخص فيه أبصار الظَّـلَمة، جعله اللهعلى المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصـر، وعلى الكافرين مقدار خمسين ألف سنة، وهذه صور من أهواله العظيمة:

1- قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ١٣ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً١٤ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ١٥ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ١٦[الحاقة: 13-16].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ١ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ٢ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ٣ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ٤ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ٥ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ٦[التكوير: 1-6].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ١ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ٢ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ٣ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ٤[الانفطار: 1-4].

4- وقال الله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ١ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ٢ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ٣ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ٤ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ٥ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ٦[الانشقاق: 1-6].

5- وقال الله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ١ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ٢ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ٣ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا٤ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا٥ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا٦[الواقعة: 1-6].

6- وعن ابن عمرب قال: قال رسول الله ج: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى يَومِ القِيَامَةِ كَأنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَـقْرَأْ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ١ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ١ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ١. أخرجه أحمد والترمذي [37].

[37] صحيح / أخرجه أحمد برقم (4806)، وأخرجه الترمذي برقم (3333)، وهذا لفظه.

متبديل الأرض والسماء يوم القيامة

1- قــال الله تعــالــى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ٤٨[إبراهيم: 48].

2- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ١٠٤[الأنبياء: 104].

مأين يكون الناس يوم تبدل الأرض والسموات ؟

عن ثوبانس مولى رسول الله ج قال: كنت قائماً عند رسول الله ج فجاء حَبرٌ من أَحبار اليهود.. - وفيه - فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ؟ فقال رسول الله ج: «هُـمْ في الظُّلْـمَةِ دُونَ الجِسْرِ».

وفي رواية: «عَلَى الصِّـرَاطِ». أخرجه مسلم [38].

[38] أخرجه مسلم برقم (315)، ورقم (2791) عن عائشةل.

مشدة الحرارة في الموقف وهَوْله

يجمع الله الخلائق بعد بعثهم في ساحة واحدة في عرصات القيامة؛ وذلك لفصل القضاء، حفاة عراة غرلاً، فتدنو الشمس في ذلك اليوم، ويذهب العرق سبعين ذراعاً، ويَعْرق الناس على قدر أعمالهم.

1- عن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «يَـقْبِضُ اللهُ الأرضَ يَومَ القِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَـمِينِـهِ ثُمَّ يَـقُولُ: أَنا المَلِكُ، أَينَ مُلُوكُ الأرْضِ؟».متفق عليه [39].

2- وعن المقداد بن الأسودس قال: سمعت رسولَ الله ج يقول: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حَتَّى تَـكُونَ مِنْـهُـمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِـهِـمْ في العَرَقِ فَمِنْـهُـمْ مَنْ يَكُونُ إلَى كَعْبَيْـهِ، وَمِنْـهُـمْ مَنْ يَكُونُ إلَى رُكْبَتَيْـهِ، وَمِنْـهُـمْ مَنْ يَكُونُ إلَى حَقْوَيْـهِ، وَمِنْـهُـمْ مَنْ يُلْـجِـمُهُ العَرَقُ إلْـجَاماً» قال: وأشار رسول الله ج بيده إلى فيه. أخرجه مسلم [40].

[39] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7382)، ومسلم برقم (2787). [40] أخرجه مسلم برقم (2864).

ممن يظلهم الله في الموقف

1- عَنْ أَبي هُرَيْرَةَس عَن النَّبِيِّ ج قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَـحَابَّا في الله اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِب وَجَـمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ؛ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». متفق عليه [41].

2- وعَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍس قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ج يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ». أخرجه أحمد وابن خزيمة [42].

[41] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (660)، واللفظ له، ومسلم برقم (1031). [42] صحيح/ أخرجه أحمد برقم (17333) وهذا لفظه، وأخرجه ابن خزيمة برقم (2431).

ممجيء الله لفصل القضاء

يَـجيء الله الجبار جل جلاله يوم القيامة لفصل القضاء، فتشـرق الأرض بنوره، وتَوْجل الخلائق لهيبته وعظمته وجلاله.

1- قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا٢١ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا٢٢ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى٢٣[الفجر: 21-23].

2- و قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ١٣ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً١٤ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ١٥ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ١٦ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ١٧ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ١٨[الحاقة: 13-18].

3- وعن أبي هريرةس أن النبي ج قال: «لاتُـخَيِّرُوْني عَلَى مُوسَى، فَإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيَامَةِ فَأَصْعَقُ مَعَهُـمْ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ العَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ فِيْـمَنْ صَعِقَ فأَفَاقَ قَبْلي، أَوْ كَانَ مِـمَّن اسْتَثْنَى اللهُ». متفق عليه [43].

[43] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2411)، واللفظ له، ومسلم برقم (2373).

فصـل القضـاء

إذا حُشـر الناس إلى ربهم يوم القيامة، وبَلغ العناء منهم مبلغاً عظيماً لشدة الهول، وصعوبة الموقف، يرغبون إلى ربهم في أن يحكم فيهم، ويفصل بينهم.

فإذا طال موقفهم، وعظم كربهم، ذهبوا إلى الأنبياء ليشفعوا لهم عند ربهم ليفصل بينهم.

1- قال الله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ٣٥ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ٣٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ٣٧ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ٣٨ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ٣٩[المرسلات: 35-39].

2- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «أَنا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ القِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟ يَـجْـمَعُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُـم الدَّاعِيُ، وَيَنْفُذُهُـمُ البَصَـرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ، وَمَا لا يَـحْتَـمِلُونَ، فَيَـقُولُ بَـعْضُ النَّاسِ لِبَـعْضٍ: أَلا تَرَوْنَ مَا أَنْتُـمْ فِيْـهِ؟ أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إلَى رَبِّكُمْ؟ فيقول بَـعْضُ النَّاسِ لِبَـعْضٍ: ائْتُوا آدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَـقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوْحِهِ، وَأَمَـرَ الملائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى إلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلا تَرى إلى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟

فَيَـقُولُ آدَمُ: إنَّ رَبِّي غَضِبَ اليَومَ غَضَباً لَـمْ يَـغْضَبْ قَبْلَـهُ مِثْلَـهُ، وَلَنْ يَـغْضَبَ بَـعْدَهُ مِثْلَـهُ، وَإنَّهُ نَـهَاني عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُـهُ، نَفْسِـي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي» فيأتون نوحاً، فإبراهيم، فموسى، فعيسى، فيعتذر كل واحدٍ، وكلهم يقولون: «إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَباً لَـمْ يَـغْضَبْ قَبْلَـه مِثْلَـه، وَلَنْ يَـغْضَبَ بَـعْدَه مِثْلَـه... نَفْسِـي نَفْسِي».

ثم يقول عيسى: «اذْهَبُوا إلَى غَيْري، اذْهَبُوا إلى مُـحَـمَّدٍ ج، فَيَأْتونِّـي فَيَـقُولُونَ: يَا مُـحَـمَّدُ أَنتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَـمُ الأَنْبِيَاءِ، وَغَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْـهِ؟ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتي تَـحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِداً لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَـحُ اللهُ عَليَّ وَيُلْـهِـمُني مِنْ مَـحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْـهِ شَيْئاً لَـمْ يَفْتَـحْهُ لأَحَدٍ قَبْلي، ثُمَّ يُـقَالُ: يَا مُـحَـمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتي.

فَيُـقَالُ: يَا مُـحَـمَّدُ أَدْخِلِ الجَنَّة مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْـهِ مِنَ البَابِ الأَيـمَنِ مِنْ أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُـمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيْـمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُـحَـمَّـدٍ بِيَدِهِ إنّ مَـا بَيْنَ المِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». متفق عليه [44].

ثم يفصل الله بين الناس، فتُعطى الكتب، وتُوضع الموازين، ويُـحاسب الناس، فآخِذٌ كتابه بيمينه إلى الجنة، وآخذ كتابه بشماله إلى النار.

1- قال الله تعالى: ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ٧٥[الزمر: 75].

2- وعن أبي سَعِيد الخُدْرِيِّس قال: قُلْنَا: يَا رَسُولَ ا٬، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قال: «هَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إذَا كَانَتْ صَحْواً». قُلْنَا: لا. قال: «فَإنَّكُمْ لا تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إلا كَمَا تُضَارُّونَ في رُؤْيَتِـهِـمَا». ثُمَّ قال: «يُنَادِي مُنَادٍ: ليَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إلَى مَا كَانُوا يَـعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِـهِـمْ، وَأصْحَابُ الأوْثَانِ مَعَ أوْثَانِـهِـمْ، وَأصْحَابُ كُلِّ آلِـهَةٍ مَعَ آلِـهَتِـهِـمْ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَـعْبُدُ اللهَ، مِنْ بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أهْلِ الكِتَابِ.

ثُمَّ يُؤْتَى بِـجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأنَّهَا سَرَابٌ، فَيُـقَالُ لِلْيَـهُودِ: مَا كُنْــتُـمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللهِ، فَيُـقَالُ: كَذَبْتُـمْ، لَـمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فَيُـقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُـقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْــتُـمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَـقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللهِ، فَيُـقَالُ: كَذَبْتُـمْ، لَـمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَـقُولُونَ: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فَيُـقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَـعْبُدُ اللهَ، مِنْ بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، فَيُـقَالُ لَـهُـمْ: مَا يَـحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ ؟ فَيَـقُولُونَ: فَارَقْنَاهُـمْ وَنَحْنُ أحْوَجُ مِنَّا إلَيْـهِ اليَوْمَ، وَإنَّا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي: ليَلْـحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَـعْبُدُونَ، وَإنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا.

قال: فَيَأْتِيهِـمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غَيْر صُورَتِـهِ الَّتِي رَأوْهُ فِيهَا أوَّلَ مَرَّةٍ. فَيَـقُولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فَيَـقُولُونَ: أنْتَ رَبُّنَا، فَلا يُكَلِّمُهُ إلا الأنبِيَاءُ، فَيَـقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَـهُ آيةٌ تَعْرِفُونَـهُ؟ فَيَـقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَـهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْـمَا يَسْجُدَ فَيَـعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقاً وَاحِداً، ثُمَّ يُؤْتَى بِالجَسْرِ فَيُـجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ ا٬، وَمَا الجَسْـرُ؟ قال: «مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْـهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاليبُ، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَـهَا شَوْكَةٌ عَقِيفة، تَـكُونُ بِنَجْدٍ، يُـقَالُ لَـهَا: السَّعْدَانُ، المُؤْمِنُ عَلَيْـهَا كَالطَّرْفِ وَكَالبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَـخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَـمُرَّ آخِرُهُـمْ يُسْحَبُ سَحْباً، فَمَا أنْتُـمْ بِأشَدَّ لي مُنَاشَدَةً في الحَقِّ، قَدْ تَـبَيَّنَ لَكُمْ مَنْ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْـجَبَّارِ.

وَإذَا رَأوْا أنَّهُـمْ قَدْ نَجَوْا في إخْوَانِـهِـمْ، يَـقُولُونَ: رَبَّنَا إخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَـعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَـقُولُ اللهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُـمْ في قَلْبِـهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إيمَانٍ فَأخْرِجُوهُ، وَيُـحَرِّمُ اللهُ صُوَرَهُـمْ عَلَى النَّارِ.

فَيَأْتُونَـهُـمْ وَبَـعْضُهُـمْ قَدْ غَابَ في النَّارِ إلَى قَدَمِهِ، وَإلَى أنصَافِ سَاقَيْـهِ، فَيُـخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا.

ثُمَّ يَـعُودُونَ، فَيَـقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُـمْ في قَلْبِـهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأخْرِجُوهُ، فَيُـخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَـعُودُونَ، فَيَـقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُـمْ في قَلْبِـهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ فَأخْرِجُوهُ، فَيُـخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا».

قال أبو سَعِيدٍ: فَإنْ لَـمْ تُصَدِّقُوني فَاقْرَؤُوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا[النساء: 40].

«فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ، فَيَـقُولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَـقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُـخْرِجُ أقْوَاماً قَدِ امْتُـحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ في نَـهَرٍ بِأفْوَاهِ الجَنَّةِ يُـقَالُ لَـهُ: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ في حَافَتَيْـهِ كَمَا تَنْبُتُ الحَبَّةُ في حَـمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأيْتُـمُوهَا إلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وَإلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إلَى الشَّمْسِ مِنْـهَا كَانَ أخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْـهَا إلَى الظِّـلِّ كَانَ أبْيَضَ.

فَيَـخْرُجُونَ كَأنَّهُـمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُـجْعَلُ في رِقَابِـهِـمُ الخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيَـقُولُ أهْلُ الجَنَّةِ: هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْـمَنِ، أدْخَلَـهُـمُ الجَنَّةَ بِـغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُـقَالُ لَـهُـمْ: لَكُمْ مَا رَأيْتُـمْ وَمِثْلَـهُ مَعَهُ». متفق عليه [45].

[44] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4712)، ومسلم برقم (194)، واللفظ له. [45] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7439)، واللفظ له، ومسلم برقم (183).

الحسـاب والميـزان

الحساب: هو أن يوقِف الله عباده بين يديه، ويُعرِّفهم بأعمالهم التي عملوها، ثم يجازيهم حسب أعمالهم، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثلها.

كيفية أخذ الكتب

يُعطى كل واحد من أهل الموقف كتاباً مكتوب فيه ما عمل من خير أو شر، فمنهم مَنْ يعطى كتابه بيمينه وهم السعداء، ومنهم مَنْ يعطى كتابه بشماله من وراء ظهره وهم الأشقياء.

1- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ٦ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا٨ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا٩ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا١٢[الانشقاق: 6-12].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ٢٥ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ٢٦ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ٢٧[الحاقة: 25-27].

نصب الموازين

توضع الموازين يوم القيامة لحساب الخلائق، ويتقدم الناس واحداً واحداً للحساب، فيحاسبهم ربهم، ويسألهم عن أعمالهم.

فإذا تم الحساب كان بعده وزن الأعمال بالميزان، وهو ميزان حقيقي له كفتان.

1- قال الله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ٤٧[الأنبياء: 47].

2- وقال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ٧ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ٨ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ٩ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ١١[القارعة: 6-11].

ما يُسأل عنه الناس يوم القيامة

1- قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا٣٦[الإسراء: 36].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ٦٢[القصص: 62].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ٦٥[القصص: 65].

4- وقال الله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ٩٢ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ٩٣[الحجر: 92-93].

5- وقال الله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا٣٤[الإسراء: 34].

6- وقال الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ٨[التكاثر: 8].

7- وقال الله تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ٦ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ٧[الأعراف: 6-7].

8- وعن أبي برزة الأسلميس قال: قال رسول الله ج: «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْـمِهِ فِيمَا فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَـهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاهُ». أخرجه الترمذي والدارمي [46].

[46] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (2417)، وهذا لفظه، وأخرجه الدارمي برقم (543).

كيفية الحساب

المحاسبون يوم القيامة صنفان:

الأول: المؤمن يُـحاسب حساباً يسيراً وهو العرض ؛ ليعرف فضل الله عليه في العفو والمغفرة.

1- عن عائشةل أن رسول الله ج قال: «لَيْسَ أَحَدٌ يُـحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ إلَّا هَلَكَ»، فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا٨ فقال رسول الله ج: «إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الحِسابَ يَومَ القِيَامَةِ إلَّا عُذِّبَ». متفق عليه [47].

2- وعن ابن عمرب قال: سمعت رسول الله ج يقول: «يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْـهِ كَنَفَهُ، فَيُـقَرِّرُهُ بِذُنُوبِـهِ، فَيَـقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَـقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ: فَإنِّي قَدْ سَتَرْتُـهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ اليَومَ، فَيُـعْطَى صَحِيْفَةَ حَسَنَاتِـهِ، وَأَمَّا الكُفَّارُ وَالمنَافِقُونَ فَيُنَادِي بِـهِـمْ عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ». متفق عليه [48].

الثاني: الكافريُـحاسب حساباً عسيراً، ويُسأل عن كل صغيرة وكبيرة، فإن صدق حوسب بما أقرّ به، وإن حاول الكذب أو الكتمان فإنه يُـختم على فمه، وتستنطق جوارحه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ٦٥[يس: 65].

[47] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6537)، واللفظ له، ومسلم برقم (2876). [48] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2441)، ومسلم برقم (2768)، واللفظ له.

المحاسبون من الأمم

1- الحساب يوم القيامة عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي ج، وهم سبعون ألفاً من هذه الأمة يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

2- الكفار يحاسبون وتعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة توبيخاً لهم، وهم متفاوتون في العذاب، فعقاب من كثرت سيئاته أعظم من عقاب من قلَّت سيئاته، ومن له حسنات يُطْعَم بها في الدنيا عافية، أو مالاً، أو رخاءً، ويوم القيامة يدخل النار.

3- أول مَنْ يحاسب من الأمم يوم القيامة أمة محمد ج، وأول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة من الأعمال الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وأول ما يُـقضى بين الناس في الدماء.

عن أنسس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ اللهَ لا يَظْلِـمُ مُؤْمِناً حَسَنَةً، يُـعْطَى بِـهَا في الدُّنْيَا، وَيُـجْزَى بِـهَا في الآخِرَةِ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِـحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِـهَا للهِ في الدُّنْيَا، حَتَّى إذَا أَفْضَى إلَى الآخِرَةِ لَـمْ يَكُنْ لَـهُ حَسَنَةٌ يُـجْزَى بِـهَا». أخرجه مسلم [49].

[49] أخرجه مسلم برقم (2808).

كيفية الوزن

توزن أعمال العباد يوم القيامة من حسنات أو سيئات، فمن رجحت حسناته فاز، ومن رجحت سيئاته هلك، يوزن العامل وعمله وصحيفة عمله؛ إظهاراً لعدله سبحانه بين جميع عباده، وأثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حُسن الخلق.

1- قال الله تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ٨ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ٩[الأعراف: 8-9].

2- وعن أبي هريرةس عن رسول الله ج قال: «إنَّهُ لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَـعُوضَةٍ» وقال: «اقْرَؤُوا إن شئتم: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا١٠٥. متفق عليه [50].

[50] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4729)، واللفظ له، ومسلم برقم (2785).

حكم أعمال الكفار في الآخرة

الكفار والمنافقون لا تُقبل قُـرَبُـهُـم وطاعاتهم؛ لفقدها شرطها وهو الإيمان، وأعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وينادى بهم على رؤوس الخلائق يوم القيامة: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم.

1- قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ١٨[هود: 18].

2- وقال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ١٨[إبراهيم: 18].

3- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا٢٢ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا٢٣[الفرقان: 22-23].

رؤية الأعمال

تُعرَض أعمال العباد عليهم يوم القيامة، ويَرى المرء عملـه وهو يباشره، صغيراً كان أو كبيراً، خيراً كان أو شراً كما قال سبحانه: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ٦ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ٨[الزلزلة: 6-8].

حكم الأطفال يوم القيامة

أطفال المؤمنين يدخلون الجنة كما يدخلها الكبار على صورة أبيهم آدم ج، وكذلك أطفال المشركين، ويتزوجون كما يتزوج الكبار، فضلاً من الله ورحمة.

ومن مات ولم يتزوج من النساء أو الرجال فإنه يتزوج في الآخرة، فليس في الجنة أعزب.

الشفــاعــة

الشفاعة: هي طلب العون والخير للغير.

أقسام الشفاعـــة

الشفاعة يوم القيامة قسمان:

الأول: شفاعة خاصة بالنبيج، وهي أنواع:ر

1- شفاعته ج العظمى في أهل الموقف ليُـقضى بينهم، فيشفع فيهم، ويقضي الله بينهم، وهي المقام المحمود له.

2- شفاعته ج في أناسٍ من سأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب، وهم السبعون ألفاً، حيث يقول الله له: أَدْخِل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن - كما سبق -.

3- شفاعته ج في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة.

4- شفاعته ج في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم.

5- شفاعته ج في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه.

6- شفاعته ج أن يُـؤْذَن لجميع المؤمنين في دخول الجنة.

الثاني: شفاعة عامة للنبي ج وغيره من الأنبياء، والملائكة، والمؤمنين.

وهي الشفاعة فيمن استحق النار من المسلمين أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.

1- قال الله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى٢٦[النجم: 26].

2- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَـجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَـهُ، وَإنِّي اخْتَـبَأْتُ دَعْوَتي شَفَاعَةً لأُمَّتي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً». متفق عليه [51].

3- وعن أبي الدرداءس قال: قال رسول الله ج: «يُشفَّعُ الشَّهِيْدُ في سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِـهِ». أخرجه أبو داود [52].

ويشترط لهذه الشفاعة شرطان:

1- إذن الله في الشفاعة كما قال سبحانه: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[البقرة: 255].

2- رضا الله عن الشافع والمشفوع له كما قال سبحانه: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى٢٦[النجم: 26].

• الكافر لا شفاعة له، فهو مخلد في النار لا يدخل الجنة، ولو فُرض أن أحداً شفع له لم تنفعه الشفاعة كما قال سبحانه عن المجرمين: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ٤٨[المدثر: 48].

[51] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6304)، ومسلم برقم (199)، واللفظ له. [52] صحيح / أخرجه أبو داود برقم (2522).

طلب شفاعة النبي ج

من أراد شفاعة النبي ج فليطلبها من اللهكأن يقول: اللهم ارزقني شفاعة نبيك ج، ويُتْبِـع ذلك بالعمل الصالح الموجب لها من إخلاص العبادة ٬ وحده،والصلاة على النبي ج، وسؤال الوسيلة له.

عن أبي هريرةس أن النبي ج قال: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ خَالِصاً مِنْ قَلْبِـهِ أَوْ نَفْسِهِ». أخرجه البخاري [53].

[53] أخرجه البخاري برقم (99).

الحــوض

خلق اللهلكل نبي حوضاً، وحوض نبينا ج أعظمها وأحلاها، وأكثرها وارداً يوم القيامة، يشرب منه كل من آمن بالنبي ج ومات على ذلك.

صفة حوض النبي ج

1- عن عبدالله بن عمروب قال: قال النبي ج: «حَوْضِي مَسِيْرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيْـحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَكِيزَانُـهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْـهَا فَلا يَظْمَأُ أَبَداً». متفق عليه [54].

وفي لفظ: «عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ». أخرجه مسلم [55].

2- وعن أنس بن مالكس أن رسول الله ج قال: «إنَّ قَدْرَ حَوضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ اليَـمَنِ، وَإنَّ فِيْـهِ مِنَ الأَبارِيق كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ». متفق عليه [56].

[54] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6579)، واللفظ له، ومسلم برقم (2292). [55] أخرجه مسلم برقم (2300) عن أبي ذرس. [56] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6580)، واللفظ له، ومسلم برقم (2303).

مَنْ يُطرد عن الحوض

عن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «يَرِدُ عَليَّ يَومَ القِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَـيُـجْلَونَ عَنِ الحَوضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابي، فَيَـقُولُ: إنَّكَ لا عِلْـمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَـعْدَكَ، إنهم ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبارِهِـمُ القَهْقَرى». أخرجه البخاري [57].

والرهط: من ثلاثة إلى عشرة.

[57] أخرجه البخاري برقم (6585).

الصــراط

الصـراط: هو الجسر المنصوب على ظهر جهنم، يعبر المسلمون عليه إلى الجنة.

مَنْ يمر على الصراط

الذين يمرون على الصراط هم المسلمون.

أما الكفار والمشـركون فتتبع كل فرقة منهم ما كانت تعبد في الدنيا من الأصنام والشياطين ونحوهما من الآلهة الباطلة، فتَـرِد النار مع معبودها أولاً ولا تمر على الصراط.

ثم يبقى بعد ذلك من كان يعبد الله وحده في الظاهر، سواء كان صادقاً أم منافقاً، وهؤلاء الذين يُنصب لهم الصراط.

ثم يتميز المنافقون عن المؤمنين بامتناعهم عن السجود، والنور الذي يعم المؤمنين فقط، فيعود المنافقون إلى الوراء إلى النار، ويعبر المؤمنون الصـراط إلى الجنة: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ١٢ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ١٣ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ١٤ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ١٥[الحديد: 12-15].

ويكون المرور على الصراط بعد الحساب، ووزن الأعمال، والفراغ منها.

ثم يضطر الناس إلى المرور على الصـراط كما قال سبحانه: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا٧١ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا٧٢[مريم: 71-72].

صفة الصراط والمرور عليه

عـن أبــي سعيـــد الخــــدريس - فـي حـديـث الـرؤيـة وصفـة الصراط - وفيه - قيليا رسول الله: وما الجسر؟ قال: «دَحْضٌ مَزَلَّةٌ، فِيْـهِ خَطَاطيفُ، وَكَلاليبُ، وَحَسَكٌ تَـكُونُ بنَجْدٍ، فيْـهَا شُوَيْكَةٌ يُـقَالُ لَـهَا السَّعْدَانُ، فَيَـمُرُّ المُؤْمِنُـونَ كَطَـرْفِ العَينِ، وَكَالبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْر، وَكَأَجَاوِيْدِ الخيلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَـخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّمَ».متفق عليه [58].

[58] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7439)، ومسلم برقم (183)، واللفظ له.

أول مَنْ يعبر الصراط

أول من يَـعبُر الصـراط محمد ج وأمته، ولا يَـعبُر الصـراط إلا المؤمنون، فيعطَون نورهم على قدر إيمانهم وأعمالهم، ثم يمرون على الصراط بحسب ذلك.

وتُرسَل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصـراط يميناً وشمالاً، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلِّم.

عن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال في حديث الرؤية: «وَيُضْـرَبُ الصِّـرَاطُ بَيْنَ ظَهْـرَي جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُـجِيزُ، وَلا يَتَـكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إلا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُـمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ». متفق عليه [59].

[59] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (806)، ومسلم برقم (182)، واللفظ له.

ماذا يكون للمؤمنين بعد عبور الصراط؟

عن أبي سعيد الخدريس قال: قال رسول الله ج: «يَـخْلُصُ المؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُـحْبَـسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فيُـقْتَصُّ لبَـعْضِهِـمْ مِنْ بَـعْضٍ مَظَالِـمُ كَانَتْ بَيْنَـهُـمْ في الدُّنْيَا، حَتّى إذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَـهُـمْ في دُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُـحَـمَّدٍ بِيَدِهِ لأحَدُهُـمْ أَهْدَى بِمَنْزلِـهِ في الجَنَّةِ مِنْـهُ بِمَنْزلِـهِ كَانَ في الدُّنْيا». أخرجه البخاري [60].

[60. (3) أخرجه البخاري برقم (6535).

دار القرار

ممراحل حياة الإنسان

الإنسان يركب طبقاً بعد طبق، وينتقل من محل إلى محل، خلقه الله أولاً من التراب، ثم انتقل من أصل التراب إلى أصل النطفة، ثم إلى العلقة، ثم إلى المضغة، ثم إلى العظام، ثم كسى الله العظام لحماً، ثم أنشأه الله خلقاً آخر، ثم أخرجه إلى الدنيا، ثم ينتقل بالموت إلى القبر، ثم يحييه الله ويسوقه إلى المحشر، ثم إلى دار القرار في الجنة أو النار.

1- قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ١٢ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ١٣ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ١٤ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ١٥ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ١٦[المؤمنون: 12-16].

2- وقال الله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ١٩[الانشقاق: 19].

مدار القرار

الدنيا دار العمل، والآخرة دار الجزاء، لكن لا ينقطع العمل والسؤال إلا بعد دخول دار القرار (في الجنة أو النار)، أما في البرزخ وعَـرَصات القيامة فلا ينقطع ذلك كسؤال الملكين الميت في قبره، ودعوة الخلائق إلى السجود ٬ يوم القيامة، وامتحان المجانين، ومن مات في الفترة.

ثم يحكم الله بين العباد حسب إيمانهم وأعمالهم،ثم يساقون فريق في الجنة، وفريق في السعير.

1- قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ٧[الشورى: 7].

2- وقال الله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ٥٦ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ٥٧[الحج: 56-57].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ١٤ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ١٥ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ١٦[الروم: 14-16].

صفة الجـنــــة

الجنة هي دار السلام التي أعدها الله للمؤمنين والمؤمنات في الآخرة.

وسيكون الحديث عن الجنة إن شاء الله تعالى من كتاب مَنْ خلقها، وخلق نعيمها، وخلق أهلها وهو الله عز وجل، ومن حديث من دخلها، ووطئت أقدامه أرضها وهو محمد ج.

وإليك بيان ذلك بالتفصيل في ضوء القرآن الكريم، والسنة الصحيحة.

أشهر أسماء الجنة

الجنة واحدة في الذات، متعددة الصفات، ومن أشهر أسمائها:

1- الجنة: قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ١٣[النساء: 13].

2- جنات الفردوس: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا١٠٧[الكهف: 107].

3- جنات عدن: قال الله تعالى: ﴿هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ٤٩ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ٥٠[ص: 49-50].

4- جنة الخلد: قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا١٥[الفرقان: 15].

5- جنات النعيم:قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ٨[لقمان: 8].

6- جنات المأوى: قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ١٩[السجدة: 18-19].

7- دار السلام: قال الله تعالى: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ١٢٧[الأنعام: 127].

مكان الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ٢٢[الذاريات: 22].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى١٥[النجم: 13-15].

3- وعَنْ أبي هُرَيْرَةَس عَن النَّبيِّ ج قال: «مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِـهِ، وَأقَامَ الصَّلاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أنْ يُدْخِلَـهُ الجَنَّةَ، هَاجَرَ في سَبِيلِ اللهِ، أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا». قَالُوا: يَا رَسُولَ ا٬، أفَلا نُنـبِّئُ النَّاسَ بذَلِكَ؟ قال: «إنَّ في الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللهُ لِلْـمُـجَاهِدِينَ في سَبِيلِـهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَـهُـمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ.

فَإذَا سَألْتُـمُ اللهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإنَّهُ أوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْـمَنِ، وَمِنْـهُ تَفَجَّرُ أنـهَارُ الجَنَّةِ». أخرجه البخاري [61].

4- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «إنَّ المؤْمِنَ إذَا حَضَرَهُ المَوْتُ حَضَرَتْـهُ مَلائِكَةُ الرَّحْـمَةِ، فَإذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ جُعِلَتْ في حَرِيرةٍ بَيْضَاء، فَيُنْطَلَقُ بِـهَا إلى بَابِ السَّمَاءِ، فَيَـقُولُونَ: مَا وَجَدْنَا رِيْـحاً أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ..». أخرجه الحاكم وابن حبان [62].

[61] أخرجه البخاري برقم (7423). [62] صحيح / أخرجه الحاكم برقم (1304)، وأخرجه ابن حبان برقم (3013).

أسماء أبواب الجنة

عن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ في سَبِيْلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابَ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ».

فقال أبو بكرس: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَنْ دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: «نَعَمْ؛ وَأَرْجُو أَنْ تَـكُونَ مِنْـهُـمْ». متفق عليه [63].

[63] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1897)، واللفظ له، ومسلم برقم (1027).

سعة أبواب الجنة

1- عن أبي هريرةس قال: أُتيَ رسول الله ج يوماً بلحم...- وفي آخره قال-: «وَالَّذِي نَفْسُ مُـحَـمَّدٍ بِيَدِهِ إنَّ مَا بَيْنَ المصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الجَنَّةِ لكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». متفق عليه [64].

2- وعن عتبة بن غزوانس قال: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيْرَةُ أَرْبَـعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْـهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيْظٌ مِنَ الزِّحَامِ.أخرجه مسلم [65].

[64] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4712)، ومسلم برقم (194)، واللفظ له. [65] أخرجه مسلم برقم (2967).

عدد أبواب الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ٤٩ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ٥٠[ص: 49-50].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ٧٣[الزمر: 73].

3- وعن سهل بن سعدس عن النبي ج قال: «في الجَنَّةِ ثَمَانيَةُ أَبْوَابٍ، فيْـهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيـَّان، لا يَدْخُلُـهُ إلَّا الصَّائِمُونَ». متفق عليه [66].

[66] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3257)، واللفظ له، ومسلم برقم (1152).

الأوقات التي تُفتح فيها أبواب الجنة في الدنيا

1- عن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «تُفْتَـحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَـمِيْسِ، فَيُـغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْـرِكُ بِاللهِ شَيْئاً، إلا رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَـهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُـقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِـحَا -ثَلاثاً-». أخرجه مسلم [67].

2- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «إذَا دَخَـلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطينُ». متفق عليه [68].

3- وعن عمر بن الخطابس قال: قال رسول الله ج: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ (أَوْ فيُسْبغُ) الوُضُوءَ، ثُمَّ يَـقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُـحَـمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُـهُ، إلا فُتِـحَتْ لَـهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شَاءَ». أخرجه مسلم [69].

[67] أخرجه مسلم برقم (2565). [68] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3277)، واللفظ له، ومسلم برقم (1079). [69] أخرجه مسلم برقم (234).

أول من يدخل الجنة

عن أنسس قال: قال رسول الله ج: «آتي بَابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِـحُ، فَيَـقُولُ الخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟، فَأَقُولُ: مُـحَـمَّدٌ، فَيَـقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَـحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ». أخرجه مسلم [70].

[70] أخرجه مسلم برقم (197).

أول أمة تدخل الجنة

عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «نَحْنُ الآخِرُونَ الأوَّلُونَ يَومَ القِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّة». متفق عليه [71].

[71] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (876)، ومسلم برقم (855)، واللفظ له.

صفات أول زمرة يدخلون الجنة

1- عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «إنّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَـهُـمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، لا يَبُولُونَ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ، وَلا يَـمْتَـخِطُونَ، أَمْشَاطُهُـمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُـمُ المِسْكُ، وَمَـجَامِرُهُـمُ الأُ لُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُـمُ الحُورُ العِينُ، عَلى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيْـهِـمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً في السَّمَاءِ». متفق عليه [72].

2- وعن سهل بن سعدس أن رسول الله ج قال: «لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُون أَلْفاً أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ مُتَـمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَـعْضُهُـمْ بَـعْضاً، لا يَدْخُلُ أَوَّلُـهُـمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُـمْ، وُجُوهُهُـمْ عَلى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ». متفق عليه [73].

3- وعن عبدالله بن عمروب قال: سمعت رسول الله ج يقول: «إنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِيْنَ يَسْبِقُونَ الأَغْنيَاءَ يَومَ القِيَامَةِ إلَى الجَنَّةِ بِأَرْبَـعِينَ خَرِيفاً». أخرجه مسلم [74].

[72] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3327)، واللفظ له، ومسلم برقم (2834). [73] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6543)، ومسلم برقم (219)، واللفظ له. [74] أخرجه مسلم برقم (2979).

سن أهل الجنة

عن معاذ بن جبلس أن النبي ج قال: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْداً مُرْداً مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ، أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً». أخرجه أحمد والترمذي [75].

[75] حسن / أخرجه أحمد برقم (7920)، وأخرجه الترمذي برقم (2545)، وهذا لفظه.

صفة وجوه أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ٢٢ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ٢٣ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ٢٤[المطففين: 22-24].

2- وقال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ٢٣[القيامة: 22-23].

3- وقال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ٨ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ١٠[الغاشية: 8-10].

4- وقال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ٣٨ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ٣٩[عبس: 38-39].

5- وقــــال الله تعــالــى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ١٠٧[آل عمران: 107].

6- وقال الله تعالى: ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا١١[الإنسان: 11].

7- وعن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِـمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، قُلُوبُـهُـمْ عَلى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لا تَـبَاغُضَ بَينَـهُـمْ وَلا تَـحَاسُدَ». متفق عليه [76].

[76] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3254)، واللفظ له، ومسلم برقم (2834).

صفة استقبال أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ٧٣[الزمر: 73].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ٢٤[الرعد: 23-24].

3- وقال الله تعالى: ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ١٠٣[الأنبياء: 103].

مَنْ يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب

1- عن ابن عباسب قال: قال النبي ج: «عُرِضَتْ عَليَّ الأُمَـمُ، فَأَجِدُ النَّبِيَّ يَـمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَـمُرُّ مَعَهُ النَّفرُ، وَالنَّبِيُّ يَـمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَـمُرُّ مَعَهُ الخَـمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَـمُرُّ وَحْدَهُ، فَنظَرْتُ فَإذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قُلْتُ: يَا جِبْريلُ، هَؤُلاءِ أُمَّتي؟ قَالَ: لا، وَلَكِن انْظُرْ إلَى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإذَا سَوادٌ كَثِيرٌ.

قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفاً قُدَّامَهُـمْ لا حِسَابَ عَلَيْـهِـمْ وَلا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِـمَ؟ قَالَ: كَانُوا لا يَكْتَوونَ، ولا يَسْتَرْقونَ، وَلا يَتَطيَّرون، وَعَلَى رَبِّهِـمْ يتوكَّلُونَ». متفق عليه [77].

2- وعن أبي أمامةس قال: سمعت رسول الله ج يقول: «وَعَدَني رَبِّي سُبْـحَانَـهُ أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِـينَ أَلفاً لا حِسَابَ عَلَيْـهِـمْ وَلا عَـذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلفٍ سَبْعُـونَ أَلفاً، وَثَلاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه الترمذي وابن ماجه [78].

[77] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6541)، واللفظ له، ومسلم برقم (220). [78] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (2437)، وأخرجه ابن ماجه برقم (4286)، وهذا لفظه.

صفة أرض الجنة وبنائها

1- عن أنسس أن النبي ج لما عُرج به إلى السماء قال: «... ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بي السِّدْرَةَ المنتَـهَى، فَغَشِيَـهَا أَلوَانٌ لا أَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإذَا فِيْـهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإذَا تُرابُـها المسْكُ». متفق عليه [79].

2- وعن أبي هريرةس قال: قلنا يا رسول الله... الجنة ما بناؤها؟ قال: «لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلاطُهَا المسْكُ الأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَاليَاقُوتُ، وَتُرْبَتُـهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ دَخَلَـهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ، وَيُـخَلَّدُ وَلا يَـمُوتُ، لا تَبْلَى ثِيَابُـهُـمْ وَلا يَفْنَى شَبَابُـهُـمْ». أخرجه الترمذي والدارمي [80].

3- وعن أبي سعيدس أن ابن صياد سأل النبي ج عن تربة الجنة؟ فقال: «دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ، مِسْكٌ خَالِصٌ». أخرجه مسلم [81].

[79] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3342)، واللفظ له، ومسلم برقم (163). [80] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (2526)، وهذا لفظه، وأخرجه الدارمي برقم (2717). [81] أخرجه مسلم برقم (2928).

صفة خيام أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ٧٢[الرحمن: 72].

2- وعن عبدالله بن قيسس أن النبي ج قال: «إنَّ لِلْـمُؤْمِنِ في الجَنَّةِ لَـخَيْـمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُـجَوَّفَةٍ، طُولُـهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْـمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْـهِـمُ المؤْمِنُ، فَلا يَرَى بَـعْضُهُـمْ بَـعْضاً». متفق عليه [82].

[82] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4879)، ومسلم برقم (2838)، واللفظ له.

سوق الجنة

عن أنس بن مالكس أن رسول الله ج قال: «إنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقاً يَأْتونَـهَا كُلَّ جُـمُعَةٍ، فَتَـهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ، فَتـحْثُو فِي وُجُوهِهِـمْ وَثِيَابِـهِـمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِـمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَـقُولُ لَـهُـمْ أَهْلُوهُـمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُـمْ بَـعْدَنَا حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَـقُولُونَ: وَأَنتُـمْ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُـمْ بَـعْدَنَا حُسْناً وَجَـمَالاً». أخرجه مسلم [83].

[83] أخرجه مسلم برقم (2833).

قصـور الجنـة

خلق اللهداخل مساكن وقصور الجنة كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.

قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ٧٢[التوبة: 72].

تفاضل أهل الجنة في القصور

1- قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا٢٠[الإنسان: 20].

2- وعن أبي سعيد الخدريس أن رسول الله ج قال: «إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِـمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ مِنَ الأُفُقِ مِنَ المشْرِقِ أَوِ المغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَـهُـمْ»، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ». متفق عليه [84].

[84] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3256)، ومسلم برقم (2831)، واللفظ له.

صفة غرف أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ٥٨[العنكبوت: 58].

2- وقال الله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ٢٠[الزمر: 20].

3- وعن عليس أن رسول الله ج قال: «إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِـهَا، وَبُطُونُـهَا مِنْ ظُهُورِهَا» فَقَامَ أَعْرَابيٌّ فَقَالَ: لِـمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ ا٬؟ قَالَ: «لِـمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلى للهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ». أخرجه أحمد والترمذي [85].

[85] حسن / أخرجه أحمد برقم (1338)، وأخرجه الترمذي برقم (1984).

صفة فُرش أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ[الرحمن: 54].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ٣٤[الواقعة: 34].

صفة البسط والنمارق

1- قـال الله تعالى: ﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ١٦[الغاشية: 15-16].

2- وقال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ٧٦[الرحمن: 76].

«النمارق» الوسائد، «الزرابي» البسط.

أرائك الجنة

وهي الأسِرَّة عليها الكُلَل، أو الكراسي ذات الوسائد.

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ٢٢ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ٢٣[المطففين: 22-23].

2- وقال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا١٣[الإنسان: 13].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ٥٥ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ٥٦[يس: 55-56].

صفة سُرر أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ٤٧[الحجر: 47].

2- وقال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ٢٠[الطور: 20].

3- وقال الله تعالى: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ١٥ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ١٦[الواقعة: 15-16].

4- وقال الله تعالى: ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ١٣[الغاشية: 13].

صفة أواني أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ١٨[الواقعة: 17-18].

2- وقال الله تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ٧١[الزخرف: 71].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا١٥ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا١٦ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا١٧[الإنسان: 15-17].

4- وعن عبدالله بن قيسس أن رسول الله ج قال: «جَنَّتانِ مِنْ فِضَّةٍ آنيَتُـهُـمَا وَمَا فِيهِـمَا، وَجَنَّتانِ مِنْ ذَهَبٍ آنيَتُـهُـمَا وَمَا فِيْـهِـمَا، وَمَا بَيْنَ القَومِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلى رَبِّهِـمْ إلا رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ في جَنَّةِ عَدْنٍ». متفق عليه [86].

[86] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7444)، ومسلم برقم (180).

صفة حلي أهل الجنة ولباسهم

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ٢٣[الحج: 23].

2- وقال الله تعالى: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا٣١[الكهف: 31].

3- وقال الله تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا٢١ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا٢٢[الإنسان: 21-22].

أول من يُكسى في الجنة

عن ابن عباسب عن النبي ج قال: «... وإنَّ أَوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسَى يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيْـمُ الخَلِيْلُ». أخرجه البخاري [87].

[87] أخرجه البخاري برقم (6526).

صفة خدم أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ١٨[الواقعة: 17-18].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا١٩[الإنسان: 19].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ٢٤[الطور: 24].

أول طعام يأكله أهل الجنة

1- عن أنس بن مالكس أن عبدالله بن سلامس سأل النبي ج ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ فقال: «زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ». أخرجه البخاري [88].

2- وعن ثوبانس قال: كنت قائماً عند رسول الله ج فجاء حَبر من أحبار اليهود... -وفيه-:فقال اليهودي..فَمَنْ أول الناس إجازة؟ قال:«فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ» قال اليهودي: فما تُـحْفَتهم حين يدخلون الجنة؟ قال:«زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ» فقال فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: «يُنْحَرُ لَـهُـمْ ثَورُ الجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا» قال: فما شرابهم عليه؟ قال: «مِنْ عَيْنٍ فِيْـهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً». أخرجه مسلم [89].

[88] أخرجه البخاري برقم (3329). [89] أخرجه مسلم برقم (315).

صفة طعام أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ٧٠ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ٧١[الزخرف: 70-71].

2- وقال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا[الرعد: 35].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ٢٠ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ٢١[الواقعة: 20-21].

4- وقال الله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ٢٤[الحاقة: 24].

5- وعن أبي سعيد الخدريس قال: قال النبي ج: «تَـكُونُ الأَرْضُ يَومَ القِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَتَـكَفَّؤُهَا الجبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَكْفَؤُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَـهُ في السَّفَرِ نُزُلاً لأهْلِ الجَنَّةِ».-وفيه- فأتى رجل من اليهود... فقال: أَلا أُخْبِرُكَ بِإدَامِهِـمْ؟ قال: إدَامُهُـمْ بَالامٌ وَنُونٌ، قالوا: ومَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِـمَا سَبْعُونَ أَلفاً. متفق عليه [90].

6- وعن جابرس قال: سمعت النبي ج يقول: «إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيْـهَا، وَيَشْرَبُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ، وَلا يَبُولُونَ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَـمْتَـخِطُون» قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ المسْكِ، يُلْـهَـمُونَ التَّسْبِيْـحَ وَالتَّحْـمِيدَ كَمَا يُلْـهَـمُونَ النَّفَسَ». أخرجه مسلم [91].

7- وعن عتبة بن عبد السلميس قال: كنت جالساً مع رسول الله ج فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله، أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا شجرة أكثر شوكاً منها-يعني الطلح-، فقال رسول الله ج: «فَإنَّ اللهَ يَـجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِثْلَ خِصْيَةِ التَّيْسِ المَلْبُودِ -يعني المخصي- فِيهَا سَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الطَّعَامِ لا يُشْبِـهُ لَوْنُـهُ لَوْنَ الآخَرِ». أخرجه الطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين [92].

[90] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6520)، واللفظ له، ومسلم برقم (2792). [91] أخرجه مسلم برقم (2835). [92] صحيح / أخــرجــه الطبــرانــي فــي الكبيــر (7/130) وفـي مسنـــد الشــامـييـن (1/282)، انـــظــر السلسلـــة الصحيحة رقم (2734) .

صفة شراب أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا٥[الإنسان: 5].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا١٧[الإنسان: 17].

3- وقال الله تعالى: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ٢٥ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ٢٦ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ٢٧ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ٢٨[المطففين: 25-28].

4- وعن ابن عمرب قال: قال رسول الله ج: «الكَوْثَرُ نَـهْرٌ في الجَنَّةِ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَـجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَاليَاقُوتِ، تُرْبَتُـهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْـج».أخرجه الترمذي وابن ماجه [93].

[93] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (3361)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم (4334).

صفة أشجار الجنة وثمارها

1- قال الله تعالى: ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا١٤[الإنسان: 14].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ٤١ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ٤٢[المرسلات: 41-42].

3- وقال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ٥١[ص: 51].

4- وقال الله تعالى: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ[محمد: 15].

5- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا٣١ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا٣٢[النبأ: 31-32].

6- وقال الله تعالى: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ٥٢[الرحمن: 52] . ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ٦٨[الرحمن: 68].

7- وقال الله تعالى: ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ٥٥[الدخان: 55].

8- وقال الله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ٢٧ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ٢٩ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ٣٠ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ٣١ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ٣٢ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ٣٣[الواقعة: 27-33].

9- وقال الله تعالى: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ٢٣ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ٢٤[الحاقة: 22-24].

10- وعن مالك بن صعصعةس في قصة المعراج – وفيه-: أن النبـي ج قــال: «وَرُفِعَـتْ لــِي سِدْرَةُ المنتَـهَى، فَإذَا نَبِقُهَا كَأَنهُ قِلالُ هَجَرَ، وَوَرَقُهَا كَـأَنـهُ آذَانُ الفُيُولِ، في أَصْلِـهَا أَرْبَـعَةُ أَنْـهَارٍ: نَـهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَـهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَألْتُ جِبْريلَ، فَقَالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ فَفِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالفُرَاتُ». متفق عليه [94].

11- وعن أبي سعيدس عن النبي ج قال: «إنَّ في الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ الجَوادَ أَو المضَمَّرَ السَّريعَ مائَةَ عَامٍ مَا يَـقْطَعُهَا». متفق عليه [95].

12- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «ما في الجَنَّةِ شَجَرَةٌ إلَّا وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ». أخرجه الترمذي [96].

[94] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3207)، واللفظ له، ومسلم برقم (162). [95] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6553)، واللفظ له، ومسلم برقم (2828). [96] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (2525).

صفة أنهار الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ١١[البروج: 11].

2- وقال الله تعالى:﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد: 15].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ٥٤ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ٥٥[القمر: 54-55].

4- وعن أنس بن مالكس عن النبي ج قال: «بَيْنَمَا أَنا أَسيرُ في الجَنَّةِ إذَا أَنا بِنَـهَرٍ حَافَتَاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُـجَوَّفِ، قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإذَا طيبُـهُ، أَوْ طينُـهُ مِسْكٌ أذْفَرُ». أخرجه البخاري [97].

5- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج:«سَيْـحَانُ وَجَيْـحَانُ، وَالفُرَاتُ وَالنِّيلُ، كُلٌّ مِنْ أَنْـهَارِ الجَنّةِ». أخرجه مسلم [98].

[97] أخرجه البخاري برقم (6581). [98] أخرجه مسلم برقم (2839).

صفة عيون الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ٤٥[الحجر: 45].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا٥ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا٦[الإنسان: 5-6].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ٢٧ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ٢٨[المطففين: 27-28].

4- وقال الله تعالى: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ٥٠[الرحمن: 50]، ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ٦٦[الرحمن: 66].

5- وقال الله تعالى: ﴿وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا١٧ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا١٨[الإنسان: 17-18].

صفة نساء أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ١٥[آل عمران: 15].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ٣٤ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً٣٥ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا٣٦ عُرُبًا أَتْرَابًا٣٧ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ٤٠[الواقعة: 34-40].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ٤٨ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ٤٩[الصافات: 48-49].

4- وقال الله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ٢٣ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ٢٤[الواقعة: 22-24].

5- وقال الله تعالى: ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ٥٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ٥٧ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ٥٨[الرحمن: 56-58].

6- وقال الله تعالى: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ٧٠ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ٧١ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ٧٢[الرحمن: 70-72].

7- وعن أنس بن مالكس عن النبي ج قال: «لَرَوْحَةٌ في سَبِيلِ اللهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، أَوْ مَوْضِعُ قِيْـدٍ -يَـعْني سَوْطَهُ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَـهُـمَا، وَلملأَتْـهُ رِيحاً، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيهَا». متفق عليه [99].

8- وعن أبي هريرةس عن رسول الله ج قال: «إنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلى صُورَةِ القْمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَءِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئ مِنْـهُـمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُـخُّ سُوقِهِـمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْـمِ، وَمَا في الجَنَّةِ أعْزَبٌ». متفق عليه [100].

[99] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2796)، واللفظ له، ومسلم برقم (1880). [100] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3246)، ومسلم برقم (2834)، واللفظ له.

عطور وروائح الجنة

وذلك يختلف باختلاف الأشخاص، وتفاوت منازلهم، ودرجاتهم.

1- عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج:«إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَـهُـمْ عَلى أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، لا يَبُولُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ وَلا يَـمْتَـخِطُـونَ، أمْشَاطُهُـمُ الذَّهَـبُ، وَرَشْحُهُـمُ المِسْـكُ، وَمَـجَامِرُهُـمُ الأُلُـوَّةُ -الألَنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ- وَأزْوَاجُهُـمُ الحُورُ العِينُ، عَلى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلى صُورَةِ أبِيهِـمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعاً في السَّمَاءِ». متفق عليه [101].

2- وعن عبدالله بن عمروب أن النبي ج قال: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَـمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَـعِينَ عَاماً». أخرجه البخاري [102].

3- وفي لفظٍ: «وَإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْـعِينَ خَرِيفاً». أخرجه الترمذي وابن ماجه [103].

[101] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3327) واللفظ له، ومسلم برقم (2834). [102] أخرجه البخاري برقم (3166). [103] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (1403)، وأخرجه ابن ماجه برقم (2687) عن أبي هريرةس.

غناء أزواج أهل الجنة

عن ابن عمرب أن النبي ج قال: «إنَّ أَزْوَاجَ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُـغَنِّينَ أَزْوَاجَهُنَّ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سَمِعَهَا أَحَدٌ قَطّ، إنّ مِـمَّا يُـغَنِّينَ بِـهِ: نَحْنُ خَيرُ الحِسَانِ، أَزْوَاجُ قَومٍ كِرَامٍ، يَنْظُرْنَ بِقُرَّةِ أَعْيَانِ، وَإنَّ مِـمَّا يُـغَنِّينَ بِـهِ: نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلا يَـمُتْنَـهْ، نَحْنُ الآمِنَاتُ فَلا يَـخَفْنَـهْ، نَحْنُ المقيمَاتُ فَلا يَظْعَنَّهْ». أخرجه الطبراني في الأوسط [104].

[104] صحيح / أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط برقم (4917)، انظر صحيح الجامع رقم (1561).

جماع أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ٥٥ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ٥٦[يس: 55-56].

2- وعن زيد بن أرقمس قـــال: قــال رســـول الله ج: «إنَّ الرَّجُــلَ مِـنْ أَهْــلِ الجَنَّةِ لَيُـعْطَى قُوَّةَ مِائَـــةِ رَجُلٍ فِــــــي الأَكْلِ وَالشُّــــــرْبِ وَالشَّهْــــــوَةِ وَالجِـمَاعِ»، فـقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشـرب تكـون لـه الحاجـة، فـــقـــال رسول الله ج: «حَاجَةُ أَحَدِهِـمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ، فَإذَا بَطْنُـهُ قَدْ ضَمِرَ». أخرجه الطبراني والدارمي [105].

3- وعن أبي هريرةس قال: قيل يا رسول الله: هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي اليَوْمِ إلى مِائَةِ عَذْرَاءَ». أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في صفة الجنة [106].

[105] صحيح / أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/178)، وهذا لفظه، وأخرجه الدارمي برقم (2721)، وانظر صحيح الجامع رقم (1627). [106] صحيح / أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (5263)، وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة برقم (373)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (367).

دوام نعيم أهل الجنة

إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ تلقتهم الملائكة، وبشرتهم بما في الجنة من النعيم والخلود بشرىً لم يسمعوا بمثلها قط.

1- قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ٣٥[الرعد: 35].

2- وعن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «يُنَادِي مُنَادٍ: إنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أَبداً، وَإنّ لَكُمْ أَنْ تَـحْيَوْا فلا تَـمُوتُوا أَبداً، وَإنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فلا تَـهْرَمُوا أَبداً، وَإنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا تَبْأَسُوا أَبداً» فذلك قوله عزوجل: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ٤٣. أخرجه مسلم [107].

3- وعن جابرس قال: قيل يا رسول الله: هل ينام أهل الجنة؟ قال: «لا، النَّوْمُ أَخُو المَوْتِ». أخرجه البزار [108].

[107] أخرجه مسلم برقم (2837). [108] صحيح / أخرجه البزار -كشف الأستار- برقم (3517)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (1087).

درجات الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا٢١[الإسراء: 21].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى٧٥ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى٧٦[طه: 75-76].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ١١ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ١٢ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ١٣ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ١٤[الواقعة: 10-14].

4- وعن أبي هريرةس قال: قال النبي ج: «مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَبِرَسُولِـهِ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَـهُ الجَنَّة، جَاهَدَ في سَبِيْلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ في أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا» فقالوا يا رسول الله: أفلا نبشر الناس؟

قال: «إنَّ في الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْـمُـجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإذَا سَأَلتُـمُ اللهَ فَاسْأَلوهُ الفِرْدَوسَ، فَإنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ»، أُراه قال: «وَفَوقَهُ عَرْشُ الرَّحْـمَنِ، وَمِنْـهُ تَفَجَّرُ أَنهَارُ الجَنَّةِ». أخرجه البخاري [109].

[109] أخرجه البخاري برقم (2790).

رفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل

قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ٢١[الطور: 21].

صفة ظل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا٥٧[النساء: 57].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ٢٧ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ٢٩ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ٣٠[الواقعة: 27-30].

3- وقال الله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا١٣ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا١٤[الإنسان: 13-14].

4- وقال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ٣٥[الرعد: 35].

علو الجنة وسعتها

1- قال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ٨ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ١٠ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً١١[الغاشية: 8-11].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ١٣٣[آل عمران: 133].

3- وقال الله تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ٢١[الحديد: 21].

أعلى منزلة في الجنة

عن عبدالله بن عمرو بن العاصب أنه سمع النبي ج يقول: «إذَا سَمِعْتُـمُ المؤذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَـقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَليَّ، فَإنَّهُ مَنْ صَلَّى عَليَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيهِ بِـهَا عَشْـراً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ ليَ الوَسِيلَةَ، فَإنها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ لا تَنْبَـغي إلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَـهُ الشَّفَاعَةُ». أخرجه مسلم [110].

[110] أخرجه مسلم برقم (384).

أعلى أهل الجنة منزلة، وأدناهم منزلة

عن المغيرة بن شعبةس أن رسول الله ج قال: «سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ: مَا أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَـجِيءُ بَـعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة، فَيُـقَالُ لَـهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَـقُولُ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَـهُـمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِـهِـمْ؟

فَيُـقَالُ لَـهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلكِ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَـقُولُ: رَضِيْتُ رَبِّ، فَيَـقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُـهُ، وَمِثْلُـهُ، وَمِثْلُـهُ، وَمِثْلُـهُ، فَقَالَ في الخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ، فَيَـقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشَـرَةُ أَمْثَالِـهِ، وَلَكَ مَا اشْتَـهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ، فَيَـقُولُ: رَضِيْتُ رَبِّ.

قَالَ: رَبِّ فَأَعْلاهُـمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أَوْلَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُّ، غَرَسْتُ كَرَامَتَـهُـمْ بِيَدِي، وَخَتَـمْتُ عَلَيهَا، فَلَـمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَـمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَـمْ يَـخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» قال: ومصداقه في كتاب الله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ. أخرجه مسلم [111].

وفي لفظ في بيان أدنى أهل الجنة منزلة: «فَإنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِـهَا». متفق عليه [112].

[111] أخرجه مسلم برقم (189). [112] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6571)، ومسلم برقم (186) عن ابن مسعودس.

أعظم نعيم أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ٧٢[التوبة: 72].

2- وقال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ٢٣[القيامة: 22-23].

3- وعن أبي هريرةس أن ناساً قالوا لرسول الله ج: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله ج: «هَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ؟». قالوا: لا يا رسول الله، قال: «هَلْ تُضَارُّونَ في الشَّمْسِ لَيْسَ دُوْنَـهَا سَحَابٌ؟». قالوا: لا يا رسول الله، قال: «فَإنَّكُمْ تَرَوْنَـهُ كَذَلِكَ». متفق عليه [113].

4- وعن صهيبس عن النبي ج قال: «إذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قَالَ: يَـقُولُ اللهُ تَـبَارَكَ وَتَعَالى، تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيْدُكُمْ؟ فَيَـقُولُونَ: أَلمْ تُبيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْـهِـمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِـمْ عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه مسلم [114].

[113] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (806)، ومسلم برقم (182)، واللفظ له. [114] أخرجه مسلم برقم (181).

صفة نعيـم الجنـة

1- قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ٦٩ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ٧٠ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ٧١ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ٧٢ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ٧٣[الزخرف: 69-73].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ٥١ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ٥٢ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ٥٣ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ٥٤ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ٥٥ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ٥٦[الدخان: 51-56].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا١٢ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا١٣ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا١٤ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا١٥ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا١٦ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا١٧ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا١٨ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا١٩ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا٢٠ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا٢١ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا٢٢[الإنسان: 12-22]..

4- وقال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ١١ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ١٢ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ١٣ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ١٤ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ١٥ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ١٦ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ١٨ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ١٩ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ٢٠ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ٢١ وَحُورٌ عِينٌ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ٢٣ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ٢٤ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا٢٥ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا٢٦[الواقعة: 10-26].

5- وقال الله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ٢٧ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ٢٩ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ٣٠ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ٣١ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ٣٢ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ٣٣ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ٣٤ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً٣٥ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا٣٦ عُرُبًا أَتْرَابًا٣٧ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ٤٠[الواقعة: 27-40].

6- وعن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «قَال اللهُ عَزّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُّ لِعِبَادِيَ الصَّالِـحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ». مصداق ذلك في كتاب الله ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ١٧. متفق عليه [115].

[115] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3244)، ومسلم برقم (2824)، واللفظ له.

ذِكْرُ وكلام أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ٧٣ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ٧٤[الزمر: 73-74].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ٩ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ١٠[يونس: 9-10].

3- وقال الله تعالى: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا٢٥ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا٢٦[الواقعة: 25-26].

4- وعن جابرس أن رسول الله ج قال: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ» قَالُوا: فَمَا بَالُ الطَّعَامِ؟ قَالَ: «جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّـفَسَ». أخرجه مسلم [116].

[116] أخرجه مسلم برقم (2835).

سلام الرب على أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا٤٣ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا٤٤[الأحزاب: 43-44].

2- وقال الله تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ٥٧ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ٥٨[يس: 57-58].

أفضل عطاء من الرب في الجنة

عن أبي سعيد الخدريس أن النبي ج قال: «إنَّ اللهَ يَـقُولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَـقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ في يَدَيكَ، فَيَـقُولُ: هَلْ رَضِيْتُـمْ؟

فَيَـقُولُونَ: وَمَا لَنَا لا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَـمْ تُعْطِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، فَيَـقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَـقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَـقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَاني، فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَـعْدَهُ أَبداً». متفق عليه [117].

اللهم ارض عنا وعن والدينا والمسلمين أجمعين، وأدخلنا برحمتك في جنات النعيم.

[117] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6549)، ومسلم برقم (2829)، واللفظ له.

مقدار أمة محمد ج في الجنة

أكرم الله تعالى هذه الأمة بأن جعلها شطر أهل الجنة، ثم تفضل عليهم بالزيادة إلى الثلثين.

1- عن عبدالله بن مسعودس قال: كنا مع النبي ج في قُبَّةٍ فقال: «أَتَرْضَونَ أَنْ تَـكُونُوا رُبُـعَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟» قلنا نعم قال: «أَتَرْضَونَ أَنْ تَـكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟» قلنا نعم، قال: «أَتَرْضَونَ أَنْ تَـكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟» قلنا: نعم، قال: «إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَـكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الجَنَّةَ لا يَدْخُلُـهَا إلَّا نَفْسٌ مُسْلِـمَةٌ، وَمَا أَنْتُـمْ في أَهْلِ الشِّرْكِ إلَّا كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ في جِلْدِ الثَّورِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في جِلْدِ الثَّورِ الأَحْـمَرِ». متفق عليه [118].

2- وعن بريدةس قال: قال رسول الله ج: «أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْـهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَرْبَـعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَـمِ»أخرجه الترمذي وابن ماجه [119].

[118] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6528)، واللفظ له، ومسلم برقم (221). [119] صحيح / أخرجه الترمذي برقم (2546)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم (4289).

صفات أهل الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ٨٢[البقرة: 82].

2- وعن عياض بن حمارس أن رسول الله ج قال: «.. وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيْـمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِـمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ». أخرجه مسلم [120].

3- وعن حارثة بن وهبس أنه سمع النبي ج قال: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟» قالوا: بَلَى، قالج: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَو أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَ بَرَّهُ». متفق عليه [121].

[120] أخرجه مسلم برقم (2865). [121] متفق عليه، أخرجه البخاري (4918)، ومسلم برقم (2853)، واللفظ له.

أكثر أهل الجنة

عن عمران بن حصينس عن النبي ج قال: «اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِـهَا الفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيتُ أَكْثَرَ أَهْلِـهَا النِّسَاءَ». متفق عليه [122].

[122] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3241)، واللفظ له، ومسلم برقم (2737).

آخر من يدخل الجنة

عن عبدالله بن مسعودس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ آخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنَ النَّارِ: رَجُلٌ يَـخْرُجُ حَبْواً، فَيَـقُولُ لَـهُ رَبُّهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَـقُولُ: رَبِّ، الجَنَّةُ مَلأى، فَيَـقُولُ لَـهُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَكُلَّ ذَلِكَ يُـعيدُ عَلَيهِ: الجَنَّةُ مَلأى، فَيَـقُولُ: إنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ». متفق عليه [123].

[123] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7511)، واللفظ له، ومسلم برقم (186).

صفـة النــــار

• النار: هي دار العذاب التي أعدها الله للكافرين والمنافقين والعصاة في الآخرة.

وإنما يحصل الفوز بالجنة، والنجاة من النار بالإيمان والأعمال الصالحة، واجتناب الشرك والمعاصي، نسأل الله الفوز بالجنة، والنجاة من النار.

وسيكون الحديث إن شاء الله عن النار على ضوء ما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.

أشهر أسماء النار

النار واحدة في الذات، متعددة الصفات، ومن أشهر أسمائها:

1- النار: قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ١٤[النساء: 14].

2- جهنم:قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا١٤٠[النساء: 140].

3- الجحيم: قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ١٠[المائدة: 10].

4- السعير: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا٦٤[الأحزاب: 64].

5- سقــر: قــال الله تعــــالــــى: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ٤٨[القمر: 48].

6- الحطمة: قال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ٥ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ٦[الهمزة: 4-6].

7- لظى: قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى١٥ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى١٦ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى١٧[المعارج: 15-17].

8- دار البوار: قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ٢٨ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ٢٩[إبراهيم: 28-29].

مكان النار

1- قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ٧[المطففين: 7].

2- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «... وَأَمَّا الكَافِرُ فَإذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ وَذُهِبَ بِـهَا إلَى بَابِ الأَرْضِ يَـقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ: مَا وَجَدْنَا رِيحاً أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ، فَتَبْلُغُ بِـهَا إلى الأَرْضِ السُّفْلَى». أخرجه الحاكم وابن حبان [124].

[124] صحيح /أخرجه الحاكم برقم (1304)، وأخرجه ابن حبان برقم (3013).

خلود أهل النار

الكفار والمشركون والمنافقون مخلدون في النار، وأما عصاة الموحدين فهم تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر لهم، وإن شاء عذبهم في النار بقدر ذنوبهم ثم أخرجهم.

1- قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ٦٨[التوبة: 68].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا٤٨[النساء: 48].

صفة وجوه أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ٦٠[الزمر: 60].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ٤٠ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ٤١ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ٤٢[عبس: 40-42].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ٢٤ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ٢٥[القيامة: 24-25].

4- وقال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ٢ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ٣ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً٤[الغاشية: 2-4].

5- وقال الله تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ١٠٤[المؤمنون: 104].

عدد أبواب النار

قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ٤٣ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ٤٤[الحجر: 43-44].

أبواب النار مغلقة على أهلها

قال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ٥ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ٦ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ٧ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ٩[الهمزة: 4-9].

مجيء النار في عرصات القيامة

1- قال الله تعالى: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ٩١[الشعراء: 91].

2- وقال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا٢١ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا٢٢ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى٢٣[الفجر: 21-23].

3- وعن عبدالله بن مسعودس قال: قال رسول الله ج: «يُؤْتَى بِـجَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لَـهَا سَبْـعُونَ أَلفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَـجُرُّونَـهَا». أخرجه مسلم [125].

[125] أخرجه مسلم برقم (2842).

ورود النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا٧١ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا٧٢[مريم: 71-72].

2- وعن أبي هريرةس أن ناساً قالوا:يا رسول الله،هل نرى ربنا يوم القيامة..-وفيه- فقال: «وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتي أَوَّلَ مَنْ يُـجيزُ». متفق عليه [126].

[126] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (806)، ومسلم برقم (182)، واللفظ له.

قعر النار

1- عن أبي هريرةس قال: كنا مع رسول الله ج إذ سمع وَجْبَةً، فقال النبي ج: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: «هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِـهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفاً، فَهُوَ يَـهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَـهَى إلَى قَعْرِهَا». أخرجه مسلم [127].

2- وعن سمرة بن جندبس أنه سمع نبي الله ج يقول: «إنَّ مِنْـهُـمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إلَى كَعْبَيْـهِ، وَمِنْـهُـمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إلَى حُجْزَتِـهِ، وَمِنْـهُـمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إلَى عُنُقِهِ». أخرجه مسلم [128].

[127] أخرجه مسلم برقم (2844). [128] أخرجه مسلم برقم (2845).

صفة أبدان أهل النار

1- عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «ضِرْسُ الكَافِرِ أَوْ نَابُ الكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاثٍ». أخرجه مسلم [129].

2- وعن أبي هريرةس أن النبي ج قال: «مَا بَيْنَ مَنْكِبَي الكَافِرِ في النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ المُسْرعِ». متفق عليه [130].

3- وعن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «ضِرْسُ الْكَافِرِ يَومَ القِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَعَضُدُه مِثْلُ البَيْضَاءِ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانٍ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَينَ الرَّبَذَةِ». أخرجه أحمد والحاكم [131].

[129] أخرجه مسلم برقم (2851). [130] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6551)، ومسلم برقم (52)، واللفظ له. [131] صحيح / أخرجه أحمد برقم (8327) وأخرجه الحاكم برقم (8759)، وهذا لفظه، انظر السلسلة الصحيحة رقم (1105).

قوة حرارة النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا٩٧ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا٩٨[الإسراء: 97-98].

2- وعن أبي هريرةس أن النبي ج قال: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ» قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: «فَإنها فُضِّلَتْ عَلَيْـهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتّينَ جُزْءاً كُلُّها مِثْلُ حَرِّهَا». متفق عليه [132].

3- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «اشْتَـكَتِ النَّارُ إلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَـعْضِي بَـعْضاً، فَأَذِنَ لَـهَا بِنَفَسَينِ، نَفَسٍ في الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَـجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَـجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِير». متفق عليه [133].

[132] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3265)، ومسلم برقم (2843)، واللفظ له. [133] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3260)، واللفظ له، ومسلم برقم (617).

وقود النار

1- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ٦[التحريم: 6].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ٩٨[الأنبياء: 98].

دركات النار

النار دركات بعضها أسفل من بعض، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار؛ لغلظ كفرهم، وتمكُّنهم من أذى المؤمنين.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا١٤٥[النساء: 145].

صفة ظل النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ٤١ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ٤٢ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ٤٣ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ٤٤[الواقعة: 41-44].

2- وقال الله تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ١٦[الزمر: 16].

3- وقال الله تعالى: ﴿انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ٣٠ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ٣١[المرسلات: 30-31].

خزنة النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ٤٩ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ٥٠[غافر: 49-50].

2- وقال الله تعالى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ٢٦ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ٢٧ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ٢٨ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ٢٩ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ٣٠ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا[المدثر: 26-31].

3- ومالك خازن النار كما قال سبحانه: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ٧٧ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ٧٨[الزخرف: 77-78].

بعث النار

عن أبي سعيد الخدريس عن النبي ج قال: «يَـقولُ اللهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَـقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيْكَ، والخير في يَدَيْكَ، فَيقُولُ: أخْرِجْ بَـعْثَ النَّارِ.

َالَ: وَمَا بَـعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلفٍ تِسْعمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَه يَشِيبُ الصَّغِيرُ ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ٢، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَيـُّنا ذَلِكَ الوَاحِدُ؟ قَالَ: «أَبْشِـرُوا، فَإنَّ مِنْكُمْ رَجُلاً، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأجُوجَ أَلفٌ». متفق عليه [134].

[134] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3348) واللفظ له، ومسلم برقم (222).

كيفية دخول أهل النار النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ٧١ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ٧٢[الزمر: 71-72].

2- وقال الله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ٤١[الرحمن: 41].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا١١ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا١٢ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا١٣ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا١٤[الفرقان: 11-14].

4- وقال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ٥ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ٦[الهمزة: 4-6].

5- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا١٣ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ١٤ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ١٥ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ١٦[الطور: 13-16].

6- وقال الله تعالى: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ٤٩ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ٥٠[إبراهيم: 49-50].

7- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «تَـخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَومَ القِيَامَةِ، لَـهَا عَيْنَانِ تُبْصـرانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَـقُولُ: إنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إلَـهاً آخَرَ، وَبِالمصَوِّرِينَ». أخرجه أحمد والترمذي [135].

[135] صحيح/ أخرجه أحمد برقم (8411)، وأخرجه الترمذي برقم (2574) وهذا لفظه.

أول مَنْ تُسَعَّر بهم النار

عن أبي هريرةس قال: سمعت رسول الله ج يقول: «إنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُـقْضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيْـهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتيَ بِـهِ فَعَرَّفَهَ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟، قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُّ، قَالَ كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُـقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِـهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتّى أُلْقِيَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْـمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ القُرآنَ، فَأُتيَ بِـهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْـمَ وَعَلَّمْتُـهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْـمَ ليُـقَالَ عَالِـمٌ، وَقَرأتَ القُرآنَ لِيُـقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِـهِ فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْـهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلِّهِ، فَأُتيَ بِـهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُـحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُـقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِـهِ فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلقِيَ في النَّارِ». أخرجه مسلم [136].

[136] أخرجه مسلم برقم (1905).

صفة أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ٣٩[البقرة: 39].

2- و قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ٦٨[التوبة: 68].

3- وعن عياضس أن رسول الله ج قال: «..وَأَهْلُ النَّارِ خَـمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَـهُ، الَّذِينَ هُـمْ فِيْكُمْ تَـبَـعاً لا يَتْبَـعُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً، وَالخَائِنُ الَّذِي لا يَـخْفَى لَـهُ طَمَعٌ وَإنْ دَقَّ إلا خَانَـهُ، وَرَجٌل لا يُصْبِـحُ وَلا يُـمْسِي إلا وَهُوَ يُـخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ» وذكر البخل أو الكذب «والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ». أخرجه مسلم [137].

[137] أخرجه مسلم برقم (2865).

أكثر أهل النار

عن ابن عباسب قال: قال النبي ج: «أُرِيتُ النَّارَ، فَإذَا أَكْثَرُ أَهْلِـهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ» قِيلَ: أَيكْفُرْنَ بِا٬؟، قَالَ: «يَكْفُرنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيئاً، قَالَتْ مَا رَأَيتُ مِنْكَ خَيراً قَطُّ». متفق عليه [138].

[138] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (29) واللفظ له، ومسلم برقم (907).

أشد أهل النار عذاباً

1- قال الله تعالى: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ٢٤ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ٢٥ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ٢٦[ق: 24-26].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ٤٥ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ٤٦[غافر: 45-46].

3- وقال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ٨٨[النحل: 88].

4- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا١٤٥ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا١٤٦[النساء: 145-146].

5- وقال الله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا٦٨ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا٦٩ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا٧٠[مريم: 68-70].

6- وعن عبدالله بن مسعودس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ المصَوِّرُونَ». متفق عليه [139].

7- وعن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «تَـخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَومَ القِيَامَةِ، لَـهَا عَينَانِ تُبصِـرانِ، وَأُذنانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَـقُولُ: إنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍعَنيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إلَـهاً آخَرَ، وَبِالمصَوِّرِينَ». أخرجه أحمد والترمذي [140].

8- وعن عبدالله بن مسعودس أن رسول الله ج قال: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَـهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيّاً، وَإمَامُ ضَلالَةٍ، وَمُـمَثِّـلٌ مِنَ المُـمَثِّلِينَ». أخرجه أحمد [141].

[139] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5950)، ومسلم برقم (2109)، واللفظ له. [140] صحيح /أخرجه أحمد برقم (8411)، وأخرجه الترمذي برقم (2574)، وهذا لفظه. [141] جيد/ أخرجه أحمد برقم (3868).

أهون أهل النار عذاباً

1- عن النعمان بن بشيرب قال: سمعت النبي ج يقول: «إنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْـمَصِ قَدَمَيْـهِ جَـمْرَتَانِ يَـغْلي مِنْـهُـمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَـغْلي المِرْجَلُ بِالقُمْقُمِ». متفق عليه [142].

2- وعن أبي سعيد الخدريس أنه سمع النبي ج -وَذُكِرَ عنده عمه أبوطالب- فقال: «لَعَّلَـهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَومَ القِيَامَةِ، فَـيُـجْعَلُ في ضَحْضاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْـهِ، يَـغْلي مِنْـهُ أُمُّ دِمَاغِهِ». متفق عليه [143].

[142] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6562)، واللفظ له، ومسلم برقم (213). [143] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6564)، واللفظ له، ومسلم برقم (210).

توبيخ أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ٣٦[المائدة: 36].

2- وعن أنس بن مالكس عن النبي ج قال: «يَـقُولُ اللهُ تَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا في الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِـهِ؟ فَيَـقُولُ: نَعَمْ، فَيَـقُولُ: أَرَدْتُّ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنتَ في صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لا تُشْـرِكَ بي شَيْئاً، فَأَبيْتَ إلَّا أَنْ تُشْـرِكَ بي». متفق عليه [144].

[144] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6557)، واللفظ له، ومسلم برقم (2805).

سلاسل جهنم وأغلالها

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا٤[الإنسان: 4].

2- وقال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ٧٠ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ٧١ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ٧٢[غافر: 70-72].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا١٢ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا١٣[المزمل: 12-13].

4- وقال الله تعالى: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ٣٢ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ٣٤[الحاقة: 30-34].

صفة طعام أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ٤٣ طَعَامُ الْأَثِيمِ٤٤ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ٤٥ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ٤٦[الدخان: 43-46].

2- وقال الله تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ٦٢ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ٦٣ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ٦٤ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ٦٥ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ٦٦ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ٦٧ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ٦٨[الصافات: 62-68].

3- وقال الله تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ٦ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ٧[الغاشية: 6-7].

4- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ٣٤ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ٣٦ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ٣٧[الحاقة: 33-37].

صفة شراب أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ١٥ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ١٦ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ١٧[إبراهيم: 15-17].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ١٥[محمد: 15].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا٢٩[الكهف: 29].

4- وقال الله تعالى: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ٥٥ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ٥٦ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ٥٧ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ٥٨[ص: 55-58].

صفة ثياب أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ١٩[الحج: 19].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ٤٩ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ٥٠[إبراهيم: 49-50].

فُرش أهل النار

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ٤٠ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ٤١[الأعراف: 40-41].

حسرة أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ٣١[الأنعام: 31].

2- وقال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ١٦٧[البقرة: 167].

3- وعن أبي هريرةس قال: قال النبي ج: «لا يَدْخُلُ أَحَدٌ الجَنَّةَ إلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ ؛ ليَزْدَادَ شُكْراً، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إلا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ لَو أَحْسَنَ ؛ ليَكُونَ عَلَيهِ حَسْرَةً». أخرجه البخاري [145].

4- وعَنْ أنسٍس أن النبي ج قال: «إنَّ اللهَ يـقُولُ لأهْوَنِ أهْلِ النَّارِ عَذَاباً: لَوْ أنَّ لَكَ مَا في الأرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِـهِ؟ قال: نَعَمْ، قال: فَقَدْ سَألْتُكَ مَا هُوَ أهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأنْتَ في صُلْبِ آدَمَ: أنْ لا تُشْرِكَ بي، فأبـَيتَ إلَّا الشِّرْكَ». متفق عليه [146].

[145] أخرجه البخاري برقم (6569). [146] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3334)، واللفظ له، ومسلم برقم (2805).

لَعْن أهل النار بعضهم بعضاً

1- قال الله تعالى: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ٣٨ وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ٣٩[الأعراف: 38-39].

2- وقال الله تعالى: ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ٢٥[العنكبوت: 25].

3- وقال الله تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا١١ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا١٢ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا١٣ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا١٤[الفرقان: 11-14].

صور من أصناف المعذبين في النار

1- الكفار والمنافقون:

قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ٦٨[التوبة: 68].

2- قاتل النفس المعصومة عمداً:

1- قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا٩٣[النساء: 93].

2- وعن عبدالله بن عمروب عن النبي ج قال: «مَـنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَـــمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ وَإنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَـعينَ عَاماً». أخرجه البخاري [147].

3- الزناة والزواني:

عن سمرة بن جندبس قال: كان رسول الله ج يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ من رُؤْيَا؟» -وفيه- أنه قال ذات غداة: «إنَّهُ أَتانِـي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وإنهما ابتَعثَانِـي وإنهما قَالا لِي انْطَلِقْ... فَانْطَلَقْنَا فَأَتيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ، فَإذَا فِيْـهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيْـهِ، فَإذَا فيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإذَا هُـمْ يَأْتِيهِـمْ لَـهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْـهُـمْ، فَإذَا أَتاهُـمْ ذَلِكُ اللهَبُ ضَوْضَوْا، قَالَ قُلْتُ لَـهُـمَا: مَا هَؤُلاءِ؟... -وَفِيهِ- فَقَالا: وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ في مِثْلِ بِنَاءِ التَّـنُّورِ فَهُـمُ الزُّناةُ وَالزَّوَاني». أخرجه البخاري [148].

4- آكلو الربا:

في حديث سمرة بن جندبس السابق قال النبي ج: «فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلى نَـهَرٍ مِنْ دَم فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلى وَسَطِ النَّهْر، وعلى شَطِّ النَّهْرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْـهِ حِجَارةٌ، فَأَقْبلَ الرَّجُلُ الَّذِي في النَّهْرِ، فَإذَا أَرادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِـحَجَرٍ في فيْـهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ ليَـخْرُجَ رَمَى في فيهِ بِـحَجَرٍ فيرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟... قَالَ والَّذِي رَأَيتَـهُ في النَّهَرِ آ كِلُو الرِّبَا». أخرجه البخاري [149].

5- المصورون:

1- عن ابن عباسب قال: سمعت رسول الله ج يقول: «كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يَـجْعَلُ لَـهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْساً فتُعَذِّبُـهُ في جَهَنَّمَ». أخرجه مسلم [150].

2- وعن عائشةل قالت: دخل عليَّ رسول الله ج وقد سَتَرْتُ سَهْوَةً لي بِقِرَامٍ فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلوَّن وجهه وقال: «يَا عَائِشَةُ، أَشدُّ النَّاسِ عَذَاباً عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِـخَلْقِ اللهِ» قالت عائشة: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين. متفق عليه [151].

3- وعن ابن عباسب قال سمعت رسول الله ج يقول: «مَنْ صَوَّرَ صُـورَةً في الدُّنْيَــا كُلِّــفَ أَنْ يَنْـفُــخَ فيهَـــا الــــرُّوحَ يَـــومَ القِـيَــامَةِ وَلَيــسَ بِنَافِخٍ». متفق عليه [152].

6- آكل مال اليتيم:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا١٠[النساء: 10].

7- أهل الكذب والغيبة والنميمة:

1- قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ٩٣ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ٩٤[الواقعة: 92-94].

2- وعن معاذ بن جبلس قال: كنت مع النبي ج في سفر -وفيه- فقلت يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلى وُجُوهِهِـمْ أَوْ عَلى مَنَاخِرِهِـمْ إلَّا حَصَائِدُ أَلسِنَتِـهـمْ». أخرجه الترمذي وابن ماجه [153].

8- الذين يكتمون ما أنزل الله:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ١٧٤[البقرة: 174].

[147] أخرجه البخاري برقم (3166). [148] أخرجه البخاري برقم (7047). [149] أخرجه البخاري برقم (1386). [150] أخرجه مسلم برقم (2110). [151] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5954)، ومسلم برقم (2107)، واللفظ له. [152] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7042)، ومسلم برقم (2110)، واللفظ له. [153] صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (2616)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم (3973).

تخاصم أهل النار

1- مخاصمة العابدين لمعبوديهم: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ٩٤ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ٩٥ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ٩٦ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ٩٧ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ٩٨ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ٩٩[الشعراء: 94-99].

2- مخاصمة الضعفاء للسادة المستكبرين: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ٤٧ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ٤٨[غافر: 47-48].

3- تخاصم الأتباع مع قادة الضلال: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ٢٧ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ٢٨ قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ٢٩ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ٣٠ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ٣١ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ٣٢ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ٣٣ إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ٣٤ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ٣٥[الصافات: 27-35].

4- تخاصم الكافر وقرينه الشيطان: ﴿قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ٢٧ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ٢٩[ق: 27-29].

5- ويبلغ الأمر أشده عندما يخاصم الإنسان أعضاءه: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ١٩ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ٢٠ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ٢١[فصلت: 19-21].

طلب أهل النار من ربهم رؤية مَنْ أضلوهم وتضعيف العذاب عليهم

1- قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ٢٩[فصلت: 29].

2- وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا٦٦ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا٦٧ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا٦٨[الأحزاب: 66-68].

خطبة إبليس في أهل النار

قال الله تعـالى: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ٢٢[إبراهيم: 22].

طلب النار المزيد

1- قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ٣٠[ق: 30].

2- وعن أنس بن مالكس عن النبي ج أنه قال: «لا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فِيْـهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَـعْضُهَا إلَى بَـعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، بِـعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، وَلا يَزَال في الجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ لَـهَا خَلْقاً، فَيُسْكِنَـهُـمْ فَضْلَ الجَنَّةِ». متفق عليه [154].

[154] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4848)، ومسلم برقم (2848)، واللفظ له.

صور من عذاب أهل النار

1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا٥٦[النساء: 56].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ٧٥ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ٧٦[الزخرف: 74-76].

3- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا٦٤ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا٦٥ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا٦٦[الأحزاب: 64-66].

4- وقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ٣٦[فاطر: 36].

5- وقال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ١٠٧[هود: 106-107].

6- وقال الله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا٦٨ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا٦٩ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا٧٠[مريم: 68-70].

7- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا٢١ لِلطَّاغِينَ مَآبًا٢٢ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا٢٣ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا٢٤ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا٢٥ جَزَاءً وِفَاقًا٢٦[النبأ: 21-26].

8- وقال الله تعالى: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ٦ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ٧ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ٨ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ٩[الملك: 6-9].

9- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ٤٧ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ٤٨[القمر: 47-48].

10- وقال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ٥ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ٦ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ٧ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ٩[الهمزة: 4-9].

11- وعن أسامة بن زيدب أنه قال: سمعت رسول الله ج يقول: «يُـجَاءُ بِالرَّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُـهُ في النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِـمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَـجْتَـمعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْـهِ فَيَـقُولُونَ: يَا فُلانُ مَا شَأنُكَ؟ أَليسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالمعْرُوفِ وَتَنْـهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالمعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وَأَنهَاكُمْ عَنِ المنْكَرِ وآتيْـهِ». متفق عليه [155].

[155] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3267) واللفظ له، ومسلم برقم (2989).

بكاء أهل النار وصراخهم

1- قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ٨١ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ٨٢[التوبة: 81-82].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ٣٧[فاطر: 37].

3- وقال الله تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ١٠٠[الأنبياء: 100].

4- وقال الله تعالى: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا١٣ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا١٤[الفرقان: 13-14].

5- وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا٢٧[الفرقان: 27].

6- وقال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ١٦٧[البقرة: 167].

استغاثة أهل النـار بمن ينجيهم

1- قال الله تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ٥٠[الأعراف: 50].

2- وقال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ٤٩ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ٥٠[غافر: 49-50].

3- وقال الله تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ٧٧ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ٧٨[الزخرف: 77-78].

4- وقال الله تعالى: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ١٠٦ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ١٠٧ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ١٠٨[المؤمنون: 106-108].

5- وقال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ١٠٧[هود: 106-107].

ميراث أهل الجنة منازل أهل النار

عن أبي هريرةس قال: قال رسول الله ج: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا لَـهُ مَنْزِلانِ: مَنْزِلٌ في الجَنَّةِ، وَمَنْزِلٌ في النَّارِ، فَإذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَـهُ، فَذَلِكَ قَولُـه تعَالى: (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ)». أخرجه ابن ماجه [156].

[156] صحيح / أخرجه ابن ماجه برقم (4341).

خروج عصاة الموحدين من النار

1- عن أنس بن مالكس أن النبي ج قال: «يُـخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ وَكَانَ في قَلْبِـهِ مِنَ الخير مَا يَزِنُ شَعِيْرَةً، ثُمَّ يُـخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ وَكَانَ في قَلْبِـهِ مِنَ الخير مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يُـخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ وَكَانَ في قَلْبِـهِ مِنَ الخير مَا يَزِنُ ذَرَّةً». متفق عليه [157].

2- وعن جابرس قال: قال رسول الله ج: «يُـعَذَّبُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوحِيدِ في النَّارِ حَتّى يَكُونُوا فِيهَا حُـمَـماً، ثُمَّ تُدْرِكُهُـمُ الرَّحْـمَةُ، فَيُـخْرَجُونَ وَيُطْرَحُونَ عَلَى أَبوابِ الجَنّةِ» قال: «فَـيَـرُشُّ عَلَيْـهِـمْ أَهْلُ الجنَّةِ المَاءَ فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الغُثَاءُ في حِـمَالَةِ السَّيْلِ ثُمَّ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ». أخرجه أحمد والترمذي [158].

[157] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (44)، ومسلم برقم (193)، واللفظ له. [158] صحيح / أخرجه أحمد برقم (15268)، وأخرجه الترمذي برقم (2597)، وهذا لفظه.

أعظم عذاب أهل النار

أعظم عذاب أهل النار حجابهم عن رؤية ربهم جل وعلا.

قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ١٥ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ١٦[المطففين: 15-16].

خلود أهل الجنة والنـار

1- قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ١٠٥ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ١٠٧ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ١٠٨[هود: 105-108].

2- وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ٣٦ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ٣٧[المائدة: 36-37].

3- وعن ابن عمرب قال: قال رسول الله ج: «إذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إلَى الجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إلَى النَّارِ جِيءَ بِالموتِ حَتَّى يُـجْعَلَ بَينَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَـحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، يَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحاً إلى فَرَحِهِـمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْناً إلى حُزْنِـهِـمْ». متفق عليه [159].

[159] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6548)، واللفظ له، ومسلم برقم (2850).

أكثر أهل الجنة والنار

الرجال في الجنة أكثر من النساء، والنساء في النار أكثر من الرجال، والحور في الجنة أكثر من الرجال.

1- عن عمرانس أن النبي ج قال: «اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاء،َ وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ». متفق عليه [160].

2- وعن ابن عباسب قال: قال النبي ج: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ» قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بالله ؟ قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قالتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ». متفق عليه [161].

3- وعن عمران بن حصينس أن النبي ج قال: «إِنَّ أَقلَّ سَاكِني الجَنَّةِ النِّسَاءُ». أخرجه مسلم [162].

4- وعن أبي هريرةس عن رسول الله ج قال: «إنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلى صُورَةِ القْمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلى أَضْوَءِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئ مِنْـهُـمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُـخُّ سُوقِهِـمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْـمِ، وَمَا في الجَنَّةِ أعْزَبٌ». متفق عليه [163].

[160] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3241)، واللفظ له، ومسلم برقم (2737). [161] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (29)، واللفظ له، ومسلم برقم (907). [162] أخرجه مسلم برقم (2738). [163] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3246)، ومسلم برقم (2834)، واللفظ له.

حجاب الجنة والنار

عن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ». متفق عليه [164].

[164] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6487) واللفظ له، ومسلم برقم (2823).

قرب الجنة والنار

عن عبدالله بن مسعودس قال: قال النبي ج: «الجَنَّةُ أَقْرَبُ إلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِـهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ». أخرجه البخاري [165].

[165] أخرجه البخاري برقم (6488).

احتجاج الجنة والنار وحكم الله بينهما

عن أبي هريرةس عن النبي ج قال: «تَـحَاجَّتِ النَّارُ وَالجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالمتـكَبِّرِينَ وَالمتـجَبِّرِينَ،وَقَالَتِ الجَنَّة: فَمَا لِي لا يَدْخُلُنِي إلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُـمْ وَعَجَزُهُـمْ، فَقَالَ اللهُ لِلْـجَنَّةِ: أَنتِ رَحْـمَتِي أَرْحَـمُ بِكَ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنتِ عَذَابي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا». متفق عليه [166].

[166] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4850)، ومسلم برقم (2846)، واللفظ له.

اتقاء النار وطلب الجنة

1- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ١٣٠ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ١٣١ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ١٣٢[آل عمران: 130-132].

2- وعن عدي بن حاتمس أن النبي ج ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فتَعَوَّذَ مِنْـهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فتَعَوَّذ مِنْـهَا، ثُمَّ قَالَ:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَـمْرَةٍ، فَمَنْ لَـمْ يَـجِدْ فَبِكَلِـمَةٍ طَـيِّـبَةٍ». متفق عليه [167].

3- وعن أبي هريرةس أن رسول الله ج قال: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّة إِلَّا مَنْ أَبى». قَالُوا يَا رَسُولَ الله وَمَنْ يَأْبى؟ قَالَ:«مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّة،وَمَنْ عَصَاني فَقَدْ أَبى».متفق عليه [168].

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل.

[167] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6563)، واللفظ له، ومسلم برقم (1016). [168] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7280)، واللفظ له، ومسلم برقم (1835).