الدعاء (مع أدعية من القرآن الكريم)
تأليف
آية الله العظمى العلامة سيد أبو الفضل بن الرضا البُرقَعي القُمي
الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعمة الإسلام، واختار منهم أفضل عباده وأطهرهم لإبلاغ رسالة الحرية والتحرُّر من كل عبودية سوى عبودية الله، والصلاة والسلام على أهل بيتِ نبي المحبة والرحمة الكرام الأطهار، وعلى صحبه الأجلاء الأبرار، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن الدينَ الذي نفخر به اليوم ثمرةٌ لجهاد رجال الله وتضحياتهم؛ أولئك الذين كانت قلوبهم مُتَيَّمةً بحب الله، وألسنتهم لَـهِجَةً بذكر الله، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل حفظ رسالات الله ونشرها، واضعين أرواحهم وأموالهم وأعراضهم على أكفهم ليقدِّموها رخيصةً في سبيل صون كلمة الله سبحانه و سنة نبيه الكريم، لا تأخذهم في ذلك لومة لائم، ولا يخشون إلا الله.
أجل، هكذا قامت شجرةُ الإِسْلاَمُ العزيز واسْتَقَرَّت ضاربةً بجذورِها أعماق الأرض، بالغةً بفروعها وثمارها عنان السماء، مُعْليةً كلمة التوحيد والمساواة.
ولكن في أثناء ذلك، تطاولت على قامة الإسلام يد أعدائه الألدَّاء، وظلم علماء السوء وتحريف المتعبِّدين الجَهَلة، فَشَوَّهُوا صورة الإسلام الناصعة بشركهم وغلوهم وخرافاتهم وأكاذيبهم، إلى درجة أن تلك الأكاذيب التي كان ينشرها المتاجرون بالدين غطَّت وجه الإسلام الناصع. وقد اشتدَّ هذا المنحى من الابتعاد عن حقائق الدين وعن سنة رسول الله الحسنة، بمجيء الصفويين إلى حكم إيران في القرن التاسع الهجري ثم بقيام الجمهورية الإسلامية في العصر الحاضر، حتى أصبحت المساجد اليوم محلاً لِـلَطْمِ الصدور وإقامة المآتم ومجالس العزاء، وحلَّت الأحاديث الموضوعة المكذوبة محل سنة النبيص، وأصبح المدَّاحون الجهلاء الخدّاعون للعوام، هم الناطقون الرسميون باسم الدين؛ وأصبح التفسير بالرأي المذموم والروايات الموضوعة المختَلَقة مستمسكاً للتفرقة بين الشيعة والسنة، ولم يدروا للأسف من الذي سينتفع ويستفيد من هذه التفرقة المقيتة؟
إن دعوة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تُرْفع اليوم في إيران، ليست سوى ضجَّة إعلامية ودعاية سياسية واسعة، القصد منها جذب الأنظار وإعطاء صورة جيدة عن حكومة إيران الشيعية في العالم. إن نظرةً إلى قادة الشيعة في إيران وزعماءهم الدينيين ومراجعهم تدل بوضوح على هذه الحقيقة وهي أن التقريب بين المذاهب الإسلامية والأخوَّة والمحبَّة الدينية بين المسلمين، على منهج حُكَّام إيران الحاليين، ليست سوى رؤيا وخيالٍ وشعارات برَّاقة لا حقيقة لها على أرض الواقع.
في هذا الخِضَمّ نهض أفراد مؤمنون موحِّدون من وسط مجتمع الشيعة الإمامية في إيران، دعوا إلى النقد الذاتي وإعادة النظر في العقائد والممارسات الشيعية الموروثة، ونبذ البدع الطارئة والخرافات الدخيلة، وإصلاح مذهب العترة النبوية بإزالة ما تراكم فوق وجهه الناصع منذ العصور القديمة من طبقات كثيفة من غبار العقائد الغالية والأعمال الشركية والبدعية، والأحاديث الخرافية والآثار والكتب الموضوعة، والعودة به إلى نقائه الأصلي الذي يتجلى في منابع الإسلام الأصيلة: القرآن الكريم وما وافقه من الصحيح المقطوع به من السنة المحمدية الشريفة على صاحبها آلاف التحية والسلام وما أيَّدهما من صحيح هدي أئمّة العترة الطاهرة وسيرتهم؛ وشمَّر هؤلاء عن ساعد الجِدّ وأطلقوا العِنان لأقلامهم وخطبهم و محاضراتهم لإزالة صدأ الشرك عن معدن التوحيد الخالص، ولسان حالهم يقول: «انهض أيها المسلم وامحُ هذه الخرافات والخزعبلات عن وجه الدين، واقضِ على هذا الشرك الذي يتظاهر باسم التقوى، وأعلن التوحيد وحطِّم الأصنام».
لقد اعتبر «حيدر علي قلمداران القمِّي» - وهو أحد أفراد تلك المجموعة من الموحِّدين المصلحين - في كتابه «طريق الاتحاد»، أن سبب هذه التفرقة هو جهل المسلمين بكتاب الله وسيرة نبيه، وسعى من خلال كشف الجذور الأخرى لتفرُّق الفرق الإسلامية، إلى التقدّم خطوات مؤثرة نحو التقريب الحقيقي بين المذاهب. ولا ريب أن جهود علماء الإسلام الآخرين مثل آية الله السيد أبو الفضل ابن الرضا البرقعي، و السيد مصطفى الحسيني الطباطبائي، وآية الله شريعت سنكلجي، ويوسف شعار وكثيرين آخرين من أمثال هؤلاء المجاهدين في سبيل الحق، أسوة ونبراس لكل باحث عن الحق ومتطلِّعٍ إلى جوهر الدين، كي يخطوا هم بدورهم أيضاً خطوات مؤثرة في طريق البحث والتحقيق التوحيدي، مُتَّبِعين في ذلك أسلوب التحقيق الديني وتمحيص الادِّعاءات الدينية على ضوء التعاليم الأصيلة للقرآن والسنة، ليعينوا ويرشدوا من ضلوا الطريق وتقاذفتهم أمواج الشرك والخرافات والأباطيل، ليصلوا بهم إلى بر أمان التوحيد والدين الحق.
إن المساعي الحثيثة التي لم تعرف الكلل لِرُوَّاد التوحيد هؤلاء لَهِيَ رسالةٌ تقع مسؤوليتها على عاتق الآخرين أيضاً، الذين يشاهدون المشاكل الدينية لمجتمعنا، ويرون ابتعاد المسلمين عن تعاليم الإسلام الحيَّة، لاسيما في إيران.
هذا ولا يفوتنا أن نُذَكِّر هنا بأن هؤلاء المصلحين الذين نقوم بنشر كتبهم اليوم قد مرُّوا خلال تحوُّلهم عن مذهبهم الإمامي القديم بمراحل متعددة، واكتشفوا بطلان العقائد الشيعية الإمامية الخاصة - كالإمامة بمفهومها الشيعي والعصمة والرجعة والغيبة و... وكالموقف مما شجر بين الصحابة وغير ذلك - بشكل متدرِّج وعلى مراحل، لذا فلا عجب أن نجد في بعض كتبهم التي ألفوها في بداية تحولهم بعض الآثار والرسوبات من تلك العقائد القديمة لكن كتبهم التالية تخلَّصت بل نقدت بشدة كل تلك العقائد المغالية واقتربوا للغاية بل عانقوا العقيدة الإسلامية الصافية والتوحيدية الخالصة.
***
تُمثِّلُ الكتبُ التي بين أيديكم اليوم سعياً لنشر معارف الدين وتقديراً لمجاهدات رجال الله التي لم تعرف الكَلَل. إن الهدف من نشر هذه المجموعة من الكتب هو:
1- إمكانية تنظيم ونشر آثار الموحِّدين بصورة إلكترونية على صفحات الإنترنت، وضمن أقراص مضغوطة، و بصورة كتب مطبوعة، لتهيئة الأرضية اللازمة لتعرُّف المجتمع على أفكارهم التوحيدية وآرائهم الإصلاحية، لتأمين نقل قِيَم الدين الأصيلة إلى الأجيال اللاحقة.
2- التعريف بآثار هؤلاء العلماء الموحِّدين وأفكارهم يشكِّل مشعلاً يهدي الأبحاث التوحيدية و ينير الدرب لطلاب الحقيقة ويقدِّم نموذجاً يُحْتَذَى لمجتمع علماء إيران.
3- هذه الكتب تحث المجتمع الديني في إيران الذي اعتاد التقليد المحض، وتصديق كل ما يقوله رجال الدين دون تفكير، والذي يتمحور حول المراجع ويحب المدَّاحين، إلى التفكير في أفكارهم الدينية، ويدعوهم إلى استبدال ثقافة التقليد بثقافة التوحيد، ويريهم كيف نهض من بطن الشيعة الغلاة الخرافيين ، رجال أدركوا نور التوحيد اعتماداً على كتاب الله وسنة رسوله.
4- إن نشر آثار هؤلاء الموحِّدين الأطهار وأفكارهم، ينقذ ثمرات أبحاثهم الخالصة من مقصِّ الرقيب ومن تغييب قادة الدين والثقافة في إيران لهذه الآثار القَيِّمة والتعتيم عليها، كما أن ترجمة هذه الآثار القَيِّمة لسائر اللغات يُعَرِّف الأمّة الإسلامية بآراء الموحدين المسلمين في إيران وبأفكارهم النيِّرة.
***
لا شك أنه لا يمكن الوصول إلى مجتمع خالٍ تماماً من الخرافات والبدع وإلى المدينة الفاضلة التي تتحقق فيها الطمأنينة في ظلِّ رضا الله سبحانه وتعالى، إلا باتِّباع التعاليم النقيَّة الأصيلة للقرآن الكريم وسنة نبي الرحمة والرأفة ص. إن هدف القائمين على نشر مجموعة آثار الموحِّدين هو التعريف بآثار هؤلاء المجاهدين العلميين الكبار، كي تكون معرفة الفضائل الدينية والعلمية لهؤلاء الأعزاء، أرضية مناسبةً لنموّ المجتمع التوحيدي والقرآني في إيران وقوّته، وذلك لنيل رضا الخالق وسعادة المخلوق.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذه الكلمات المختصرة وسيلة لعلوّ درجات أولئك الأعزاء، وأن يمنّ علينا بالعفو.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة العبودية له، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وآخر رسل الله محمد المصطفى وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار.
وبعد، فقد كان المسلمون طول القرون المنصرمة سبَّاقين للآخرين في تحصيل العلم والمعرفة وتعلُّم العلوم المختلفة، وذلك ببركة تعاليم الإسلام العزيز واتِّباعاً منهم لكلام رسول الله ص، حتى صار العلماء المسلمون في أواخر فترة الخلافة العباسية سادة العلوم في عصرهم، وتحول بيت الحكمة الذي تأسس في بغداد في النصف الثاني من القرن الهجري الثاني في عهد خلافة هارون الرشيد العباسي، إلى أكبر مؤسسة علمية وبحثية في العالم، ولا يزال بيت الحكمة يُعتَبر مظهراً من مظاهر الحضارة الإسلامية وذلك بفضل نشاطاته الثقافية والعلمية في المجالات المختلفة من تأليف وترجمة واستنساخ وأبحاث متنوعة في المجالات العملية المختلفة سواء الطب والهندسة أم العلوم الإنسانية.
ولا شك أن هذه القوة العلمية للمسلمين كانت بمثابة شوكة في أعين أعداء الإسلام، لذلك سعوا من خلال بثِّ أسباب الفرقة والاختلاف بين المسلمين إلى تحطيم عَظَمَة الإسلام هذه وسؤدده الذي يعود الفضل فيه إلى وحدة المسلمين وتماسكهم والأخوة السائدة بينهم، فأثار أعداء الإسلام عواصف النزاعات والتفرقة بين المسلمين كي يحجبوا جمال الحق عن أبصارهم، ويخفوا شمس الدين المشعة خلف غيوم البدع والخرافات. وكما يقول الشيخ سعدي الشيرازي:
الحقيقــة مكـان مزَينٌ
ألا ترى أن كل مكان اعتلاه الغبار
لكن الهوى والرغبات أثارا الغبار فوقه
لا يقع عليه النظر ولو كان الرجل بصيراً
إن المساعي المخطط لها وعلى المدى الطويل لأعداء الإسلام، لأجل إغلاق أعين المسلمين عن حقيقة الدين وإضعاف المسلمين عن تعلُّم معارف الدين ونشرها، وإبعادهم عن سنة النبي الأصيلة الهادية، أدت إلى حدوث فجوة عميقة واختلاف كبير في أمة الإسلام وأصبح أبناء الإسلام اليوم يعانون بشدَّة من تبعات هذه الفجوة وآثارها المشؤومة.
وبموازاة مساعي أعداء نبي الإسلام ص العِدائية الرامية إلى تحريف تعاليم الإسلام وتشويهها وإدخال البدع المختلفة في الدين، أدرك أشخاصٌ مؤمنون أطهار شفيقون هذا الخطر، ونهضوا مشمِّرين عن ساعد الجِد والجهاد المتواصل لإحياء معالم الإسلام والسنة النبوية الأصيلة، وتناولوا بأيديهم -بشجاعة منقطعة النظير- أقلامهم وأخذوا يكتبون ويؤلفون في نشر ثقافة الإسلام الأصيلة والعقائد الإسلامية الصحيحة النقية بين أوساط الشيعة عُبَّاد الخرافات، وصدحوا بينهم بنداء التوحيد بصوت عال أيقظ المتاجرين بالدين والبدع من نوم غفلتهم مذعورين! لقد ضحى هؤلاء الموحدون الطالبون للحق والحقيقة بمصالحهم الشخصية فداء للحقيقة، وقدموا أرواحهم في هذا السبيل هديةً رخيصةً للحق تعالى، وصاروا عن حق مصداقاً لقوله تعالى: ﴿>أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس/62].
إن ما جاء في هذه المجموعة ليس سوى غيضٍ من فيض المعارف الإلـهية، ومُنْتَخَبٍ من آثار الموحدين الطالبين لله تعالى الذين كانوا ينتمون في بداية أمرهم لطائفة الشيعة. لقد أشرق نور الله في صدورهم، وصار التوحيد نبراس حياتهم المباركة. لقد تم تحرك هؤلاء الأفراد الذين كانوا جميعاً في بداية أمرهم من الطراز الأول من علماء الشيعة في إيران، في مسيرتهم التحولية من مذهبهم القديم، خطوةً خطوةً؛ بمعنى أن نظرتهم إلى المسائل العقائدية لم تتحول بشكل فجائي مرةً واحدةً، بل حَصَل هذا التحول بمرور الزمان وعلى إثر المطالعة والدراسة المتأنية والتواصل مع من يوافقهم في أفكارهم، لذا من الطبيعي أن لا تنطبق بعض رؤى وأفكار هؤلاء الإصلاحيين في بعض مراحل حياتهم وكتاباتهم، مع عقائد أهل السنة والجماعة واتجاهاتهم الفكرية بشكل كامل؛ لكن رغم ذلك قمنا بنشر هذه المؤلفات كما هي نظراً لأهميتها في هداية شيعة إيران وغيرهم من الناطقين باللغة الفارسية. كما أنه من الجدير بالذكر أن الرؤى والمواقف الفكرية المطروحة في هذه الكتب، لا تنطبق بالضرورة مع رؤى الناشر والقائمين على نشر هذه المجموعة من الكتب، هذا على الرغم من أن هذه الكتب تمثل بلا ريب نفحةً من نفحات الحق و نوراً من جانب الله لهداية طالبي الحقيقة البعيدين عن العصبيات والظنون التاريخية الطائفية.
إن النقطة الجديرة بالتأمّل هي أنه للوقوف بشكل صحيح على رؤى وأفكار هؤلاء الأفراد، لا يمكن الاكتفاء بقراءة مجلد واحد من آثارهم؛ بل لا بد من قراءة حياتهم بشكل كامل، كي يتم التعرُّف بشكل كامل على كيفية تحولهم الفكري، ودوافعه وعوامله. فعلى سبيل المثال، ألف آية الله السيد أبو الفضل البرقعي في الفترة الأولى من بداية تحوله الفكري كتاباً بعنوان «درسى از ولايت» أي «درسٌ حول الولاية»، بحث فيه موضوع الأئمة وادعاء الشيعة حول ولايتهم وإمامتهم ورئاستهم المباشرة للمسلمين بعد نبي الله ص. واعتبر أن عدد الأئمة 12 إماماً، مصحِّحاً بذلك الاعتقاد بوجود محمد بن الحسن العسكري وحياته حتى الآن، بوصفه الإمام الثاني عشر. لكن المؤلِّف نفسه ألف بعد عدة سنوات كتاباً باسم «تحقيق جدي في أحاديث المهدي» ووضع تحت تصرف القراء نتائج بحثه التي توصل إليها في هذا المجال، وهي أن جميع الأخبار والروايات التاريخية المتعلِّقة بولادة ووجود المهدي إمام الزمان، روايات وأخبار موضوعة وكاذبة. من هذا المثال ومن أمثلة مشابهة أخرى يتبيَّن أن أفضل طريق لمعرفة المسيرة التحولية لأفكار هؤلاء الموحدين وآثارهم هي قراءة مجموعة كتاباتهم بشكل كامل، مع الأخذ بعين الاعتبار تقدم كل مؤلَّف من مؤلَّفاتهم أو تأخّره زمنياً.
نأمل أن تكون آثار هؤلاء المؤلّفين الكبار ومساعي القائمين على نشرها، سبباً للعودة إلى مسيرة الأمن الإلـهية وعبادة الحق سبحانه وتعالى الخالصة.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذه الكلمات المختصرة وسيلة لغفران ذنوبنا وأن يسامحنا إذا وقعنا في خطأ أو زلل، وأن يرحم أرواح أولئك المؤلفين الأعزَّاء ويجعلهم في جوار رحمته، إنه رؤوف رحيم، والحمد لله رب العالمين.
1- منذ قديم الزمان فإن المسلمين يذكرون في مناظراتهم ومُباحثاتهم مع الملل الأخرى أدلَّةً من الكتب التي تؤمن بها تلك الملل. فمثلاً رغم أننا لا نعتقد بصحة «الإنجيل» الموجود الآن بين أيدي النصارى، إلا أننا نستند في مُباحثاتنا ومناظراتنا لعلماء النصارى إلى ما جاء في ذلك الكتاب من البشارات بحق محمد .
إن الدلائل التي يذكرها العلامة البرقعي من نهج البلاغة وغيره لردّ عقائد الشيعة ليس معناها أننا نؤمن بصحة تلك الكتب. إن كتب الشيعة بإجماع المسلمين لا قيمة ولا اعتبار لها لأنها كُتبت بطريقة غير علمية.
2- في هذا الكُتَيِّب كُلَّما ذُكرتْ عبارة «أمير المؤمنين»، فإن المقصود منها عليّا.
3- الإضافات على متن الكتاب، وضعناها داخل القوسين [ ].
المصحح
الحمد لِـلَّهِ الذيْ أَذِنَ لعباده بالدعاء، وجعل من الوسائل إليه الإيمانَ والتوبةَ والبكاءَ، والصلاةُ على محمد خاتَم الأنبياء وعلى آله وأتباعه الأتقياء.
الحمد والثناء لذات الله القُدُّوس والربِّ عظيم الشأن الذي فتح بكرمه وغناه وعزَّته أبواب اللطف والرحمة والرأفة لعباده وأَذِنَ للكبير والصغير والصالح والطالح والـمُطيع والعاصي والـمُؤمن والكافر إذناً عاماً أن يختلوا به في كل ساعة ودقيقة من الليل والنهار، في أيّ وقت شاؤوا فيُناجوه ويُخاطبوه دون واسطة، وقال في كتابه في سورة المؤمن (غافر)، الآية 60: ﴿>وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾ واعتبر في الآية ذاتها الدعاءَ عبادةً فقال في تتمة الآية: ﴿>إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر/60]. وأمر عباده بمُناجاته وأن يسألوه حاجاتهم ولم يضع بينه وبين عباده أميراً ولا حاجباً ولا بوَّاباً، ولا نصب وزيراً ولا عيَّن وكيلاً.
فليأته من أراد أن يأتيه وليطلب منه أيّ شيء يريده، فلا تكبُّر ولا تمنُّع ولا حاجب ولا بوَّاب بين يديه جَلَّ وعلى. يُمكن لكل إنسان أينما كان أن يناجيَ ربَّه ويكلِّمَه، واللهُ عليمٌ بكل قلب وبكل لسان، لا يحتاج إلى مترجم ولا إلى واسطة أو رشوة.
ولم يقلِ اللهُ أنْ تدعوا الـمُقرَّبين مني، ولا قال: ليأتني أحدكم بواسطة، بل قال: اجعلوا وسيلتكم الإيمان والتقوى والتضرُّع، فتوسلوا بها إليَّ لا أن تدعوا الوُسطاء وتتوسلوا بهم، كما قال تعالى في الآية 35 من سورة المائدة:
﴿>ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾.
ودعا اللهُ تعالى بجوده وكرمه عبادَه إلى الحضور إليه والوقوف بين يديه خمس مرات في اليوم والليلة، كي يُجدِّدوا عهد العبودية معه؛ فما أرحمه من ربٍّ! وما أعطفه على عباده! وما أعلمه بأسرارهم! وما أغناه عن الحاجة إليهم! فَشُكراً له ثم شُكراً له.
من أراد أن يدعوَ الله تعالى فيجدر به أن يقرأ الفصول الآتية:
من حقوق الله على عباده أن يدعوه على النحو الذي أمرهم به، ويعبدوه على النحو الذي أراده منهم، وأن لا يحيدوا عن طريق نهجه وقانون شريعته، وأن يُنادوه بالأسماء والصفات التي عرَّفها لهم، لا أن يكتفوا بأذواقهم الناقصة فيدعوه بأسماء لا تليق بذاته المُقدَّسة، ولا أن يُخالفوا القانون الإلهي بحُجَّة محبتهم للأنبياء والأولياء.
للأسف لقد انتشر في زماننا الجهل والغرور والبِدع انتشاراً واسعاً فأصبح الناس يعملون على نحوٍ مُخالف لأوامر القرآن باسم محبَّة المُقرَّبين من الله وبحُجَّة الرجوع إلى الأخبار والأحاديث الموضوعة والكتب غير المعقولة، ورغم أن رسول الله ص وأئمة الهدى بذلوا قصارى جهودهم كي لا يقول شخصٌ شيئاً خلافاً لكتاب الله، ولا ينسبَ إليهم قولاً مخالفاً لقول الله تعالى، إلّا أنَّ الناس كما آذوهم في حياتهم، قاموا بعد وفاتهم بِنِسْبَةِ ما شاؤوه من أقوال مُختَلَقَة إلى أسمائهم المُباركة ونشروها بين الناس بلا حساب ولا رقيب. فما أكثر الأدعية المُتضمِّنة لعبارات كفرية وشركية ومخالفةٍ للتوحيد، والتي أصبحت موضع اهتمام الناس عندنا، فلا عالم يهتم بذلك ولا مُصلحٍ ينهض لتصحيح ذلك ولا عاقل يقول شيئاً لإيقاظ الناس وتوعيتهم. فبعض الناس يلزم الصمت والسكوت خوفاً من المُسترزقين من الدين وبعضهم يلزم الصمت حفاظاً على دُكَّانه وعلى مُريديه، فيُماري العوام ويُداهنهم؛ وأما أكثر الناس، فمشغولون جداً في أمور الدنيا لا يجدون فرصة للتأمل والتفكير.
ونحن لما رأينا أننا مُكلَّفون ومأمورون من قِبَلِ الله، ومسؤولون أمام الله، نهضنا إلى بيان الحق وبيان ما فيه خير الأمة، قَبِلَ ذلك مَن قَبِله ورفضه مَن رفضه، لا ننتظر في ذلك جزاءً من أحد سوى الله.
إننا نأمل ونتوقع من أُولي الألباب والواعين أن يتعاونوا معنا في هذا الدرب، وأن لا يخافوا المُسترزقين بالدين، الدجالين الذين يخدعون العوام، بل يكونوا كما قال تعالى في سورة الزمر، الآية 18: ﴿>ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨﴾ [الزمر: ١٨] .
أفضل الأدعية أدعية القرآن الكريم، التي ذكرها الحق تعالى لنا على لسان الأنبياء وعلى لسان الآخرين أو أمر بها، وذلك لأن القرآن مُتواترٌ قطعيُّ الثبوت، قد حفظه الله من أيدي الوضَّاعين والكذَّابين وضمنَ الله تعالى حفظه حين قال في سورة الحجر: ﴿>إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر/ 9].
أما الأدعية الأخرى المذكورة في كتب الأدعية، فإن مؤلفيها لم يكونوا معصومين عن الخطأ أو أنهم جمعوا كل ما رُوي من أدعية وزيارات دون التحقيق في صحتها بحُجَّة التسامح في أدلة السنن؛ ولم ينتبهوا إلى أن أكثر تلك الروايات إما فاقدة للسند ولفَّقها الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني؛ ولو كان لها سند، فرواتها إما مجهولو الحال أو من أهل الغلو أو من أصحاب العقائد الباطلة الذين دسّوا عقائدهم في الأدعية والزيارات ونشروها بين الناس وأخذ الناس يقرؤونها اعتماداً على أن الشيخ الفلاني أو ذلك العالم الفلاني هو الذي ألَّفَها. وهكذا انتشرت العقائد الفاسدة بين الناس. وعلى إثر انتشارها، تعلَّقت نفوس الناس بكثير من البِدع حتى أصبح دفع تلك البِدع أمراً في غاية العُسر، وجاء العلماء اللاحقون فسكتوا عنها، فكان سكوتهم تأييداً ضمنياً لكل تلك الخرافات والبِدع.
إنَّ على العلماء الواعين أن يُفكِّروا في حلٍّ وطريقةٍ لحفظ حقائق القرآن ودفع هذه الأباطيل، وعليهم أن ينهضوا لردِّ هذه الأوهام التي شاعت بين الناس. إن كثيراً من العلماء الأخيار ظنوا أن الأدعية التي كتبها أو دوَّنها زاهد أو عالم في كتاب، لها سند من الشرع. وذلك انطلاقاً من حسن ظنهم بذلك الزاهد أو العالم، في حين أنه من الممكن أن يكون ذلك الزاهد أو العالم قد وضع -استناداً إلى الأمر المُطلق بالدعاء- أدعيةً جميلةً من عند نفسه مُسجَّعةً ومُقفَّاةً، مُظهراً بذلك محبَّته بين يدي الله عزوجل أو محبَّته لأئمة الدين. ثم جاء المُحدِّثون من بعدهم فأسندوا تلك الأدعية إلى الشرع انطلاقاً من حسن ظنهم بالعلماء الذين سبقوهم.
ما أكثر الأدعية التي نقلها الحاج الشيخ عبَّاس القمي مثلاً عن الكفعمي أو ابن طاووس أو عن أبي قرة أو عن الشيخ الطوسي أو ابن عيّاش الجوهري، وكأنه اعتبرهم كالمعصومين أو منحهم حق التشريع. لقد ذمَّ ذلك المرحوم (أي الشيخ عباس القمي) كثيراً، في كتابه «مفاتيح الجنان»، ذيل زيارة الوارث، الأشخاصَ الذين وضعوا زيارات أو أدعية أو أضافوا كلمة أو كلمات من عند أنفسهم على الأدعية والزيارات أو أنقصوا منها شيئاً. مع أن تلك الأدعية أو الزيارات الموضوعة أو تلك الجمل التي أُضيفت أو أُنقصت لا تستوجب الكفر أو الشرك، في حين أن الشيخ عباس القمي نفسه أتى في كتابه «المفاتيح» بأدعية وزيارات هي الكفر المحض والشرك الخالص، كتلك العبارات التي نجدها في الزيارة السادسة لأمير المؤمنين÷: "السَّلَامُ عَلَى الْأَصْلِ الْقَدِيمِ وَالْفَرْعِ الْكَرِيمِ السَّلَامُ عَلَى الثَّمَرِ الْجَنِي" إذ أتى بتثليث النصارى ذاته في حق الإمام، أو نقل في كتابه المفاتيح عن «الْحـَسَنِ بْنِ مُثْلَةَ الْجـَمْكَرَانِي»وهو شخص مجهول ومُهمل، دعاءً يقول:
"يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَانِي، وَانْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَانِي، وَاحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي".
وهو دعاء يُخالف القرآن ويستوجب الشرك، لأن القرآن يقول: ﴿>أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥ﴾؟ [الزمر/36]. لكن «الْحَسَنَ بْنَ مُثْلَةَ الْجَمْكَرَانِي» يُجيب عن هذا السؤال بأن محمداً وعليَّاً هما الكافيان.
يقول الله تعالى لرسوله ص: ﴿>وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ﴾ [الأنعام/ 107]، ولكن ذلك الدعاء يقول: "وَاحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي".
يشتكي المرحوم القمي من موضوعات العوام ولكنه لا يشتكي من موضوعات العلماء وشركياتهم.
كم اختلقوا في أدعيتهم من استئذان بالدخول إلى عتبات الأئمة وذراريهم جاعلين الأئمة وذراريهم حاضرين وناظرين مثل الله عزوجل، يجيبون مَن سألهم. والعجب أنهم يستأذنون للدخول ثم يدخلون دون أن يُؤذن لهم! [وقد أوضحنا كل هذه المسائل في كتابنا «خرافات وفور در زيارات قبور» (أي الخرافات الوافرة في زيارات القبور)].
إذا اخترع شخص دُعَاءً من عند نفسه أو نقله عن شخص آخر، وكان هذا الدُّعاء موافقاً للقرآن الكريم وللعقل، فلا إشكال في ذلك. ولكن عليه أن لا يدعو به بقصد وروده في الشرع، وأن لا ينسب هذا الدعاء إلى الدين، وأن يذكِّر بأن هذا الدعاء لم يرد في الشرع. مثلًا لو ذكر شخص بعد صلاة الفجر اللهَ تعالى أربعين مرَّةً وقال مثلاً: يا عزيز... يا عزيز..... فلا عيب في ذلك، عملًا بأمره تعالى: ﴿>ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾، ولكن بما أن هذا الذكر بهذه الكيفية والعدد لم يرد في الشرع فلا يجوز أن يُنْسَبَ إلى الشرع، وعلى من يقرأ دعاءً أن ينتبه إلى موافقة الدعاء الذي يدعو به أو الزيارة التي يقرؤها، للقرآن الكريم؛ إذْ قد وردت أحاديث متواترة في كتاب وسائل الشيعة (كتاب القضاء)، وفي سائر كتب الحديث تفيد بأن رسول الله ص وأئمة الهدى ‡ قالوا: «مَا وَافَقَ کِتَابَ اللهِ فَخُذُوهُ، وَمَا خَالَفَ کِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ». ولأن رسول الله ص وأئمة الهدى لا يقولون قولاً مخالفاً لقول الله تعالى. فعلى المسلم إذًا أن يذهب أولاً ويتعلم القرآن ويفهم ما جاء فيه من عقائد وتعاليم، كي يتسطيع أن يميز الأدعية أو الأحاديث التي تتفق مع القرآن من التي تتعارض معه. وللأسف فإن شعبنا جاهل تماماً بالقرآن، لذلك فهو لا يميز الأدعية والزيارات المتعارضة مع القرآن والمخالفة لتعاليمه ويعتبر نفسه معذوراً في ذلك، في حين أنه لا عذر له بل هو مسؤول أمام الله.
إن أضرار الأدعية والزيارات المُخْتَلَقَة ومفاسدها كثيرة:
1- أنها مُخالفة للعقل والقرآن، والقرآن حُجَّة الله على عباده، ومُخالفته تستوجب الهلاك والنَّكَبَات وخسران الدنيا والآخرة. فلا يقتصر أمر تلك الأدعية والزيارات المُخْتَلَقَة على أنها لا نفع منها، بل كلُّها ضَرَرٌ محضٌ.
فإذا أراد شخص أن ينهاهم عنها أبوا وأعرضوا عنه بحُجَّة أننا لا نفهم أو أن العالم الفلاني كتب تلك الأدعية، بل تجد أن اهتمامهم بالأدعية الموضوعة وتعلَّقهم بها أكثر من اهتمامهم بكتاب الله.
2- كثير من أهل البدعة وأصحاب المذاهب الباطلة يجعلون هذه الأدعية والزيارات دليلهم وسندهم فيما يذهبون إليه، ويُروِّجون لدكاكينهم بواسطة هذه الأدعية والزيارات.
3- لا يجوز التوجه إلى غير الله في الدعاء لأن الدعاء عبادة، ودعاء الله ونداؤه بوصفه مدعواً غيبياً لا يُشابه النداء العادي المُتعارف عليه في الدنيا، لأنه في الدعاء العادي المُتعارَف عليه في الدنيا يُمكن لكل إنسان أن يدعو أي مخلوق، فمثلاً من آلمتْه رِجله يُمكنه أن يقول: يا زيد، خذ بيدي وأعني، والذي يحتاج إلى الدواء يُمكنه أن يقول: أيها الطبيب، أعني واكتب لي الدواء المناسب، والذي يحتاج إلى حاجة يُمكنه أن يطلبها من شخص آخر ويقول: يا فلان، اقض لي حاجتي، والذي يريد الخبز يقول للخباز: أعطني الخبز. إذن في الأدعية والنداءات والاستعانات العادية المُتعارف عليها لا بُدَّ أن يكون الطرف المقابل حاضراً ويسمع صوت المُنادي والداعي والطالب للعون.
أما الأدعية الشرعية فهي عبارة عن العبادة وهي دعاء مدعوٍّ غيبيّ [حاضر وناظر في كل زمان ومكان] وهو الله تعالى وحده فقط، وفي هذه العبادة كسائر العبادات لا يجوز التوجه إلى أحد سوى الله، ولا إشراك أحد مع الله في التوجه إليه. كما قال تعالى في سورة الكهف: ﴿وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف/110].
فالعبادة خاصَّة بالذات الربوبية، ولذلك وردت آيات عديدة في القرآن تقول: لا تدعو غير الله، وتعتبر دعاء غير الله شركاً؛ منها قوله تعالى في سورة الجن: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٠﴾ [الجن/ 20]. وقال في الآية 18 من السورة ذاتها: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن/ 18].
وقال في الآيتين 13 و14 من سورة فاطر:
﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ١٣ إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡ...﴾ [فاطر/13-14].
في هذه الآية الكريم صرَّح اللهُ تعالى أن الذين يدعون غيره مشركون. ولا يمكن أن نحمل كلمة «الَّذِينَ» وضمائر الجمع المُذكَّر «تَدۡعُوهُمۡ» و«يَسۡمَعُواْ» و«ٱسۡتَجَابُواْ» و«يَكۡفُرُونَ» على الأصنام، لأن ضمير الجمع المُذكَّر خاص بالعقلاء ولا يُطلق إلا على العقلاء فقط. أضف إلى ذلك، أنه لن يكون يوم القيامة أصنامٌ حتى تعترض وتُنكر على من عبدوها قائلةً: لماذا أشركتموني مع الله؟
فهذه الآية إذن تقول: لا تدعو الصالحين والأنبياء وأئمَّة الدين العقلاء.
وقال تعالى في سورة الأحقاف:
﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ٥ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ ٦﴾ [الأحقاف/ 6].
وقال أيضاً في سورة النحل:
﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ٢٠ أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ٢١﴾ [النحل/20-21].
أي أنه لا يجوز دعاء من لا يخلق شيئاً بل هو مخلوق كما لا علم له بالساعة أي بيوم القيامة. وآيات القرآن كلها مُتَّفقة على أن نبيَّ الإسلام ص لم يكن له علم بالساعة، فبناءً على ذلك لا يجوز دعاؤه، فما بالك بدعاء من هو أدنى منه منزلةً؟!
ويقول تعالى في سورة الإسراء:
﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا ٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧﴾ [الإسراء/ 56 - 57].
ويُشبه هذا المعنى قوله تعالى في سورة الأعراف:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡ﴾ [الأعراف/ 194].
لا ندري بماذا يُجيب اللهَ أولئك الذين يدعون إمامَهم أو رسولَهُم أو حفيداً من أحفاد الأئمة؟ أليست تلك الآيات من آيات القرآن؟ هل قال لهم أئمة الدين والصالحون: ادعونا وخالفوا القرآن؟ هل يُمكننا أن نردَّ القرآن بأدعية موضوعة؟ هل النبيّ والأئمة بشرٌ يسمعون بآذانهم أم أنهم لا عين لهم ولا أذن ويسمعون بلا أذن ويرون بلا عين؟ إن كان الأمر كذلك، كان خلق العين والأذن في أبدانهم لغواً. هل هم الذين قالوا للناس على أنهم بعد دفنهم سيظلون يبصرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم؟!
هل يملك الذين يدعون غيرَ الله بأدعيةٍ شركيةٍ دليلاً على عملهم هذا؟ لقد اختلقوا هؤلاء لعملهم أعذاراً وحُججاً أطلقوا عليها اسم الأدلة ليخدعوا بها العوام، فتجدهم يقولون أحياناً: ألم يدعُ أولادُ يعقوب أباهم قائلين:
﴿يَٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِِٔينَ ٩٧ قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓ﴾ [يوسف/97 - 98]؟
ونقول في الردّ على هذا الاستدلال:
أولاً: كان يعقوب÷ حياً ولم يكن ميتاً، وبما أن أبناءه آذوه وخطفوا ابنه يوسف من بين يديه، كان من الواجب عليهم أن يذهبوا ويعتذروا من أبيهم وأن يحثوه على أن يستغفر لهم من الله عزوجل. وهذا واجب كل مسلم عندما يؤذي شخصاً أن يذهب ويطلب منه السماح ويسأله أن يدعو الله له بالغفران. فلا علاقة لهذا الموضوع إذاً بمسألتنا، لأن نداء يعقوب الحي الحاضر هو نداءٌ وطلبٌ مُتعارفٌ عليه ونحن قلنا إن مثل هذا الدعاء لا يُماثل دعاء مدعوٍّ غيبيٍّ، وليت شعري! لو رحل يعقوب÷ عن الدنيا وانتقل إلى دار البقاء هل كان أولاده يستطيعون أن يقولوا له: ﴿يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا.....﴾؟ ولو قالوا له ذلك، هل كان يعقوب سيسمعهم ويجيب لهم؟ بالطبع لا.
فقياس الحاضر على الغائب والحي على المتوَفَّى ليس صحيحاً. إن موضوعنا هو: هل يجوز دعاء الأئمة أو الأنبياء بعد وفاتهم رغم أنهم ليسوا حاضرِين وقد انقطعت صلتهم بالدنيا ورحلوا عنها، ولم يَعُدْ لهم علمٌ بما يجري فيها، وأنهم ساكنون في الجنة البرزخية، وهناك لا خَبَرَ عن همِّ الدنيا وغمِّها؟ فلو دعاهم أحد هل يُجيبوه؟ [بالطبع لا].
ثانيا: قال يعقوب÷ لأولاده [في موضع آخر]: ﴿وَمَآ أُغۡنِي عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ﴾ [يوسف/ 67] فكيف تقبلون كلام يعقوب ذاك ولكنكم لا تقبلون كلامه هذا أو تتجاهلونه؟[1]
[1]- للرد التفصيلي على هذه الشبهة، راجع كتاب المؤلف باسم: تضاد مفاتیح الجنان با قرآن= نقد كتاب «مَفَاتيحِ الجِنَان» في ضوء آيات القرآن. [الـمُصحح]
هل وصلنا حديثٌ أو قولٌ عن رسولِ اللهِ ص أو الأئِمَّةِ يأمروننا فيه بدعائهم؟ قطعاً لا يوجد خبر أو حديث مثل هذا.
إذا دعا الناس النبيَّ أو إماماً من الأئمَّة، هل بإمكانهم أن يستمعوا إليهم جميعاً؟ وهل هم حاضرون في كل مكان؟ ألا تختلط عليهم الأصوات؟ هل هم يتمتعون بصفات الله أو هم شركاء له في كونهم مثله، لا يشغلهم شأن عن شأن ولا صوت عن صوت؟
هل الرسول أو الأئمة مُجبرون على سماع كل من ناداهم وتلبية ندائه على الفور وأن يتوسطوا لكل أحد؟ لقد افتروا آلاف الأدعية المُختَلَقَة على إمام الزمان، رغم أنهم يقولون: إن ذلك الإمام قال: "من ادَّعى المُشاهدةَ فهو مفتر كذَّاب".
وأغلب أدعية إمام الزمان رُويت عنه في زمن الغيبة الكبرى!
وأحياناً يقولون: بما أن الله تعالى قال عن المُنافقين:
﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء/ 64].
فإن هذا يدل على أنه يجب على كل مسلم في كل زمان أن يذهب إلى رسول الله ص في كل أمر يريده من الله.
والجواب عن هذا ما يلي:
أولاً: إن الكلام في الآية المذكورة عن المنافقين الذين آذوا رسول الله ص، وكان واجباً عليهم أن يذهبوا إليه ويعتذروا منه، ولا علاقة لسائر المسلمين بهذا الأمر.
ثانياً: لم يقل الله تعالى: اذهبوا إلى رسول الله ص بل ذكر أن المنافقين لو جاؤوا إلى رسول اللهص. أي أنه كان من الواجب على المنافقين أن يذهبوا إلى رسول الله ص، ولم يقل الله لهم: اذهبوا؛ فما بالك بذهاب الآخرين إليه؟
ثالثاً: كان من الممكن أن يذهبوا إلى رسول الله ص في ذلك الوقت، لأنه ص كان حياً بين أظهرهم، ولكن في الزمن اللاحق لا يُمكن لأحد أن يأتي إلى رسول الله ص لأنه رحل عن عالَم الدنيا وانتقل إلى عالَم البقاء، ولم يعد له أي علم واتصال بعالَم الفناء وما فيه من غصص وأحزان وآلام ومشاكل.
إذن، القياس مع الفارق؛ ذكر أمير المؤمنين في نهج البلاغة على أن اللهَ عزوجل قَبَضَ رَسُولَهُص من بين الناس، ويقول - كما في الكلمة 88 من الكلمات القصار: "كَانَ فِي الأرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ وقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا... إلخ"[2].
[2] ثم قال: «فَدُونَكُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، أَمَّا الأمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهِ ج، وأَمَّا الأمَانُ الْبَاقِي فَالاسْتِغْفَارُ، قَالَ اللهُ تَعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال/33]». [المُصحح]
وأحياناً يقولون: إذا أراد شخص أن يلتقي بالسلطان فعليه أن يذهب إلى وزيره أو إلى مأمور آخر، وكذلك نحن عندما يكون لنا عمل مع الله فعلينا أن نُراجع المُقرَّبين منه، والجواب على هذا:
إن السلطان ليس حاضراً ناظراً في كل مكان ولا يعلم حالَ الرعية وإن ذهبت الرعية إليه فرُبَّما كذبت عليه وقالت أمامه أموراً مُخالفة للواقع، ولذلك فعلى الرعية أن يرجعوا إلى وزراء السلطان ومأموريه، [وهكذا السلطان مضطر إلى الاستعانة بمأموريه ووزرائه في أمر الرعية]، ولكن الله ليس كذلك فهو حاضر وناظر في كل مكان، مُطَّلع على أحوال العباد، وعليمٌ بحاجاتهم، وهو القائل: ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ﴾ [ق/16].
أضف إلى ذلك، أنه لا يجوز تشبيه الله تعالى بالمَلِكِ والسلطان وغير ذلك من المخلوقات، لأن القرآن يقول: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ﴾ [الشورى/11]، وقال رسول الله ص والأئمة: «مَنْ شَبَّهَ الْـخَالِقَ بِالْـمَخْلُوقِ فَهُوَ مُشْرِكٌ»[3].
فلماذا تُلوِّثون توحيدَكم بشوائب الشرك؟ إن الله لا يحتاج إلى أمير ولا إلى وزير. وهو ذاته أمرنا أن ندعوه مباشرةً دون واسطة. وليت شعري! لو أن سلطاناً قال لرعيَّته: ارجعوا إليَّ في كل حاجة تريدونها؟ فهل يجوز للرعية عندئذ أن يُهملوا كلام مَلِكِهِم ويقولوا: كلا، لن نرجع إليك بل سنرجع إلى وزيرك؟!
[3] رُوِيَ هذا المعنى عَنِ الإمام الصادق والإمام الرضا. انظر ابن بابويه القمي، التوحيد، ص 80، وعيون أخبار الرضا، ج1 ، ص 114. ولفظه: «مَنْ شَبَّهَ اللهَ بِخَلْقِهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَمَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ مَا نَهَى عَنْهُ فَهُوَ كَافِرٌ». [المُصحح]
وأحياناً يقولون: نحن ندعو المُقرَّبين من الله كي يكونوا وسيلتنا إليه. وقد قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة/35].
والإجابة عن هذا الكلام ما يلي:
أولاً: ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة، ابْتَغُوا الْوَسِيلَةَ، ولم يقل: ادْعُوا الْوَسِيلَةَ في طلب حوائجكم! فالوسيلة تُبتغى ولا تُدعى، لأن الوسيلة يحتاجها الإنسان ليس فقط في التقرب إلى الله بل في إعداد طعامه وملبسه ومسكنه وفي الكسب والتجارة والزراعة وغيرها. وأما في الدعاء وطلب الحوائج، فإن الأنبياء لم يقولوا: نحن واسطةٌ أو وسيلةٌ بل ذكروا أن دعاء غير الله مستوجب للهلاك وخيبة أمل. كما يقول الإمام السجّاد في دعاء أبي حمزة الثمالي: "الْحَمْدُ لِـلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلَا أَدْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَخَيَّبَ دُعَائِي".
ثانياً: كانت آيةُ ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ خطاباً لرسول الله ص ولسائر المؤمنين، فعلينا أن نرى كيف عمل رسول الله ص وعليٌّ (÷) بهذه الآية؟ أيُّ وسيلةٍ ابتغوا إلى الله؟ يقول رسولالله ص: «إلهي! وَسِيلَتِي إِلَيْك إيماني بكَ».
ويقول عَلِيٌّ÷ في نهج البلاغة، الخطبة 109: "إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللهِ الإيمَانُ بِهِ وبِرَسُولِهِ والْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ....". ويقول في دعاء كميل: "ويتوسَّلُ إليك بربوبيَّتك". ويقول في مناجاة شهر شعبان: "فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِقْرَارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي".
ويقول الإمام السجّاد في دعاء أبي حمزة الثمالي:
"إلهي.... وَبِدُعَائِكَ تَوَسُّلِي".
فالوسيلة إذن هي الإيمان والتقوى والدعاء والعبادة وليست أشخاصاً مُقرَّبين.
ثم إن الإيمان والتقوى والعبادة يُمكن أن تُبتغى وتُحصَّل، أما عباد الله المُقرَّبين فلا يُمكن ابتغاؤهم وتحصيلهم، لأنهم رحلوا عن الدنيا ولم يعد بالإمكان الوصول إليهم وابتغاؤهم، والتكليف الإلهي تابع لمقدرة الإنسان واستطاعته. فالعباد المُقرَّبون ليسوا مُطيعين لنا، ولا علم لهم أساساً بأحوالنا كي يأتوا على الفور ويتوسطوا لنا.
ومن المفاسد الأخرى للأدعية الموضوعة، أنها تَذْكُرُ لِـلَّهِ صفاتٍ وأسماءَ لا تليق بمقامه. فمثلاً في دعاء رجبيَّة الخامس في «مفاتيح الجنان» نقرأ: «لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُمْ عِبَادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِك». - يعني: اللهم لا فرق بينك وبين ولاة أمرك سوى أنهم عبادك وحل أمورهم وربطها بيدك-. واستخدم ضمير المؤنث المفرد في حق الأولياء!
ومثلاً في الدعاء الثامن من الأدعية الخمسة عشر:
«وَصْلُكَ مُنَى نَفْسِي».
مع أن الله لا يجوز في حقه وِصَالٌ ولا فصال!
أو مثلاً يقول للإمام في دعاء الندبة:
«يَا ابْنَ يس وَالذَّارِيَاتِ، يَا ابْنَ الطُّورِ وَالْعَادِيَات».
ويقوم عدد من أدعياء العلم بتصحيح هذه العبارة المهملة استعانة بالتقدير والتأويل، مع أن مثل هذا العمل لا يصحُّ، لأنه يمكن عندئذٍ حمل كل كفر وباطل على معنى الإيمان، بالتقدير والتأويل!
وعلى كل حال، فإن معظم الأدعية الموضوعة مخالفة للقرآن الكريم. ولما أنهم أبعدوا شعبنا عن القرآن وجعلوه جاهلاً به، فإنه لا ينتبه إلى هذا الأمر. فيجب على كل مسلم أن يتعرَّفَ على القرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لأن تدبُّر كتاب الله واجبٌ على كل مسلم، والبُعْدُ عنه سبب للهلاك والغرق في مستنقع الخرافات المذهبية. ومن وسائل التعرف على تعاليم القرآن وآياته، أن يحفظ المسلم الأدعية القرآنية، ويدعو ربه بها عندما يريد أن يناجيه، ويسأله قضاء حوائجه. كما ذكر أمير المؤمنين أن مَنْ عنده القرآن فليس بحاجة إلى شيء آخر، وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ غَيْرِه من الكتب.
ولقد رأيت - للأسف - شخصاً جاهلاً جَمَعَ أدعيةَ القرآن وطبعها ونشرها بين الناس ليقرؤوها، ولكنه أورد في كتابه - عن غفلة منه - أدعيةً لا تتناسب مع كل قارئ أو قد يؤدي الدعاء بها إلى سخرية السامع. فمثلاً، الدعاء الذي دعت به امرأة عمران حين قالت: ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓ﴾ [آل عمران: ٣٥]، فإذا دعا رجل بهذا الدعاء، أو – ذكر- الأدعية التي يدعو الكفارُ بها في جهنم وأعطاها للمؤمنين كي يدعوا بها، لن يكون ذلك أمراً مناسباً بكل تأكيد.
وعلى كل حال، لا يُتوقع من الجاهل أن يأتي بأفضل من ذلك. ولكننا ذكرنا في هذه الأوراق أدعية من القرآن الكريم يمكن لكل إنسان أن يدعو بها، وبدأنا بالأدعية التي تبتدئ بكلمة ﴿رَبَّنَا﴾، ثم بالأدعية التي تبتدئ بكلمة ﴿رَبِّ﴾، ثم ذكرنا بعد الأدعية عدداً من الآيات التي تفيد كل إنسان قراءتها، وينبغي على كل مسلم أن يدعو بها ويمكنه أن يقرأها في كل حال سواء في الصلاة أم في وقت الكسب والعمل أو عند النوم. فمن يقرأها سينال ثواب تلاوة القرآن كما ينال ثواب الدعاء والذكر في الوقت ذاته.
1 – سورة البقرة، الآية 128، وهو دعاء دعا به إبراهيم وابنه إسماعيل (عليهما السلام)، ومن المناسب عند الدعاء به أن يأخذ الداعي بعين الاعتبار وجود شخص آخر معه.
﴿رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٢٨﴾.
والآیة 127:
﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾.
2- سورة البقرة، الآیة 201:
﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾.
3- سورة البقرة، الآیة 250:
﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾.
4- سورة البقرة، الآیة 286:
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾.
5- سورة آل عمران، الآیة 8 و 9:
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ ٨ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ٩﴾.
6- سورة آل عمران، الآیة 16:
﴿رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾.
7- سورة آل عمران، الآية 53:
﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾.
8- سورة آل عمران، الآية 147:
﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾.
9- سورة آل عمران، الآية 191 إلى 194:
﴿رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ١٩١ رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ١٩٢ رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ ١٩٣ رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ١٩٤﴾.
10- سورة النساء، الآية 75:
﴿رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾.
11- سورة المائدة، الآية 83:
﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾.
12- سورة الأعراف، الآية 23:
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾
13- سورة الأعراف، الآية 47:
﴿رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾.
14- سورة الأعراف، الآية 89:
﴿رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ﴾.
15- سورة الأعراف، الآية 126:
﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ﴾.
16- سورة یونس، الآية 85 و 86:
﴿رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٥ وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ٨٦﴾.
17- سورة إبراهیم، الآية 38:
﴿رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعۡلَمُ مَا نُخۡفِي وَمَا نُعۡلِنُۗ وَمَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾.
18- سورة إبراهیم، الآيتان 40 و 41:
﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ ٤٠ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ ٤١﴾.
19- سورة الکهف، الآية 10:
﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا﴾.
20- سورة المؤمنون، الآية 109:
﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾.
21- سورة الفرقان، الآية 65:
﴿رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.
22- سورة الفرقان، الآية 74:
﴿رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.
23- سورة غافر، الآیات 7 و 8 و 9:
﴿رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ ٧ رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٨ وَقِهِمُ ٱلسَّئَِّاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّئَِّاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٩﴾.
24- سورة الدخان الآیة 12:
﴿رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ ١٢﴾.
تُقرأ هذه الآية عندما يُبتلى الإنسان بمصيبة أو بلاء.
25- سورة الحشر، الآية 10:
﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾.
26- سورة الممتحنة، الآيتان: 4 و 5:
﴿رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ٤ رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٥﴾.
27- سورة التحریم، الآیة 8:
﴿رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٨﴾.
1- سورة البقرة، الآية 126:
﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ﴾.
2- سورة آل عمران، الآية 38:
﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾.
3- سورة الأعراف، الآية 151:
﴿رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِأَخِي وَأَدۡخِلۡنَا فِي رَحۡمَتِكَۖ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾.
4- سورة هود، الآية 47:
﴿رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسَۡٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾.
5- سورة إبراهیم، الآية 35:
﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾.
6- سورة الإسراء، الآية 80:
﴿رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا﴾.
7- سورة الإسراء، الآية 24:
﴿رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾.
8- سورة مریم، الآية 4:
﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا﴾.
9- سورة طه، الآیات 25، 26 و 27:
﴿رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي ﯜ وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي ٢٦ وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي ٢٧﴾.
10- سورة طه، الآية 114:
﴿رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾.
11- سورة الأنبیاء، الآية 89:
﴿رَبِّ لَا تَذَرۡنِي فَرۡدٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾.
12- سورة المؤمنون، الآية 26:
﴿رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾.
13- سورة المؤمنون، الآیات 29، 94، 97، 98 و 118:
﴿رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ﴾. ﴿رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِي فِي ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾. ﴿رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ ٩٨﴾. ﴿رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾.
14- سورة الشعراء، الآیات 83، 84 و 85:
﴿رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ ٨٣ وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ ٨٤ وَٱجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ ٨٥﴾.
15- سورة الشعراء، الآیتان 117 و 118:
﴿رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ ١١٧ فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحٗا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١١٨﴾.
16- سورة الشعراء، الآية 169:
﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهۡلِي مِمَّا يَعۡمَلُونَ﴾.
17- سورة النمل، الآية 19:
﴿رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾.
18- سورة القصص، الآية 16:
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ﴾.
19- سورة القصص، الآية 24:
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ﴾.
20- سورة القصص، الآية 21:
﴿رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾.
21- سورة العنکبوت، الآية 30:
﴿رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾.
22- سورة الصافّات، الآية 100:
﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾.
23- سورة التحریم، الآية 11:
﴿رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ﴾.
24- سورة نوح، الآية 26:
﴿رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا ﴾.
25- سورة نوح، الآية 28:
﴿رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا﴾.
1- سورة البقرة، الآیات 255- 257: (آیة الکرسی [وآيتان بعدها]
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا ئَُودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ ٢٥٥ لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦ ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُون٢٥٧﴾.
2- سورة آل عمران، الآیات 2- 4:
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ ٢ نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ ٣ مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَ﴾.
3- سورة آل عمران، الآيتان 18 و19:
﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ١٩﴾.
4- سورة النساء، الآية 87:
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا﴾.
5- سورة التوبة، الآية 129:
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ﴾.
6- سورة طه، الآية 8:
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾.
7- سورة الحشر، الآیات 22 إلى 24:
﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ٢٢ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٢٣ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾.
8- سورة التغابن، الآية 13:
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾.
هذه الآيات التي تشتمل على أسماء الله الحسنى، قراءتها مفيدة. وقد أُلْحِقَت بالأدعية القرآنية كي يحفظها المؤمنون والمؤمنات، ويستفيدوا منها فوائد كثيرة.
والسلام عليكم
سیّد أبوالفضل ابن الرضا
(العلّامة البُرقَعِيّ)