1029

الغلاف

نقد المراجعات
[نقدٌ لكتاب المراجعات لعبدالحسين الموسوي]




تأليف

آية الله العظمى العلامة سيد أبو الفضل بن الرضا البُرقَعي القُمي

[مقدمة المحقق]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الغر الميامين، ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد:

فبين يدك أيها القارئ العزيز، كتاب (نقد المراجعات) لآية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي، وهو ردٌ على كتاب المراجعات لعبد الحسين شرف الدين الموسوي.

وكتاب المراجعات من الكتب التي اهتم الشيعة بها اهتماماً بالغاً، فقد ترجم لعدة لغات وطبع منه مئات الآلاف من النسخ، حتى عُدَّ من الكتب المعتبرة في المذهب!

والسبب في نظري لهذا الاهتمام: أن الكتب الأربعة [1] وغيرها قد ملئت بأمور شوهت مذهب الإمامية الاثني عشرية، وذلك أنها حوت أمور يندى لها الجبين يستحيل أن تكون تلك الأمور الواردة في تلك الكتب ديناً لآل البيت رضي الله عنهم، فكتاب المراجعات وغيره من الكتاب الدعائية تخفي تلك العقائد والخرافات والأساطير والغلو، وقد نقل المؤلف البرقعي رحمه الله شيئاً يسراً من كتاب واحد فقط هو كتاب الكافي للكليني.

أيها القارئ الكريم:

إن من الحقائق الجلية أن كثيراً من رواة الشيعة ضعفاء وكذابين ومجاهيل ومع ذلك روى علماء الشيعة عنهم كما ذكر الحر العاملي ذلك بقوله: (ومثله يأتي في رواية الثقات الأجلاء - كأصحاب الإجماع ونحوهم - عن الضعفاء، والكذابين، والمجاهيل، حيث يعلمون حالهم، ويروون عنهم، ويعملون بحديثهم، ويشهدون بصحته)[2].

وقد صرّح الشريف المرتضى بكلام يبين هذه الحقيقة حيث قال في رسائله: (فإن معظم الفقه وجمهوره لا يخلو مستنده ممن يذهب مذهب الواقفة، إما أن يكون أصلا في الخبر، أو فرعا، راويا عن غيره، ومرويا عنه وإلى غلاة، وخطابية، ومخمسه، وأصحاب حلول كفلان وفلان ومن لا يحصى أيضا ذكره، وإلى قمي مشبه مجبر، وأن القميين كلهم من غير استثناء أحد منهم إلا أبا جعفر بن بابويه بالأمس كانوا مشبهة، مجبرة وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به، فليت شعري أي رواية تخلص وتسلم من أن يكون في أصلها وفرعها، واقف، أو غال، أو قمي مشبه مجبر، والاختبار بيننا وبينهم التفتيش ثم لو سلم خبر أحدهم من هذه الأمور لم يكن راويه إلا مقلداً بحت معتقداً لمذهبه بغير حجة أو دليل، ومن كانت هذه صفته عند الشيعة جاهلاً بالله تعالى لا يجوز أن يكون عدلاً ولا ممكن تقبل أخباره في الشريعة)[3].

فهذه حقيقة الرواة والروايات ولذلك ترى الخرافة مَلئت كتب الشيعة، وزيادة على ذلك لم يهتم الشيعة بهذه الكتب فيقوموا بتهذيبها وتنقيتها.

قال الدكتور الشيعي عبد الله فياض: (ومن الجدير بالذكر أنه لم تجر عملية تهذيب وتشذيب شاملة لكتب الحديث عند الشيعة الإمامية على غرار العملية التي أجراها المحدثون عند أهل السنة والتي تمخض عنها ظهور الصحاح الستة المعروفة ونتج عن فقدان عملية التهذيب لكتب الحديث عند الشيعة الأمامية مهمتان هما:

أولاً: بقاء الأحاديث الضعيفة بجانب الأحاديث المعتبرة في بعض المجموعات الحديثية عندهم.

ثانياً: تسرب أحاديث غلاة الشيعة إلى بعض كتب الحديث عند الشيعة، وقد تنبه أئمة الشيعة الإمامية وعلمائهم إلى الأخطار المذكورة وحاولوا خنقها في مهدها ولكن نجاحهم لم يكن كاملا نتيجة لعدم قيام تهذيب شاملة لكتب الحديث[4].

وقال العالم الشيعي هاشم معروف الحسني: (وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة و الإساءة إلى سمعتهم وبالتالي رجعوا إلى القرآن الكريم لينفثوا سمومهم ودسائسهم لأنه الكلام الوحيد الذي يتحمل مالا يتحمله غيره ففسروا مئات الآيات بما يريدون وألصقوها بأئمة الهداة زورا وبهتاناً وتضليلا، وألف علي بن حسان، وعمه عبد الرحمن بن كثير وعلي بن أبي حمزة البطائني كتباً في التفسير كلّها تخريف وتحريف وتضليل لا تنسجم مع أسلوب القرآن وبلاغته وأهدافه)[5].

لذلك كان الهروب من واقع تلك الكتب لكتب أخرى ككتاب المراجعات وليالي بيشاور وثم اهتديت وغيرها هو السبيل الأمثل لتحسين صورة المذهب الإمامي الاثني عشري.

أعود لكتاب المراجعات فأقول: هذا الكتاب ردَّ عليه جمع من العلماء فمن تلك الكتب:

1-    البينات في الرد على أباطيل المراجعات لمحمود الزعبي.

2-    الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات لأبي مريم الأعظمي.

3-    المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر الفرية الكبرى للدكتور علي أحمد السالوس.

4-    السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبدالله عبشان الغامدي، وغيرها.

وقد بينوا بياناً واضحاً حقيقة هذه المراجعات وهل هي مفتراة على شيخ الأزهر أم لا؟

أما هذا الكتاب فقد تميَّز بأن كاتبه رجل بلغ رتبة الاجتهاد في مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، فسبر مذهبه وعرف حقيقته، ثم نقده نقداً علمياً بعيداً عن التعصب، أراد منه ومن كتبه الأخرى النصح لبني قومه ليعرفوا حقيقة مذهب آل البيت رضوان الله عليهم، بعيداً عن الخرافة والغلو والأساطير.

وصف الكتاب

الكتاب كُتِبَ بالآلة الكاتبة القديمة وخطه واضح ويتكون من (31) صفحة، والكتاب فيه أخطاء لغوية ومطبعية كثيرة والسبب في نظري أن ناسخه لم يكن يجيد العربية، فالبرقعي رحمه الله كان عالماً في اللغة فله شرح لألفية ابن مالك فيبعد أن تصدر منه مثل هذه الأخطاء.

ومما يجدر بيانه هنا أن الكتاب ناقص، فقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في نهاية الكتاب أن هناك مبحثٌ ثانٍ لهذا الكتاب، فبحثت عنه فلم أجده فلعله كتبه لكنه فُقِدَ منه أو أن المنيَّة اخترمته قبل أن يكمله أو غير ذلك.

عملي في الكتاب

1- ضبطت نص الكتاب فصححت الأخطاء الإملائية والمطبعية مع الحرص على إبقاء نص الكتاب كما هو، وما يوجد في نص الكتاب ما بين معكوفتين هكذا [   ] فهو من وضعي سواء كان عنواناً أو في وسط النص.
2- خرَّجت وضبطت الآيات القرآنية.
3- خرَّجت الأحاديث والروايات الواردة في الكتاب وضبطتها نصها من مصادرها.
4- علَّقت على بعض المواضع من الكتاب.
5- وضعت ترجمة للمؤلف رحمه الله تعالى.
6- وضعت قائمة لمراجع ومصادر التحقيق.
7- وضعت فهرس للموضوعات.

وقبل أن أدعك أيها القارئ الكريم لتقلب صفحات هذا الكتاب أتركك مع ترجمة يسيرة للمؤلف رحمه الله.

كتبه
عبدالله سلمان
20/11/1429هـ
18/11/2008م

[مقدمة المؤلف]

وبه نستعين

الحمد لله الذي هدانا لدينه، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و صلى الله على نبيه وأولاده و أصحابه المتدينين بكتاب ربه و سنته. و بعد:

[ كثرة فرق الشيعة المنتسبة لآل البيت عليهم السلام ]

إن مذاهب الشيعة ترتقي إلى سبعين مذهباً أو أكثر، و أهل كل مذهب ينتحلون مذهبهم إلى العترة، أعني  إلى أئمة أهل البيت، و هؤلاء الأئمة كانوا مسلمين، و كانت حياتهم في القرن الأول والثاني، و في [هذين][6] القرنين لم يوجد أحد يسمى باسم مذهب، والعترة لم يبتدعوا مذهباً و لم يدعوا لأنفسهم سنه غير سنة جدهم محمد  ج، و لم يتبعوا أهواءهم، و لم يخترعوا مسلكاً.

[ لا سنة إلا سنة رسول الله  ص]

و هذا أمير المؤمنين أبو الأئمة، كما روي عنه في نهج‌‌البلاغة (خطبة 205) يقول: (نظرت إلى كتاب الله و ما وضع لنا، و أمرنا بالحكم به فاتبعته و ما استن النبي ص فاقتديته)[7].

و في البحار للمجلسي يقول عليه السلام: (السنة ما سن رسول ‌الله ص  ، والبدعة ما أحدث من بعده)[8].

و في نهج ‌البلاغة (مكتوب 23) يقول: (وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئاً، و محمد ص  فلا تضيعوا سنته)[9].

والسنة عبارة عن قول النبي وعمله وتقريره ص ، ولكن الشيعة تعتقد وتذهب إلى عصمة أئمتهم، وجعلوا لكل إمام سنة غير سنة [الإمام الآخر][10]، وتعتقد أن قول كل واحد من [هؤلاء][11] الأئمة وفعله وتقريره حجة، ويتمسكون بسنة أئمتهم، وأحكامهم في الفقه متخذة عن [هؤلاء][12] الأئمة، ولذا ترى علماءهم في مجالس الدرس والبحث ومجامعهم العلمية يقولون: هذا العمل مكروه، أو مستحب، أو واجب؛ لأن الإمام قال كذا أو فعل كذا، وأحكامهم مستندة إلى هؤلاء، فجاءوا باثني عشر سُنَّة غير سنة النبي ص، وسنن أئمتهم متغايرة مختلفة، وفي كتب علمائهم آثار مختلفة وروايات متضادة من سنن أئمتهم[13]، مع أنهم يقولون: كثيراً من أخبار أئمتنا صادرة عن تقية، و غير كاشفة عن حقيقة أقوالهم[14]،  وأكثر أخبارهم أخبار واحدة[15] ضعيفة.

والحق أن سنة غير سنة النبي ص  ليست بحجة، وهذا من بدع الشيعة، والسنة في الإسلام منحصرة في سنن النبي ص  ؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه (سورة الأحزاب:آية21)  {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.}

ولم يقل في سنة أمير المؤمنين، أو في سنة الصادق والباقر  عليهم السلام أسوة، فانظر في كتب الشيعة، أعني -  الكافي أو وسائل الشيعة أو البحار وسائر كتبهم في الفقه - ترى كل رواياتهم أو أكثرها مروية عن أئمتهم، ومستندة إلى أقوالهم وأفعالهم.

[ رحلة المؤلف إلى النور وابتلائه ]

ثم اعلم أني كنت في ريعان الشباب من الشيعة الإمامية، مقلداً لآبائي مع أني كنت من طلاب العلم ومحصلي [العلوم][16] الدينية، حتى صرت مجتهداً بتصديق علمائهم ومراجعهم، وكنت متعصباً، ومِن مُبَلِّغي هذا المذهب و[دعاته][17]، وكنَّا كأمثالنا نتوسل في تصحيح خرافاته بالتوجيهات الباردة التي لا ترضي صاحبها، وكنَّا كأمثالنا مجدين لترويج مسائله، وتأويل أباطيله بالتأويلات البعيدة.

وصنفت على طبق مذهبي تصانيف كثيرة، وكنَّا نظن أن علماء المذهب هم الهداة المهتدون، حتى بلغ سني أربعين، فشرعت في تدبر آيات كتاب الله، فهداني الله ببركة آياته، نعم، يهدي الله بكتابه من يشاء من عباده، فرأيت أن مسائل مذهبي كثيراً لا توافق آيات القرآن، بل أكثر رواياته تضادها، كأخبار الكافي للكليني، وأخبار البحار للمجلسي، ولذا ألفت كسر الصنم في نقد الكافي، و عرض أخبار أصوله على القرآن والعقول، وصنفت أحكام القرآن، و(تابشي از قرآن) في ترجمة آياته و بيان نكاته و حقائقه، و لهذا متعصبو المذهب صاروا أعدائي ومنعوني من الطبع والنشر، وأيضاً منعوني من إقامة الجماعة في مسجدي، وبعد أن أيقظني الله تعالى، رموني بالتهم، وسهام العداوة والعناد، حتى قصدوا قتلي غير مرة.

فلما بلغ سني ثمانين صرت مهدور الدم في نظر أولياء المذهب ومتصدي حكومة الجمهورية الإسلامية، فلم يبق من الإسلام في وطني إلا اسمه، فأرسلوا نفراً من خدام الحكومة ليقتلوني غيلة، فدخلوا بيتي، وفتحوا الأبواب بدون إذني، وكنت مشغولا بصلاة العشاء، في الركعة الثانية، ورموني بالمسدَّس، فوقعت على الأرض مغشياً وخرج من وجهي خمس أمداد من الدم، وصرت صعقاً، مع أني كنت في سن الشيخوخة، وبلغت من الكبر عتياً، ولكن الله حفظني وأبقاني والحمد لله رب العالمين.

[سبب تأليف هذا الكتاب]

وبعد هذه الأحوال أرسل بعض أحبائي إليَّ كتاباً يُسَمَّى بالمراجعات واستدعى مني أن أنظر فيه، وأخرج أوهامه من حقائقه، وغثه من سمينه، والكتاب لمؤلفه السيد عبد الحسين شرف‌ ‌الدين من علماء الشيعة الإمامية[18]، وادعى فيه أن مذهب الشيعة، مذهب العترة وأهل بيت النبي ص، وجمع فيه الأسئلة من عالم من أهل السنة والأجوبة من نفسه.

وأظهر الأسف من عناد كل طائفة من المسلمين مع الطائفة الأخرى وقال: (مشهد هؤلاء الأخوة المتصلين بمبدأ واحد، وعقيدة واحدة، كان وا أسفاه مشهد خصومة عنيفة... وذلك ما يبعث الهم والغم والأسف فما الحيلة) حتى يقول: (فهبطت مصر... وجمعني الحظ بعلم من أعلامها... شكوت إليه وجدي وشكا إليَّ مثل ذلك... وكانت ساعة موفقة أوحت إلينا التفكير فيما يجمع الله به الكلمة، ويلم به شعث الأمة، فكان مما اتفقنا عليه أن الطائفتين الشيعة والسنة مسلمون[19]، يدينون حقاً بدين الإسلام... ولا اختلاف بينهم في أصل أساسي... ولا نزاع بينهم إلا ما يكون بين المجتهدين في بعض الأحكام)[20] إلى آخر كلامه.

[ سعي أعداء الإسلام لهدمه ]

أقول:

فنظرت في هذا الكتاب، ورأيت أن الواقع ليس كما يقول؛ لأن اختراع المذاهب الكثيرة، وإبداع عقائد عنيفة باطلة، كانت من أعداء الإسلام، الذين رأوا شوكة الإسلام وكثرة إقبال الناس إلى قبول أصوله وفروعه، فجاءوا بعقائد فاسدة وأخبار مضلة و نسبوها إلى الإسلام وأعلام الدين، وخصوصاً إلى أئمة أهل البيت وجعلوا العترة مجنة [21] لأنفسهم وتستروا تحت أسمائهم ونشروا الخرافات والكفريات تحت لواء أسماء العترة، ووجدوا أكبر الأسلحة لهدم الإسلام إلقاء الفرقة بين المسلمين، وإيجاد أخبار مضلة، ومذاهب متفرقة باسم أعلام المؤمنين.

ورواة مذاهب الشيعة من جملة هؤلاء الأعداء؛ لأن رواة هذا المذهب أكثر ما تكون من المجهولين والكذابين أو الضعفاء أو ممن لا دين له أو من الغلاة الضالين[22]، و ممن اشتهروا بالكذب وألقوا العداوة والتفرقة، مضاداً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا}[آل عمران: 103].

وقال تعالى في سورة الروم (آية31):{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً}  أي صاروا شيعة بعد شيعة[23].

وقال في سورة الأنعام (آية65){أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض}.

وقال علي عليه السلام  في نهج‌البلاغة (خطبه 127): (إياكم والفرقة... ألا و من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه، و لو كان تحت عمامتي هذه)[24] يعني ولو كان علياً.

[ مذهب أهل البيت الحق ]

وهو وسائر أفراد العترة عليهم السلام ما اخترعوا مذهباً، و ما ادعوا [أن مذهبهم][25] إمامياً أو إسماعيلياً أو جعفرياً أو زيدياً أو باطنياً أو شيخياً أو صوفياً أو غير ذلك من مذاهب الشيعة، وكذا أولادهم الصالحون ما [نسبوا][26] أنفسهم إلى مذهب، بل كلهم كانوا تابعين للكتاب والسنة، وما ادعوا سنة غير سنة جدهم، ولكن الإمامية قائلون باثني عشر سنة، لكل إمام سنة غير سنة [الإمام الآخر][27].

فليقال لصاحب المراجعات إن كان صادقاً في قوله في (ص 5): (قد فرضنا على أنفسنا أن نعالج هذا المسألة بالنظر في أدلة الطائفتين).

فَلِمَ [لم ينظر][28] إلى كتب مذهبه، و خصوصاً لِمَ [لم يقرأ][29] أجلّ كتبهم وأتقنها، أعني -  كتاب أصول الكافي للكليني- [30]، حتى يعرف مذهبه - أعني مذهب الإمامية -؟

بل قرأ و تجاهل..

وهذا الكتاب مملوء من الطعن واللعن والتحقير على المهاجرين والأنصار، وفي كل باب منه روايات تضاد العقل والقرآن، مضافاً إلى القول بتحريف الآيات، وجمع المُصَنِّف فيها من الآيات المحرفة ما لا تحصى، وجاء بالعقائد الفاسدة و الأفكار الباطلة، كأن المصنف كان عدواً للإسلام ، ونحن نشير إليها ونسطر شطراً منها.

[ الكافي وروايات الطعن في الإسلام ]

مثلاً: جاء في باب مواليد الأئمة (حديث 8) عن الباقر عليه السلام  قال: (للإمام عشر علامات يولد مطهراً، مختوناً... و لا يجنب، و تنام عينه، و لا ينام قلبه، و لا يتثاءب و لا يتمطى، و يرى من خلفه كما يرى من أمامه و نجوه كرائحة المسك، و الأرض موكلة بستره و ابتلاعه، و إذا لبس درع رسول‌الله ص كانت عليه وفقاً...و هو محدث إلى أن تنقضي أيامه)[31].

أليس وضع هذا الخبر استهزاء بالإسلام، كيف لا يجنب الإمام وهو ذو أبناء وبنات كثيرة؟!

أليس الإمام بشراً مثلكم؟أليس هذا مخالفاً للعقل والكتاب، والله يقول في سورة النحل (آية78): {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}

فلينظر القارئ حتى نسطر بعداً شطرا من خرافات هذا الكتاب.

و كان جديراً بالسيد، إن كان خَيّراً و خادماً للمسلمين و ليس في نفسه غرض، أن يدعو الطائفتين إلى الإسلام المحمدي و يذر المذاهب المنتحلة إلى العترة، أما كان يدري أن مذاهب التشيع تبلغ إلى سبعين مذهباً كل واحد يكفر [الآخر][32]؟

أيها الداعي إلى التشيع، أي مذهب منها أحق بالإتباع؟

أما قرأ كتاب المقالات و الفرق تصنيف سعد بن عبد الله الأشعري القمي من أكابر علماء الشيعة، أو كتاب فرق الشيعة للشيخ المتكلم أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي، أو المقالات لأبي عيسى الوراق، أو غيرها، [فقد] ذكروا مذاهب الشيعة وعدوها إلى مائة مذهب، وذكر سعد بن عبد الله في (ص 152) من كتابه: أنه بعد وفاة الإمام أبي محمد العسكري افترق أصحابه من بعده خمس عشرة فرقه، ونحن نقول: أتكون كل هذه الفرق و المذاهب من أهل بيت النبي ص؟

فالدعوة إلى التشيع، بمعنى الدعوة إلى التفرقة، والسيد مهموم ومغموم من التفرقة !

والأسف من علماء مصر و عَلمٌ من أعلامهم، كأنهم لم يقرؤوا كتب الشيعة، و لم يسمعوا خرافاتهم، كأن علم هؤلاء منحصر بمسائل مذهبهم.

وهذا شيخ سليم[33] جدير به أن يقرأ كتاب الكافي و واحد من سائر كتب الشيعة، ليرى كفرياتها وخرافاتها ويعرف عداوتهم للإسلام الأولية، ويقرأ روايات الغلاة والملحدين ليعلم أن الاختلاف لم يكن من جهة الإمامة فقط، ولم يكن من جهة الفروع الجزئية، بل الاختلاف من جهات عديدة، ومن جهة الخوف من اتحاد المسلمين وازدياد شوكة الإسلام.

والسيد شرف‌ الدين تجاهل ما كان في كتب مذهبه، ولذا يقول في (ص 5) من كتابه: (إن أعظم خلاف وقع بين الأمة اختلافهم في الإمامة، فإنه ما سُلَّ سيف في الإسلام على قاعدة دينيه، مثل ما سُلَّ على الإمامة، فأمر الإمامة إذن من أكبر الأسباب المباشرة لهذا الاختلاف).

أقول:

ليس كذلك بل أقوى الاختلاف جاء من ناحية أعداء الإسلام، و اسم الإمامة عذرٌ و مجنة.

إن الكفار استفادوا من جهل المسلمين، وحركوا إحساساتهم باسم إمامة فلان وفلان، وإلا فما الفرق بين إمامة زيد أو عمرو إذا كان غاية سعي كل واحد منهما ترويج الإسلام وإشاعة قوانينه.

والحق أن إمامة فلان في القرن الأول لا يرتبط بأهل القرن العاشر أو الخامس عشر، قال الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[البقرة:134].

أيتها الأمة الحاضرة أليست الحكومة الإمامية في زماننا أشد قسوة من الحكومات الماضية، يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم، صادراتكم ووارداتكم ليست باختياركم بل باختيار حكومتكم.

لستم [بآمنين][34] من جهة أموالكم ومتاعكم وبيوتكم وتجارتكم و[سفركم][35] وحجكم ومعاملاتكم، بل يكون تماماً باختيار حكومتكم.

مطبوعاتكم مختنقة، ونشر حقائق دينكم ممنوعة، فإن كان لكم قدرة أو عقل أو إرادة فأصلحوا دولتكم وحكوماتكم الحاضرة، وإلا فتغيير الحكومات السابقة ممتنعة، ألكم قدرة بتعويض حكومة السابقين؟

هل يمكن إحياء علي وأبي ‌بكر، ونصب علي وعزل أبي ‌بكر؟

هل نحن مسئولون عن أعمالهم، نفرض أن علياً كان أحق، هل هذا مربوط بزماننا؟!

فالبحث عن الإمامة والخلافة في القرن الأول كاشف عن حمق من يطرح هذا البحث.

نعم أعداء الإسلام يلقون البحث [في][36] هذا بين الجُهال، ليزول اتحادهم.

وتحت هذا البحث أحدثوا روايات وأخبارا مملوءة من الكذب والخرافات والأغراض، ونقلوها عن أئمة المسلمين، وخصوصاً عن العترة [37]، وأفسدوا الدين وانتفعوا من إغفال المسلمين، وأشعلوا نار العداوة والشقاق والنفاق باسم مذاهب أهل البيت، وأهل البيت لم يبتدعوا مذهباً، بل كانوا برآء من [المبتدعين][38].

وا أسفا من غفلة علماء الفريقين

كَتَبَ السيد شرف‌ الدين كتب المراجعات لتعصبٍ مذهبي، مع أن دين الإسلام دين واحد، وليس فيه المذاهب، ولم يكن لأئمة أهل البيت مذهب أو مذاهب، هل كانوا مسلمين أم لا؟ [هل][39] [كان][40] [مذهبهم] جعفرياً أم إمامياً أم صوفياً أم شيخياً أم باطنياً أم فاطمياً أم فطحياً أم نصيرياً أم دروزياً أم قادرياً أم  أصولياً أم ناووسياً أم غيرها؟ وكل هؤلاء ينتحلون أنفسهم إلى أهل البيت.

وكل يدعي وصلا بليلى  ** وليلى لا تقر لهم بذاك

نعم.. الإمامية كانوا راضين بسلطنة مغول وحكومة هولاكو وساعدوهم، ولا يرضون بخلافة الخلفاء الراشدين !

هذا خواجة نصير الدين- أعلم علماء الإمامية - وهذا العلامة الحلي- تلميذه - وأتباعهما كانوا من ندماء سلاطين المغول[41] وفي هذه الأحوال كانوا يسبون خلفاء النبي ص، ومعتقدين بارتداد المهاجرين والأنصار، ويروون عن أئمتهم أنه أرتد الناس بعد رسول‌الله ص إلا ثلاثة [42]، مع أن الله تعالى مدح أصحاب النبي ص في مائة آية من كتابه، وقال تعالى: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}[المجادلة:22].

هل العترة جاهلون بآيات القرآن النازلة في مدح الأصحاب؟

هل هؤلاء الأئمة من العترة كانوا يُكَّفِرون المهاجرين والأنصار الممدوحين في آيات كتاب الله؟!

نعم.. علماء الإمامية قائلون  بأن سلاطين الصفوية الذين كانوا من أعوان النصارى خير من الخلفاء الراشدين، ومجلس شاه طهماسب الصفوي والشاه عباس مملوء من علماء الإمامية [43]، كما أن أخوين الشرلي كانا من ندمائهم، و[هؤلاء][44]السلاطين كانوا يعاونون النصارى، ويشترون الأسلحة من [هؤلاء][45] الأعداء [46]، ويشعلون نار الحرب بين المسلمين، وكان علماؤهم ناظرين معركة الحرب والقتال، بل ويكفرون أهل السنة و الجماعة ويمدحون الصفوية.

والمجلسي - شيخ الإسلام في زمن الصفوية - صنَّف كتاب بحار الأنوار وجمع [فيه] روايات خرافية، كان يقول في (ج25/243) [تحت] عنوان الدعاء للدولة الصفوية: (شيدها الله ووصلها بدولة القائم) يعني - المهدي الموعود - مع أن الدولة الصفوية قتلوا مئات الآلاف من المسلمين، وبدلوا دين الله وجاءوا بمذهب الإمامية[47].

نعم.. أعداء الإسلام من القرن الثاني رفعوا علماً باسم شيعة العترة و[ستروا][48] أنفسهم تحت لواء مذهب أهل البيت وألقوا العداوة بين أهل الإسلام، واستمسكوا بمذاهب مخترعة وعقائد مشوهة وخرافات معوهة [49]، وليعلم أن الإسلام من الله والمذاهب من الناس، الدين واحد يدعو إلى الوحدة، والمذاهب متعددة تدعو  إلى التفرقة والنفاق، فللعاقل أن يتدين بدين الله، ويترك المذاهب بأي اسم [كانت][50].

والأسف والتعجب

هذا الشيخ سليم - إمام أهل السنة و الجماعة - كأنه تجاهل وما سمع شيئاً من قضايا الفرق، ولم يقرأ كتب الإمامية حتى يعرف ما في كتبهم من السب واللعن لأصحاب النبي ص، و لم ير الخرافات والأباطيل، ويسأل السيد عن مدارك الإمامة وفضائل أهل البيت.

فليقال لهما: فضائل أهل البيت والعترة غير مربوطة بمذهب ولا تثبت مذهباً أو مذاهب، وكتب أهل السنة مملوءة من فضائل أهل البيت، ومن أجلّ فضائل العترة أنهم لم يبتدعوا مذهباً، فَلِمَ هذا التجاهل؟

والمناسب أن يقال لصاحب المراجعات: إن كنت مصلحاً وناهياً عن المنكر وداعياً إلى الحق، قل لنا ما معنى شرف الدين، وما معنى السيد عبد الحسين، ألم يقل أبو الأئمة عليه السلام : (لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً)[51]؟! أأنت عبداً لله أو عبداً للحسين؟ وأنت تقول في (ص 5) من كتابك: (قد فرضنا على أنفسنا أن نعالج هذه المسألة بالنظر في أدلة الطائفتين) فلم [لم] تنظر في صلاح نفسك وتغيير اسمك.

كتاب المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور[52] لسلطان الواعظين الشيرازي [53]، ألقى البحث بين نفسه وشخص سني خيالي، فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني كان جاهلا بكتب الإمامية وتاريخها، أو غير مطلع على حيل الشيعة أو كان شخصاً فرضياً، والله أعلم.

 

يُعْرف كُل مذهبٍ من كتب أهله

يقال للشيخ سليم وأمثاله إن حقيقة كل مذهب أو مسلك تُعرف من كتب أهله ومن رواياتهم وتاريخ أعمالهم، فكان جديراً بك أن تنظر إلى أتقن كتب الإمامية، وأصح مصنفاتهم، أعني -  كتاب الكافي في أصوله ومعارفه التي تكون في المجلد الأول –والإمامية يقولون قال الإمام: (الكافي كاف لشيعتنا) [54].

 

[ سياحة في كتاب الكافي ]

ونحن ننقل بعض مطالبه، فلينظر العاقل بعين الإنصاف، هل هذه المطالب من الإسلام والقرآن أو من أعدائهما؟وهل تكون هذه من مذهب أئمة العترة أو من مذهب الجُهال المتعصبين من أهل الخرافات؟!

في الكافي في كتاب التوحيد، باب النوادر،  عن الصادق عليه السلام قال: (نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا) [55].

وقال: (إن الله خلقنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة... وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وجرت الأنهار.. وبعبادتنا عبد الله..)[56].

فنقول هل هذه الكلمات للإمام المعجب بنفسه  أعني- إمام المتكبرين -؟ أم هو إمام المتقين الذين يقول علي عليه السلام في حقهم: (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم)[57] أهذا من مذهب العترة الذين قال جدهم: (أنا بشر مثلكم)[58].

وقال في مناجاته: (ما عبدتك حق عبادتك وما عرفتك حق معرفتك) [59].

وقال تعالى في سورة الأنعام خاطباً إياه:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ}الأنعام: 50].

كلام الله أصح أم كلام حفيد من أحفاد رسوله ص: (نحن خزانه في سمائه و أرضه).

نعم ليس هذا كلام الصادق، بل يكون هذا من كلام إمام الغلاة الذين يقول الصادق عليه السلام  في حقهم: (إن الغلاة شر خلق الله... إن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا)[60].

هل خالق العباد عاجز عن إجراء الأنهار بدون وساطة عباده؟!

هل الخالق حَسَّن صورة الإمام فقط؟ والله تعالى ذكره يقول:{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة:7] وقال:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}  [التغابن:3].

وفي باب الخير والشر من الكافي عن الصادق عليه السلام قال : (إن مما أوحى الله إلى موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة: إني أنا الله لا إله إلا أنا... خلقت الخير وأجريته على يدي من أحب... وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريده، فويل لمن أجريته على يديه)[61].

وروي عن الباقر أيضاً مضمون هذا الخبر[62].

فليقال: هل هذا قول إمام أهل الجبر أو إمام العترة؟

هل الله خالق الشر، و أجرى الشر على يد عباده وأجبرهم على المعاصي؟

هل هذا مذهب أهل البيت؟

وفي باب أن الأئمة خلفاء الله روى الكليني عن الرضا عليه السلام قال: (الأئمة خلفاء الله في أرضه..)[63].

نقول: إن الله سبحانه تعالى لم يسافر ولم يمت كالآدمي حتى يكون له خلفاء، إن الله تعالى أجلّ من أن يكون له مكان حتى يجلس خليفته مكانه، ومقام أحديته وربوبيته أرفع من أن يعطيه لمخلوق، وكتابه يدل على أن آدم كان خليفة السابقين المفسدين الهالكين، ولما قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، وخليفة الله لا يمكن أن يكون مفسداً وسفاكاً، ولم يكن للملائكة جرأة على أن تقول هكذا.

ألم تر أن الله تعالى يقول في سورة فاطر (آية39):{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ }.

فهل يكون الكافر خليفة الله مع أن الله تعالى لم يقل إني جاعل في الأرض خليفة الله أو خليفتي، ولكن الإمامية يصغَّرون عظمة الله وكلهم من الغالين، [و] يزعمون أن إمامهم قائم مقام رب العالمين.

[ ما كان غلواً عند المتقدمين أصبح اليوم من ضروريات المذهب ]

وهذا أعلم علماءهم في زمانه أعني - آية الله المامقاني- يقول في كتابه تنقيح المقال في (ص/212) من المجلد الأول: (إن أكثر ما يعد اليوم من ضروريات المذهب كان القول به معدودا في العهد السابق من الغلو)[64].

يعني أن أكثر عقائد الإمامية [كانت] [65] غلوا في القرون الأولى، واليوم صارت من ضروريات مذهبهم، هذا إقرار عالمهم في القرن الرابع عشر.

وقال المامقاني أيضاً في أحوال جابر بن يزيد الجعفي من روايته لأمور في الأئمة: صارت اليوم من ضروريات المذهب وكانت تعد غلواً.

وقال أيضاً في أحوال مفضل بن عمرو في (ص 241): (إن رمي القدماء الرجل بالغلو لا يعتمد عليه، وكون ما يعد اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلوا عند القدماء).

نعم كان الغلو كفراً وشركاً عند أئمة أهل البيت وعند قدماء الإمامية قبل الصفوية، وأما بعد الصفوية فكثر المداحين والمتملقين، فصار الغلو كسباً، وذا أجرٍ كثير وعندهم فضيلة.

وقال الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان وهو شيخ الإمامية و أعلمهم في زمانه، الشيخ أبو علي فضل بن الحسين الطبرسي المتوفى في 548هـ صاحب مجمع البيان في تفسير آية (109) من سورة المائدة:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }: من نسب إلى الإمامية أن الأئمة يعلمون الغيب فهو باطل لأنَّا لا نعلم أحداً من الإمامية، بل أحداً من أهل الإسلام يصف أحداً من الناس بعلم الغيب ومَن وصفَ مخلوقاً بذلك فقد فارق الدين، والشيعة الإمامية براء من هذا القول[66].

وأما بعد الصفوية فصار علم الأئمة بالغيب من ضروريات مذهبهم فانظر إلى بحار المجلسي (مجلد 7) فيه أبواب فيها أن الأئمة يعلمون الغيب، والحاصل [أن] من عاش عمره في إيران سيعرف أن الإمامية كلهم معتقدون بأن أئمتهم يعلمون الغيب، والله تعالى يقول لرسوله:{قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ }(سورة الأنعام آية50).

نعم.. الله عالم الغيب، ويخبر رسوله ببعض أخبار الغيب، والرسول والمتقون من أمته وعترته يؤمنون بهذه الأخبار، كما قال تعالى في سورة البقرة (آية 3): {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }.

وقال تعالى في سورة هود (آية 49) بعد قصة نوح عليه السلام:{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}.

فالرسول وأمته لا يكونون عالمين بالغيب بدون إظهار الله تعالى ويؤمنون بأخبار الغيب.

وقال تعالى في سورة الجن:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ }الجن:26-27].

فالأئمة [إنما][67] أخبروا بغيبٍ أخذه جدهم من الوحي وأخبرهم بذلك، ولكن الغلاة من الإمامية يعتقدون أن كل واحد من الأئمة، بل نوابهم عالمون بالغيب ويخبرون عن كمية الأموال والوجوهات التي تأتيهم من أتباعهم، خلافاً لقوله تعالى في سورة النمل (آية65):{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ }.

فانظر إلى (مجلد 52) من بحار المجلسي، [فقد] نقل أخباراً أكثرها في أن نواب المهدي عالمون بالغيب [68]

إن الله تعالى يقول في كتابه:إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء [ [آل عمران:5]، ولكن الكليني يقول في كتاب الكافي: (باب أن الأئمة لا يخفى عليهم شيء في الأرض ولا في السماء)[69] فسبحان الله وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.

وفي باب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه  روي [في] الكافي عن الصادق عليه السلام  قال: (نحن ولاة أمر الله و خزنة علمه وعيبة وحي الله)[70].

وعن الباقر عليه السلام  قال: (والله إنَّا لخزان الله في سمائه و أرضه و نحن تراجمة وحي الله و نحن الحجة البالغة)[71]، وعن الصادق عليه السلام : (لنا نطقت الشجرة)[72].

[ الأئمة لا يعلمون الغيب ]

ونحن نقول كل هذا من مذهب الغلاة لا من أهل البيت؛ لأن الله يقول لرسوله:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ }الأنعام:50] ويقول:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ }الحجر:21]، وإمام الغلاة يقول عندي خزائن الله.

وهذا أمير المؤمنين يقول في خطبة (133) من كلماته: (ختم بمحمد الوحي)[73].

و(في خطبة 235) يقول وهو يلي غسل رسول‌الله ص: (بأبي أنت و أمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنباء وأخبار السماء)[74].

بل الإمام يوحى إليه وينزل عليه الملك، والله تعالى في سورة القصص (آية 30) يقول:] {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }.

والمنادي والناطق هو الله، والشجرة محل النداء وليست الشجرة ناطقاً، ولم تقل الشجرة إني أنا الله، ولكن إمام الإمامية يقول: (نطقت الشجرة للإمام)[75] وهذا كفر.

وفي هذه الروايات يقول الإمام: (نحن حجة الله البالغة) [76] والله تعالى يقول: لا تكون حجة بعد الرسول، وفي سورة النساء (آية 165):{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.

ويقول علي عليه السلام  في خطبة (91): (تمت بنبينا محمد ص حجته)[77]، ويقول الصادق عليه السلام  في كتاب العقل من الكافي: (لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام وأما الباطنة فالعقول)[78].

ولكن الإمامية يقولون ليس كذلك، بل أئمتنا حجج الله، ولذا ينادون في آذانهم ومساجدهم أشهد أن علياً وأبناءه المعصومين حجج الله [79].

فكلامهم ضد كلام الله وضد كلمات العترة، ونقول لهم: هل حجية شخص في دين الله تكون بجعلٍ من الله أو بادعاء الغلاة؟ في أي موضع قال الله: فلان حجة الله، غير رواة الغلاة؟

وأيضاً نسأل هل يكون علم الله عين ذاته أم يكون علمه تعالى في خزينة عبده؟

فما معنى قول إمام الغلاة نحن خزنة علم الله؟!

وفي الكافي في باب أن الأئمة نور الله عن الباقر عليه السلام  وقد سأله أبو خالد الكابلي عن قول الله تعالى في سورة التغابن (آية8): {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} ( فقال: (يا أبا خالد النور و الله الأئمة)[80].

و عن الصادق عليه السلام  في (آية 157) سورة الأعراف ){الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} إلى قوله {وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ}، قال: (النور في هذا الموضع عليّ والأئمة)[81].

أقول: انظر إلى هذه التأويلات الباردة، هل تكون من إمام أهل البيت أم من جعل روايات الإمامية؟

هل أنزل الله الكتاب أم لا، [أم أنزله][82] علي وأولاده؟ و الله تعالى يقول في سورة المائدة (آية 15): ) {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}.

أجدير بإمام من أئمة العترة أن لا يعلم أن الله أنزل الكتاب، وكتاب المراجعات يدعو الناس إلى هذه الخرافات المذهبية.

[ التأويلات الباطنية لآيات القرآن ]

وفي باب أن الآيات التي ذكرها الله في كتابه هم الأئمة، عن الباقر عليه السلام  في (آية 42) سورة القمر {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآياتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}، قال:(يعني بالأوصياء كلهم)[83].

هل هذا قول الباقر أم من جعليات جُهَّال الإمامية؟

قوم فرعون كذَّبوا بالأئمة الاثني عشر فأغرقوا في الدنيا، و هم معذبون في الآخرة، هل هذا صحيح؟!

و في الكافي في باب أن القرآن يهدي إلى الإمام، روي عن الصادق عليه السلام  في قوله تعالى في سورة الإسراء (آية9): {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ( قال: (يهدي إلى الإمام)[84].

أقول: اتخذوا آيات الله هزوا، هل الإمام لا يدري أن جملة (التي) هي مؤنث والإمام مذكر؟!

هل هذا الكلام من وضع الكذابين أم من إمام عالم تقي؟!

هكذا دس الإمامية في القرآن تحت أسماء الأئمة، وتركوا القرآن وراء ظهورهم وحرفوه، ويقولون في بعض مجالسهم هذا القرآن بدون الإمام لا ثمن له ولا يعبأ به[85].

وفي باب عرض الأعمال على النبي ص والأئمة، روى الكليني عن الصادق والرضا عليهما السلام قالا: (تعرض الأعمال على رسول ‌الله ص أعمال العباد كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروها، و هو قول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ...} ([86]، أقول: هذه الآية في سورة براءة (آية 105) [وقد نزلت][87] في ذم المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وبعد رجوع رسول ‌الله ص من هذه الغزوة جاؤوا معتذرين فنزلت قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} التوبة:94].

ولا ترتبط بالمؤمنين وبعمل الناس بعد وفاة النبي ص، يقول تعالى: يا أيها المتخلفون عن غزوة تبوك لا تعتذروا سيرى الله ورسوله و المؤمنين عملكم [فيما] بعد في غزوات أخرى، هل تحضرون الجهاد أم لا؟

ولكن الإمامية حرفوها وأولوها بعمل المؤمنين بعد وفاة النبي ص والأئمة، واتخذوا آيات الله هزوا وقالوا: إن الله كشَّاف العيوب ولا يكون ستَّار العيوب؛ لأنه يكشف لرسوله وأوليائه عمل الفجار في البرزخ وفي دار السلام عند ربهم، في دارٍ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [فيرى][88] أولياؤه عمل الفجار وظلم العباد، فهم دائماً في حال الحزن والغم  لسوء عمل الأمة، أهذا من مقررات الإسلام أم من مذهب الخرافات؟

أما قال تعالى لرسوله و المؤمنين: {وَلَا تَجَسَّسُوا}  [الحجرات:12]، أما نهى الله عن التجسس [على][89] أعمال العباد، فهذا مذهب من اتخذ الأئمة جُنَّة وستراً لخرافتهم [وهو] مذهب من وردت الروايات في ذمهم.

الروايات الواردة في ذم الشيعة من أئمتهم

نقل آية الله المامقاني في كتابه مقباس الهداية ص(88) أنه قال: [قال] الصادق عليه السلام : (قل للغالية توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار)[90].

وقال الصادق عليه السلام  أيضاً: (إن ممن ينتحل هذا الأمر - أي التشيع - لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا)[91].

وذكر عليه السلام  الغلاة فقال: (إن فيهم من يكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه)[92].

وفي ص (89) من هذا الكتاب، قال الصادق عليه السلام : (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا و هي فيمن ينتحل التشيع)[93] واعلم أن أكثر رواة الشيعة من الغلاة.

و نقل المامقاني في ص (88) من هذا الكتاب عن أبي ‌بصير قال: قال الصادق عليه السلام: (يا أبا محمد إني بريء ممن يزعم أنَّا أرباب)[94].

أقول: قال تعالى في حق الشيعة و ساير الكفار في سورة التوبة (آية 31): {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [ إلى أن قال سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

وقال في سورة يوسف (آية 39): ) {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.

وقال تعالى في سورة آل عمران (آية 64):{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

يعني من اتخذ أربابا من دون الله فهو مشرك خارج عن الإسلام، والشيعة الإمامية عادتهم و سيرتهم في مجالسهم الدينية أن يقولوا: يا حسين ويا عباس ويا باب الحوائج [و] يا موسى ‌بن جعفر أنتم أربابنا وندعوكم لقضاء حاجاتنا، وهكذا في أدعيتهم وعباداتهم.

 

[ واقع أئمة آل البيت عليهم السلام ينفي نسبة علم الغيب لهم ]

والحال أن أئمة العترة خرجوا من الدنيا ولا يمكن الوصول إليهم، ولم يأمر الله في كتابه أن ندعوهم، ولم يقل ادعوا رسولكم أو ادعوا المقربين لديَّ، بل قال: ادعوا ربكم [95] أنا أقرب إليكم من حبل الوريد [96]، وأرحم بكم من غيري، وليس بيني وبينكم واسطة ولست عنكم ببعيد [97].

ولكن كأن السيد شرف‌ الدين لم ‌ير مجالسهم ومحافلهم، ويدعو الناس إلى مذهب من يظن أن العباس حاضر في كل مكان ويسمع كل نداء ومتصف بصفات الله تعالى وسميع لكل صوت، ألم يقرؤوا القرآن، وقصة عزير النبي عليه السلام في سورة البقرة (آية 259):{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ..}  الآية.

هؤلاء الإمامية يقولون روح الأنبياء و الأولياء محيط بالدنيا ومطلع [على][98] أحوال العباد، ويسمعون أصوات الدنيا، ولكن قصة عزير وهو من الأنبياء العِظام تردهم؛ لأنه بعد موته ما كان مطلعاً على نفسه وبدنه ومدة لبثه، ولم يعلم أن حماره صار تراباً، فضلا عن العلم بسائر العباد، ومن هذه القصة يُعرف أن الأنبياء والأولياء بعد موتهم غير مطلعين [على][99] الدنيا، والإمامية يزورون قبور أكابرهم ويقفون ساعات كثيرة ويقرؤون  زيارات طويلة ويتملقون من صاحب القبر ويقولون: أنا عبدك و ابن عبدك مستجير بك أشهد أنك تسمع كلامي وترد جوابي وترى مقامي، وكل هذا من العقائد الفاسدة، زين لهم الشيطان أعمالهم.

 

[ أمير المؤمنين علي عليه السلام  لا يعلم الغيب ]

وهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام  قام في الليل على قبر فاطمة وأنشد عليه السلام :

مالي وقفت على القبور مسلما  **  قبر الحبيب فلم يرد جوابي

أحبيب مالك لا ترد جوابنا  ** أنسيت بعدي سنة الأحباب

قال الحبيب فكيف لي بجوابكم ** و أنا رهين جنادل و تراب[100]

يعني أن فاطمة عليها السلام لم ترد جواب علي عليه السلام ،  فكيف تعتقد الشيعة أنها تسمع وتجيب، ولذا يقولون يا فاطمة اشفعي ‌لنا وأغيثينا.

وقال علي عليه السلام في نهج‌البلاغة في وصف الموتى خطبة (230): (أصبحت مساكنهم أجداثاً وأموالهم ميراثاً لا يعرفون من أتاهم، ولا يحلفون[101] من بكاهم، ولا يجيبون من دعاهم) [102]

وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري قام في يوم الأربعين على قبر الحسين عليه السلام وسلم ثم قال:(حبيب لا يجيب حبيبه)[103] وكتب الإمامية مملوءة من التناقضات.

 

[ علم الأئمة عليهم السلام ]

في الكافي باب فقد العلماء، روي عن الصادق عليه السلام  أنه قال: (يموت العالم فيذهب بما يعلم)[104].

وفي باب أن الأئمة ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً، تجد خلاف هذا؛ لأنه روي عن الصادق عليه السلام  [أنه قال]: (و ما مات عالم فذهب علمه و العلم يتوارث)[105].

وفي باب أن الأئمة ورثوا علم النبي ص، روي عن الصادق: (أن العلم يتوارث)[106]، وروى أن محمداً ورث علم سليمان[107].

وآيات القرآن ترد [هذا][108] لأن الله تعالى يقول في سورة الشورى (آية 52): {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ}.

وفي سورة القصص (آية 86):{وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ }.

وفي سورة النساء (آية 113):{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}.

وفي الكافي روي في هذا الباب عن الباقر عليه السلام: (أن محمداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء المرسلين)[109].

وفي الزيارات المجعولة للإمامية يقولون للحسين عليه السلام: (السلام عليك يا وارث نوح نبي ‌الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم) [110]و هكذا، فيقال: هل النبوة و العلم إرثٌ، أو تفضل من الله، أو تحصيلي؟!

[ الغلو في الأئمة ]

وفي باب ما أعطي الأئمة من الاسم الأعظم، ومن خرافات كتاب الكافي والبحار و سائر كتب الإمامية في هذا الباب عن الباقر والصادق والعسكري عليهم السلام أنهم قالوا: (إن اسم الله الأعظم ثلاث و سبعون حرفاً كان عند آصف حرف واحد فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ... وعند عيسى‌ بن مريم حرفين ونحن عندنا اثنان سبعون حرفا..)[111].

أقول: نعم إن من جهل أئمة الغلاة أنهم يدعون [أنهم][112] أعلى درجة من الأنبياء بسبعين درجة، ولا يعلمون أن الاسم إما ثلاثي و إما رباعي و إما خماسي، وليس في لغة العرب و لا في لغة أخرى اسم حاو لسبعين حرفاً، وإن فرضنا صدق هذه الأخبار المجعولة، وجود  اسم  حاو  لسبعين حرفا، فحرف واحد منه لا معنى له؛ لأن حروف الهجاء لا معنى لها إلا بعد التركيب، وعجباً لأئمة الغلاة لا يزالون يقولون: نحن كذا نحن كذا نحن كذا، وأئمة أهل البيت بريئون من ذلك.

وفي باب ما عند الأئمة من سلاح رسول‌الله ص  ، حديث سلسلة الحمار روى الكليني حديث سلسلة الحمار، رواته كلها حُمر، حمار عن حمار عن حمار عن حمار، فليضحك العقلاء من جهل صاحب الكافي.

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام  قال: (إن ذلك الحمار - يعني عفير- كلم رسول‌الله ص فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار)[113].

أيها العقلاء هل يروي حمار عن أبيه؟ هل يعرف أباه كل حمار يمشي عقب أمه ولا يعرف أباه؟ هل يليق إتباع مذهب راوي حديثه حمار عن حمار، ومع ذلك قال السيد في  مراجعة (4): (الأدلة الشرعية أخذت بأعناقها إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل بيت النبوة).

وجوابه أن الأئمة لم يحدثوا مذهباً راويه حمار عن حمار، ومن أجلّ فضائلهم أنهم كانوا مسلمين، وهذا أبو الأئمة يقول: (السنة ما سن رسول‌الله ص)[114].

وأنتم قائلون باثني عشر سنَّة، لكل إمام سنة، واتهمتم الأئمة من العترة.

 

[ أكثر الروايات المنسوبة للأئمة موضوعة ]

[و] أخبار عدد الأئمة الاثني عشر كلها مجعولة [115]، والسيد معترف في ص (15) من المراجعات  بأن: (أهل القرون الثلاثة مطلقاً لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب، و أين كانت المذاهب في القرون الثلاثة و هي خير القرون) ولكن هنا نسي كلامه.

ويقول في مراجعة (4): (إن العترة كانوا ذا مذهب).

هل هذا إلا التناقض؟!

هل كان أحد من العترة في القرون الثلاثة إمامياً أو باطنياً أو جعفرياً أو شيخياً أو غيرها؟

والإمام الصادق عليه السلام  لم يدَّع مذهباً باسمه، ولم يدر أن الأئمة اثنا عشر نفساً وانحصاريا، ولذا قال إن ابني إسماعيل يكون بعدي إماماً، فلمَّا مات إسماعيل قَبْل أبيه قالت الشيعة: بدا لله [116] والبداء من اختراعات الإمامية؛ لأنهم رأوا أن بعض أخبار أئمتهم لم تكن مطابقة للواقع فاخترعوا البداء.

 

[ جهل أصحاب الأئمة بالأئمة ]

وأيضاً أصحاب الأئمة لم يعلموا أن الأئمة اثني عشر نفساً، ولم يعلموا أسماء هؤلاء الاثني عشر [117]، ولذا كانوا يسألون كل واحد من أئمتهم، إن حدث حادث ممن نأخذ معالم ديننا، فليقرأ المحقق [كتب][118] رجال الشيعة حتى يعرف أن مذهب الاثني عشر لم يكن له أثر في القرون الأولى، ونحن نسمي بعض أصحاب الصادق الذين هم من خاصة أصحابه حتى تعلم أنهم [لم يكونوا يعرفون][119] من الإمام بعد إمام عصرهم:

الأول: زرارة بن أعين، قال النجاشي والمامقاني وسائر علماء الرجال: هو شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارياً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين مات سنة 150هـ بعد وفاة الصادق عليه السلام  [120].

وقال الصادق عليه السلام  في حقه: (زرارة و أبو بصير و محمد بن مسلم و بريد من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)[121].

وقال أيضاً: (لولا هؤلاء لندرست آثار النبوة، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حرام الله وحلاله)[122].

وكان زرارة في الكوفة فلمَّا أخبر بوفاة الصادق عليه السلام أرسل ابنه عبدالله إلى المدينة ليعرف الإمام بعد الصادق فلمَّا قرب موته ولم يرجع ابنه أخذ المصحف ووضع على صدره،  وقال: (من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي)[123] فجاءه الموت ولم يعلم من الإمام بعد الصادق عليه السلام .

الثاني: أبوحمزة الثمالي ثابت بن دينار، قال الصادق عليه السلام في حقه: (هو في زمانه كسلمان وكلقمان الحكيم)[124].

وهو لم يعرف من الإمام بعد الصادق عليه السلام، كان واقفاً على قبر أمير المؤمنين فسمع أعرابياً جاء من المدينة بخبر موت الصادق عليه السلام  فشهق شهقة، ثم سأل الأعرابي عن الإمام بعده، هل وصَّى إلى أحد، قال الأعرابي: (نعم وصىَّ إلى ابنه عبدالله وموسى والمنصور..)[125].

الثالث: مؤمن الطاق أبوجعفر الأحول، كان من خواص أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، وروى هشام بن سالم أني كنت ومؤمن الطاق في المدينة لما مات جعفر بن محمد و الناس مجتمعون حول عبدالله بن جعفر خرجنا من عنده متحيرين ضلالا ولم ندري من الإمام بعد الصادق عليه السلام [126].

الرابع: هشام بن سالم، كما ذكرنا في العنوان الثالث.

الخامس: محمد بن عبدالله الطيار، صار متحيراً كما ذكره المامقاني في تنقيح المقال وذكره أرباب الرجال في كتبهم [127].

السادس: أبو بصير، كان من خواص أصحاب الصادق وحوارييه، فلما مات الصادق صار متحيراً ، أرشده هشام بن سالم إلى موسى بن جعفر، كما ذُكِرَ في كتب الرجال.

السابع: أحمد بن محمد بن خالد البرقي كان من المتحيرين.

الثامن: مفضل ‌بن عمر وهو من خواص الأئمة.

ونحن عددنا أصحاب الأئمة و خواصهم الذين كانوا يسألون عن إمام زمانهم الحاضر إلى من نأتم بعدك، فبلغ عددهم إلى مائة و أربعة رجال في كتاب كسر الصنم نقداً و رداً على الكافي، في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا فليراجع [128].

[ جهل سادات آل البيت بالأئمة الاثني عشر ]

دليل آخر على كذب روايات عدد الأئمة الاثني عشر، وهو قيام السادات العلماء من العترة في عهد دولة بني‌ أمية وبني‌عباس وادعاؤهم الإمامة كزيد ‌بن علي ‌بن الحسين الشهيد بالكوفة [129]، ومحمد بن جعفر الصادق [130]، ومحمد بن عبدالله بن حسن النفس الزكية [131]، وحسين ‌بن علي شهيد الفخ[132]، ويحيى ‌بن عبدالله بن الحسن[133]، وأمثالهم وهم من علماء أهل البيت فلو كانت روايات عدد الأئمة الاثني عشر وأسمائهم بالنص من رسول‌‌الله ص صحيحة، لكانوا مطلعين وما قاموا، ولم يدعوا الإمامة، وهناك أدلة أخري كتبناها في كتابنا كسر الصنم، والحاصل إنَّا لا نرى أحداً في زمان الأئمة كان جعفرياً أو اثني عشرياً.

[ افتراق الشيعة بعد وفاة بعض الأئمة ]

ولما مات جعفر‌ بن محمد الصادق عليه السلام  صار أصحابه خمس فرق، بعضهم صار فطحياً معتقداً بإمامة عبدالله الأفطح وبعضهم صار ناووسياً وبعضهم إسماعيلياً وغير ذلك، ولما مات أبو محمد الحسن العسكري افترق أصحابه خمس عشرة فرقة كما قال سعد بن‌ عبدالله الأشعري في كتابه المقالات والفرق[134] وكلهم قالوا: ليس لأبي محمد ولد إلا فرقة واحدة قالوا: كان له ولد، ولكن لم نره، وهذا القول مخترع من محمد بن نصير الذي اخترع مذهب النصيرية.

[ الطريق لاجتماع الأمة ]

ثم يقول صاحب المراجعات في ص (16): (نعم يُلم الشعث و ينتظم عقد الاجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت و اعتباركم إياه كأحد مذاهبكم و بهذا ينتظم عقد اجتماعهم).

نقول: الواقع بعكس ذلك؛ لأنه بتحرير المذاهب المنتسبة إلى أهل البيت تزيد المذاهب المشوهة الفاسدة على المذاهب، ويشتت نظم اجتماعهم، والحق أنه ينتظم اجتماع الأمة بترك كلِ مذهبٍ اسمهم وشعارهم  وتسمية كُلٍ باسم الإسلام، كما كان في القرون الأولية، حتى يلم الشعث و تتجدد شوكة المسلمين، كما سماهم الله تعالى في كتابه، [فقال] [135] في سورة الحج (آية 78):{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ }.

وقال في سورة البقرة (آية 132): ) {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

ولم يأت في كتاب الله إشارة إلى مذهب من المذاهب، والله أعلم بصلاح عباده من صاحب المراجعات، إذ قال في سورة المائدة (آية 3): ) {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً }.

ولم يرشد إلى مذهب ولم يقل: لكم مذهباً ، مع أن أهل البيت لم يبتدعوا مذهبا، وقال تعالى لرسوله في سورة يونس وسورة النمل وسورة الزمر [136]: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يونس:72، النمل:91].

مع أن المنتحلين إلى العترة سبعون مذهباً، فهل أخذوا هذه المذاهب عن أهل البيت؟ فمالكم كيف تحكمون؟

[ أهل السنة لم يبتدعوا مذهباً عقدياً ]

ثم إن السيد في (ص 16) من كتابه أورد الطعن على أهل السنة.

ويقول: (كأن الدين الإسلامي بكتابه و سنته و سائر بيناته وأدلته من أملاكهم الخاصة وأنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم، فهل كانوا ورثة الأنبياء أم ختم الله بهم الأوصياء والأئمة، وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين؟).

أقول: هذا الطعن لا يَرِدُ عليهم.

أولا: لأن الله لم يبح التصرف في دينه، ونهى عن التصرف والتحريف في دينه وكتابه.

وثانياً: أن أهل السنة لم يدعوا شيئاً خاصاً لأنفسهم، بل يَرِدُ الطعن على الإمامية وأئمتهم؛ لأنهم ادعوا بزعمهم أنهم ورثة الأنبياء وأنهم أوتوا ما لم يؤت أحداً من العالمين، فانظر في كتاب الكافي (باب إنه ليس شيء من الحق إلا ما خرج من عند أئمة الإمامية و أن كل ما لم يخرج من عندهم فهو باطل)[137].

يقول الباقر عليه السلام  لرجلين من رواتهم: (شرّقا و غرّبا  فلا تجدان أن علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت)[138].

وأيضاً في باب: ما فرض الله من الكون مع أئمة الإمامية [139]، وباب: أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم أئمة الإمامية [140]، وباب: من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم أئمة الإمامية [141]، وباب: أن الأئمة ورثوا علم النبي ص وجميع الأنبياء [142]، وباب: أن من وصفه الله في كتابه بالعلم هم الأئمة [143]، وفيه يقول الباقر: (إنما نحن الذين يعلمون وشيعتنا أولو الألباب)[144].

وباب: أن الراسخين في العلم هم الأئمة، وفيه يقول الصادق: (نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله) [145].

وسائر أبواب الكافي وغيره من كتب الإمامية، كلها صريحة في أن أئمة الإمامية يَدَّعون أن الدين الإسلامي من أملاكهم الخاصة، وآتاهم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين.

 

[ الأئمة الأربعة لم يبتدعوا مذهباً عقدياً ]

 

ثم اعلم أن الأئمة الأربعة أعني -  مالك بن أنس والشافعي وأبا حنيفة وأحمد بن حنبل- لم يكن لهم ادعاء، ولم يقولوا: نحن حجة الله على من في السماء والأرض، بخلاف أئمة الإمامية، كل واحد منهم يقول : نحن كذا، نحن كذا، حتى قالوا: نحن أفضل من الأنبياء والمرسلين، فانظر في كتاب الكافي والبحار، باب: ما عندهم من الاسم الأعظم [146]، واقرأ الزيارة الجامعة [147]، تجد أكثر مما حكينا عنهم.

ولنرجع إلى ما كنَّا فيه فنقول: هل يكون المعجب بنفسه إماماً؟ هل يكون من يزكي نفسه ويرفعها، ويقول في كل زمان أنا كذا أنا كذا إماماً؟ لا والله بل أئمة أهل البيت كانوا متواضعين.

[ تواضع أئمة آل البيت عليهم السلام ]

هذا زين‌ العابدين يقول في دعاء أبي حمزة الثمالي: (عظم يا سيدي أملي وساء عملي ولا تؤاخذني بأسوأ عملي وما أنا يا رب وما خطري[148] هبني بفضلك وتصدق عليَّ بعفوك)[149].

وهذا أمير المؤمنين يقول في مناجاته: (مولاي مولاي أنت الهادي وأنا الضال..)[150].

فأئمة أهل البيت غير أئمة الإمامية، فأئمة كتاب الكافي والبحار وسائر كتب الشيعة المعجبون [بأنفسهم][151]، والمُدَّعون صفات الرب سبحانه لأنفسهم غير أئمة العترة وهم برآء من أقوال الغلاة ومن أجلّ مناقبهم أنهم لم يأتوا بمذهب ولم يحدثوا بدعاً.

واعلم أن المذاهب الرسمية وغير الرسمية أحدثت في القرن الرابع، ولم يكن في القرون الأولى مذهب رسمي أو غير رسمي، والروايات المجعولة في كتب الشيعة أكثرها من أئمة خيالة.

[ الخلاف بين مذاهب أهل السنة في الفروع لا في العقائد ]

ثم إن السيد يقول في (ص 17): (والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل عن الاختلاف بينها و بين مذهب الشيعة).

نقول: ليس كذلك؛ لأن اختلاف مذاهب أهل السنة كان في الفروع الجزئية المستفادة من الكتاب والسنة، والاختلاف بينها وبين مذهب الشيعة في العقائد والأصول والفروع؛ لأن لأهل السنة سنة واحدة، وهي سنة النبي ص، وللشيعة سنن متعددة متعارضة مخالفة لكلام الله وسنة رسول ‌الله ص، ولأئمة الشيعة آلاف [الادعاءات][152]، أنهم أركان الأرض وحجة لأهل السماء[153]، والحق منحصر فيهم، وأنهم خلفاء الله [154]، وبوجودهم بقاء العالم، ولولاهم ما عبد الله وما عرف الله[155]، والملائكة خدامهم وتطأ بساطهم وتأتيهم بالأخبار [156]، والجن [يأتونهم][157] ويسألونهم عن معالم دينهم [158]، وإذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود لا بحكم القرآن [159]، وأن الأرض كلها للإمام [160]، وأنهم خلقوا من النور وخلقوا من عليين وساير الناس من سجين [161] و هكذا.. وغير ذلك من الخرافات، ولكلٍ من هذه بابٌ في الكافي والبحار وسائر كتب الشيعة، فيا أهل الإنصاف انظروا في كتب الشيعة ثم احكموا، ما لهم وعليهم، ولا يمكن أن يكون صاحب المراجعات جاهلا بكتب مذهبه، وتشتت مذاهبهم.

ثم إن السيد يقول في (ص 17): (فهل ترون إتباع أهل البيت سبباً في قطع حبل الشمل، و نثر عقد الاجتماع...).

نقول: السيد تجاهل و إلا لم يقل إتباع أهل البيت بل يقول إتباع مذاهب أهل الغلو والخرافات مع اختلاف آرائهم وتعدد مشاربهم وتكفير بعضهم لبعض، وكلهم يدعون إتباع أهل البيت وأهل البيت برآء منهم.

ولا يأت الله بيوم إتباع مذهب الغلاة، ونشر العقائد الباطلة في أهل السنة، وتكثير آرائهم وسوقهم إلى الكفريات والخرافات.

والعجب من شيخ الإسلام أعني -  الشيخ سليم - وتمجيده من مقالات السيد، وسؤاله عن الأدلة الشرعية وبيانها في سبب إعراض الشيعة عن مذاهب أهل السنة [162].

فأجاب السيد في (ص 18- 19): (بأن الله قرن أئمة العترة بمحكم الكتاب، وجعلهم قدوة لأولي الألباب وسفناً للنجاة إذا طغت لجج النفاق وأماناً للأمة من الاختلاف... وباب حطة يغفر لمن دخلها، والعروة ‌الوثقى التي لا انفصام لها) ثم استشهد بأقوال أمير المؤمنين عليه السلام  في نهج‌البلاغة في صفحتين.

[ فضائل العترة لا تثبت مذهباً من مذاهب الغلاة ]

يقال في جوابه: نحن لا ننكر فضائل العترة ومناقبهم المروية عن أمير المؤمنين وغيره، ولكن فضائل العترة لا تثبت مذهباً من مذاهب الغلاة من الإمامية، فهل فضائلهم تدل على أحقّية مذهب الشيخية والصوفية والنصيرية والباطنية والإخبارية والأصولية من الإمامية والإسماعيلية وسائر مذاهب الشيعة وكلهم ينتحلون إلى العترة.

هل العترة قدوة لهم وسفن نجاتهم وأمانهم من الاختلاف؟

فلماذا اختلفوا وذهبت كل فرقة إلى مذهب؟

هل العترة باب حطة لهم فيغفر لهم بسببهم؟

وهل العترة العروة ‌الوثقى لهم؟

فَلِمَ افترقوا؟!

هل هذه المذاهب من العترة وكانت العترة سبب الفرقة؟!

ثم احتج السيد في (ص 21) بكلمات زين‌العابدين وسيد الساجدين عليه السلام حيث يقول: (ذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم...).

نقول: يزيدنا عجباً قلة تدبر السيد في كلام السجاد عليه السلام، وكلامه يفيد بطلان مذهبه الذي هو مملوء من التأويل بالرأي.

[ التأويلات الباطنية لآيات القرآن في كتاب الكافي ]

هذا الكليني شيخ الإمامية تأول برأيه أو برأي مشايخه ألف آية من محكمات الكتاب، بتأويلات باردة تضحك منها الثكلى[163]، انظر أبواب كتابه في باب: فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، قال أبو جعفر الباقر عليه السلام  في سورة الشعراء (آية 192) في قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} قال: (هي الولاية)[164].

وقال الصادق عليه السلام في قوله تعالى [في] سورة التغابن (آية 3): { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} قال: (يعني مؤمن بولايتنا و كافر بها)[165] مع أن هذه السورة نزلت في مكة ولم يكن في مكة بحث في الولاية.

وفي قوله تعالى سورة المائدة (آية 66): { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ }قال الباقر عليه السلام : (هي الولاية)[166].

وفي قوله تعالى (آية 7) من سورة آل عمران: { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} قال الصادق: (هي أمير المؤمنين، وأخر متشابهات قال فلان و فلان) [167] يعني أبا بكر وعمر، يعني أن الله أنزل على رسوله أبا بكر وعمر وعلي ! و هكذا، مملوء من التأويلات الركيكة في كل باب منه، يعني خالفوا قول إمامهم السَّجاد.

[ فضائل العترة لا يلزم منها إثبات مذاهب الغلاة ]

وفي مراجعة (7) سأل الشيخ من السيد أن يأتي بالبينة من كلام الله وكلام الرسول ص.

فأجابه السيد في مراجعة (8) من كلام الرسول ص ، ولم يأت بكلام من الله كأنه لم يجد شيئاً.

ونحن نقول: إن فَرضنا وجود  ألف آية من كلام الله، وألفي حديث من كلام الرسول ص في فضائل العترة لا يلزمنا شيء؛ لأنَّا لسنا منكري فضائل العترة، ونقول من أجلّ فضائلهم أنهم لم يحدثوا مذهباً ولم يأتوا ببدعة، ومذهب الإمامية ورواياته ومطالبه ليست من العترة، بل هذا المذهب مضاد لعقائد العترة، وسنن هذا المذهب مخالفة لسنة رسول‌ الله ص.

هات ببينة من كلام الله أو من كلام الرسول ص بأنهم جاؤوا بمذهبكم حتى نشهد لكم بوجوب الإتباع.

[ أهل السنة لم يكن بينهم وبين أهل البيت خلاف ]

ثم في مراجعة (11) أقرَّ الشيخ بتقصير أهل السنة و قال: (هم مع أهل البيت على خلاف...).

فنقول: هذا كذب واضح؛ لأن أكثر فضائل أهل البيت مجموعة في كتب أهل السنة، وفي صحاحهم روايات عن العترة في أحكام الدين نقلوها وجعلوها حجة وسنداً لفتاويهم.

وفي مراجعة (12) أتى السيد بآيات غير مختصة بالعترة أو غير مربوطة بأئمتهم   أعني - أئمة الغلاة - بل هي إما عامة وإما غير مربوطة بما نحن فيه، ونحن نذكر بعضها ونستظهر منها ما هو الحق.

[ آية التطهير نزلت في زوجات الرسول  ص  وأهل بيته ]

وأما آية التطهير[168] فنزلت في أهل بيت النبي ص وزوجاته؛ لأن صدر الآية جملة )يَا نِسَاء النَّبِيِّ( [الأحزاب:30] و الضمائر المذكورة في الآية كلها للتأنيث، وكذا خطابات (أقمن وآتين وأطعن) كلها للتأنيث إلا ضمير (عنكم ويطهركم)، جاء مذكراً للتغليب لدخول النبي ص في الخطاب وحضوره ولغلبة التذكير على التأنيث [في] اصطلاح أهل العربية كما في آية (73) من سورة هود، خطاباً لامرأة إبراهيم: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود:73].

جاء الضمير مذكراً لحضور إبراهيم، ودخوله في الخطاب تغليباً للذكر على الأنثى، مع أن الله تعالى أراد الطهارة قانوناً وتشريعاً من النبي ص وزوجاته وصهره وبنته؛ لأنهم عرض النبي ص ومكلفين بالطهارة.

هل يجوز أن يقال إن الله لم يرد الطهارة من زوجاته، وأنهن غير مكلفات بالطهارة؟

والإرادة هنا تشريعية لا تكوينية، كما أن الله تعالى أراد التطهير تكليفاً من علي وسائر أفراد المؤمنين في آية الوضوء من سورة المائدة (آية 6)، يقول خطاباً لكل مؤمن والنبي ص نفسه داخل في الخطاب:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ}  إلى أن قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ}.

هل هذه الإرادة من الله تكليفية أو تكوينية؟ كل هذه الآيات من كتاب التشريع، وكل من النبي ص وأفراد أمته مكلفون برفع الرجس وإتيان الطهارة باختيار أنفسهم لا بالإجبار والإكراه، والإرادة التكوينية موجبة للجبر، ولا فضيلة للطهارة التكوينية؛ لأن كل حجر وشجر معصوم ومطهر بإرادة ربه، ولمَّا كانت نساء النبي ص من عرض النبي ص أراد الله منهن الطهارة بالخصوص، ونحن مأمورون بعرض الأخبار على القرآن لا عرض القرآن بالأخبار.

والقرآن أحسن الحديث وأوضح البيان، فدع الأخبار الواردة هنا، مجعولة كانت أو صحيحة.

ثم يقول السيد: (هل حكمت محكماته الكتاب بذهاب الرجس عن غيرهم..)[169].

نقول في جوابه: نعم أوجب الله الطهارة، وأراد رفع الرجس من كل أحد، ألم تر آية الوضوء يقول الله [فيها]: {وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ }[المائدة:6].

 

[ آية المودة وعدم دلالتها على الإمامة ]

وأما آية المودة في سورة الشورى نزلت في مكة، وقال تعالى خطاباً للمشركين بتوسط نبيه ص: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].

ولم يقل في ذي ‌القربى و(في القربى) غير مربوط بأهل بيته وعترته، واشتبه على السيد وعلى غيره من أمثاله كلمة (في القربى)، بذي‌القربى، ولم يسأل النبي ص من المشركين في مكة مودة عترته أجراً للرسالة؛ لأنهم كانوا منكرين لرسالته فكيف يسألهم أجر الرسالة؟ بل النبي ص صار مأموراً أن يقول للمشركين: بيني وبينكم قرب وجوار، فليكن بيننا مودة لا عداوة، وهذا المعنى جاء في التفاسير، حتى تفسير مجمع البيان للطبرسي مع معنى آخر، وهو أن تودوني تقرباً إلى الله وقربة لله[170].

[ آية المباهلة لا تثبت مذهباً بل هي فضيلة لآل البيت عليهم السلام ]

نعم آية المباهلة تدل على فضيلة أهل الكساء، وأهل الكساء لم يحدثوا مذهباً.

 

 [ آياتٌ عامة جعلت مخصوصة بآل البيت عليهم السلام ]

وأما آية {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ } آل عمران:103] فالمراد من حبل الله القرآن، ولذا قال علي عليه السلام في مكتوب (61) من نهج‌البلاغة خطاباً إلى الحارث الهمداني: (وتمسك بحبل القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه)[171].

وفي خ[172] (154): (عليكم بكتاب الله، فإنه الحبل المتين) [173] وقال: (إن حبل الله هو القرآن)[174].

[و] كأن السيد لم ير كلام جده، أو رأى ولكن التعصب مانع من القبول.

وأما قوله تعالى: { وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة:119] يعني كونوا مع المؤمنين الصادقين الذين قال تعالى في شأنهم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحجرات:15].

والله عرف الصادقين في سورة الحشر آية (8)، وفي سورة الحجرات آية (15)، وليست الآيات مخصوصة بالعترة.

وأما قوله تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} في آية (153) سورة الأنعام، فغير مربوطة بالعترة؛ لأن اسم الإشارة أعني - كلمة (هذا) - يرجع إلى ما قبله من النهي والأمر، وليست العترة مذكورة في الآيات مع أن العترة كانوا يصلون ويقولون في الصلاة : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} فلو كانوا هم الصراط فلا معنى لصلواتهم وطلب هدايتهم إلى الصراط المستقيم، والله تعالى يقول لرسوله ص: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ } الشورى:52 – 53].

وفي سورة يس (آية61) يقول: { وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}.

ولكن الغلاة يؤولون الآيات على طبق أهواءهم.

وأما آية (أولي الأمر منكم) فضمير (منكم) يرجع الحاضرين موقع الخطاب، وهم المؤمنين وأمراؤهم وحكامهم زمان الرسول ص بدليل آية (83) [175]  في هذه السورة أعني -  سورة النساء - فذكر فيها أولي الأمر، والمراد منها زيد بن حارثة، ونزلت في غزوة مؤتة وولي أمرهم زيد[176].

والقرآن يفسر بعضه بعضاً، ولكن الغلاة لعبوا بالآيات، والعترة برآء منهم، وكذلك كل آية جاء بها السيد في هذا المقام [فإنها] غير مربوطة بالعترة، فارجع إلى كتابنا كسر الصنم، [فقد] أوضحنا كل هذه التأويلات.

مثلا هؤلاء يقولون بأن قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } المائدة:67] نزلت في حق علي عليه السلام ، والحال أنه لم تنزل آية في خلافة علي حتى يبلغه الرسول، ونزلت هذه الآية في أهل الكتاب، بشهادة ما بعدها، كما قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ } الآية [المائدة:68].

والعجب من شيخ الإسلام [سليم البشري] يقول للسيد في مراجعة (13): (جئت بالآيات المحكمة والبينات القيمة) إلى أن يقول (ربما اعترض بأن الذين رووا نزول تلك الآيات فيما قلتم إنما هم من رجال الشيعة...).

أقول: إن الآيات المحكمات يدركها و يفهمها كل ناظر عالم بلغة العرب، ولا نحتاج إلى تفسيرها للروايات المجعولة أو غيرها من الشيعة كانت أو من أهل السنة، فمراجعة (14) واللعب بالآيات بواسطة الروايات حرام، في صحاح أي الفريقين كانت.

 

[ الغلاة لم يكونوا على منهاج العترة ]

وقال السيد في مراجعه (14): (أن الشيعة إنما جروا على منهاج العترة) وبالغ في تطهير رجال الشيعة، فنسأله عن رجال كتاب الكافي، هل هم من الشيعة أم لا؟

نعم.. إن أكثرهم من الغلاة أو المفوضة أو الجعالين أو الكذابين، بتصديق كتب رجال الشيعة، كيونس بن ظبيان الذي لعنه الرضا عليه السلام  بألف لعنة[177]، ويزيد بن الشغر الواقفي من كلاب الممطورة، وأبي الجارود الذي قال الصادق عليه السلام في حقه: (هو أعمى في الدنيا و الآخرة) [178]، وعلي بن أبي‌ حمزة البطائني الذي كان من نواب الإمام الكاظم ومن قوام أمره، فأكل أموال الإمام و تصرف في إمائه وأبدع مذهب الواقفية [179]، وأحمد بن محمد البرقي الذي كان شاكاً في دينه وأخرجه القميون من بلدة قم [180]، وسهل بن زياد الكذاب [181]، وعلي ‌بن إبراهيم القائل بتحريف القرآن وحَرَّف أكثر آياته [182]، وموسى بن أشيم الذي خالف القرآن في جعل الحجج بعد الرسول ص [183]، وأحمد بن هلال العبرتائي[184]  وأمثالهم آلاف من رواة الشيعة.

وكتاب الكافي أصح كتب الشيعة وأتقنها، فكيف بسائر كتبهم؟ والسيد لمَّا رأى مقابله وسائله غير خبير بكتب الشيعة ورجالها أورد هنا كل ما أراد.

وفي مراجعة (16) أتى بمائة رجل من الشيعة في أسانيد أهل السنة، فنقول لو كان مائة رجل صادق في آلاف من الرجال الكذابين، هل تكون رواياتهم مقبولة؟ ولو روى ثقة عن ضعيف أو عن مجهول أو عن غال هل تقبل روايته؟

فانظر في رجال كتاب الكافي، يقول المجلسي و هو عالم برجال الشيعة: إن تسعة آلاف من أحاديث الكافي ضعيفة أو مجهولة أو مرسلة أو مقطوعة، والكافي أتقن كتبهم [185].

ثم نقول: فرضنا أن كل ما جاء [به] السيد من الآيات والروايات، صريحة خاصة في فضائل أهل البيت ومناقب العترة، فهل تثبت مذهباً لهم، لا والله، والغلاة والباطنية والفاطمية والنصيرية والشيخية والدرزية كلهم يدعون أن مذهبهم من العترة، فهل العترة رؤساء مذهبهم أم كانوا من الغالين أو من الباطنيين؟

[ الاطلاع على كتب الشيعة طريق لمعرفة مذهبهم ]

والأسف من أمثال الشيخ سليم من علماء السنة [186] غير مطلعين على كتب أخبار الشيعة، ينبغي لهم أن يقرؤوا واحداً من كتب الشيعة وأصحها كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، وينظروا في أبواب أصوله ليعرفوا أن رواة كل باب منه [حالهم][187] من أضعف الرجال وأقبح الغلاة وأكذب الرواة، ومتن أكثر أبوابه مضاد للعقل ومخالف لكتاب الله كأنهم كانوا أشد عداوة للإسلام.

ويقول السيد في مراجعة (18): (شيعة آل محمد ص ما عدلوا، ولا هم عادلون، ولن يعدلوا عن أئمة أهل البيت في شيء... و أن من رأيهم كون التعبد بمذاهبهم من الواجبات العينية).

أقول: هذا على خلاف الواقع، و ليس لأهل البيت مذهب واحد حتى نتعبد بمذهبهم، فضلا عن المذاهب.

ويقول السيد: التعبد بمذاهبهم من الواجبات، ما تقول أيها السيد في حق العترة وأي مذهب كان لهم؟! عرفَّنا مذهبهم حتى نعرفه، أما تخاف الله، إذا لم تستح فقل ما شئت.

وأنت قلت في (ص15) من هذا الكتاب: لم يكن مذهب في القرن الأول والثاني، وأئمة العترة كانوا في القرن الأول والثاني فأين كانت مذاهب العترة؟

ثم نقول وأي محكمة عادلة تحكم بمضادة أقوال السيد، والناسجين على منواله.

والعجب من شيخ أهل السنة لم يفهم تضاد أقوال السيد [188] أوله ضد آخره، بل مجَّده وطهَّره وصدَّقه بكل منسوجاته.

[ أي مذاهب الشيعة أولى بالإتباع ؟! ]

وقال الشيخ في مراجعة (19): (و العمل بمذاهبهم يجزئ المكلفين) إلى أن قال (بل قد يقال إن أئمتكم الاثني عشر أولى بالإتباع).

فنقول للشيخ: أي مذهب من مذاهب الشيعة مذهب العترة، و أي مذهب منها يكون أولى بالإتباع، الباطنية أو الجعفرية أو الفاطمية أو الإسماعيلية أو الزيدية أو غيرها، هل يكون كلها بالإتباع أولى أم بعضها؟ وهل أحد من أئمة العترة تدينوا بمذهب من هذه المذاهب؟ ما الدليل على ذلك؟ وأين المدرك و المستند؟ وظَنُنا أن السيد والشيخ اتفقا سراً على إغفال الأمة [189].

ويقول الشيخ في (ص 118): (لأن الاثني عشر كلهم مذهب واحد، قد محصوه و قرروه بإجماعهم...).

فنقول للشيخ: سَمِّ لنا اسم هذا المذهب، والحق أن الأئمة الاثني عشر لم يحدثوا مذهباً، و أنهم برآء ممن يجعل لهم مذهبا أو مذاهب.

ونحن نبين ونفصّل ونأتي في المبحث الثاني بالدلائل الكثيرة والروايات المتواترة أن مذهب الإمامية لا مدرك له، والنصوص المذكورة في كتبهم كلها مجعولة في القرن الثالث، وأنهم صرحوا بكلماتهم أن الإمامة ليست منصوصة من الله أو من الرسول ص.

وهذا موسى بن جعفر عليه السلام يقول في جواب يحيى بن عبدالله المحض: (إنَّا لا ندعي الإمامة، وما سمعتُ من أبي أنه يدعي الإمامة) ارجع إلى كتاب الكافي، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل (ص 367) حتى ترى أن يحيى ابن عبدالله كتب إلى موسى بن جعفر كتاباً فأجابه موسى بن جعفر بهذه العبارة: (أتاني كتابك، تذكر فيه أني مدع وأبي من قبل وما سمعتَ ذلك مني)[190].

وفي حديث (16) من هذا الباب يقول زيد بن علي بن الحسين (ع) لأخيه الباقر: (ليس الإمام منَّا من جلس في بيته وأرخى ستره، وثَبَّط عن الجهاد، ولكن الإمام منَّا من منع حوزته، وجاهد في سبيل الله ودفع عن رعيته، وذب عن حريمه)[191].

والشيخ يقول: لهم مذهب قد محصوه، مع أن الاختلاف شائع في رواياتهم وأحكامهم، فانظر في وسائل الشيعة لمؤلفه الشيخ الحر العاملي.

 

تمت بعون الله تعالى النقد، وهنا آخر المبحث الأول، ويأتي باقي النقد في المبحث الثاني[192] إن شاء الله.

 

مراجع ومصادر التحقيق

1- نهج البلاغة للشريف الرضي – تحقيق وشرح محمد عبده - طبع مطبعة النهضة – قم نشر دار الذخائر قم – إيران.

2- اختيار معرفة الرجال للطوسي - تصحيح وتعليق وتحقيق مير داماد الأسترابادي و مهدي الرجائي – طبع مطبعة بعثت قم - نشر مؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث.

3 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد المجلسي - مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان – 1403هـ .

4 - الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني -  تصحيح وتعليق  علي أكبر الغفاري – ط5 - دار الكتب الإسلامية – طهران.

5 - كمال الدين وتمام النعمة للصدوق - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم-1415هـ.

6- فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبختي –  منشورات دار الأضواء بيروت.

7- وسائل الشيعة للحر العاملي – تحقيق محمد رضا الجلالي – طبع مطبعة  مهر قم - نشر  مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بقم.

8- رجال النجاشي للنجاشي، ط5، 1416هـ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم.

9- الأمالي للطوسي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ط1، 1414هـ، نشر دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع بقم.

10- تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي، تصحيح وتعليق وتقديم طيب الموسوي الجزائري،ط3، 1404هـ، نشر مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم – ايران.

11-تفسير مجمع البيان للطبرسي، تحقيق وتعليق لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين،ط1، 1415هـ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان.

12- كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه، تحقيق جواد القيومي و لجنة التحقيق، ط1، 1417هـ، طبع مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي، نشر مؤسسة نشر الفقاهة.

13- الفهرست للطوسي، تحقيق جواد القيومي، ط1، 1417هـ، طبع مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي، نشر مؤسسة نشر الفقاهة.

14- عيون أخبار الرضا للصدوق - تصحيح وتعليق وتقديم الشيخ حسين الأعلمي – طبع و نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان 1404 هـ.

15- مدينة المعاجز لهاشم البحراني - تحقيق لجنة التحقيق برئاسة الشيخ عباد الله الطهراني الميانجي –ط1- طبع مطبعة پاسدار إسلام - نشر مؤسسة المعارف الإسلامية - قم – إيران – 1416هـ.

16- شرح أصول الكافي لمحمد المازندراني – تحقيق وتعليق الميرزا أبو الحسن الشعراني وضبط وتصحيح علي عاشور – ط1- طبع ونشر دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان – 1421هـ.

17- بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، تصحيح وتعليق وتقديم الحاج ميرزا حسن كوچه باغي 1404هـ، طبع مطبعة الأحمدي – طهران، نشر منشورات الأعلمي – طهران.

18- مستدرك الوسائل  للنوري الطبرسي، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ط1، 1408هـ  نشر  مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت – لبنان.

19- أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، تحقيق وتخريج حسن الأمين، نشر دار التعارف للمطبوعات - بيروت – لبنان.

20- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، تصحيح وشرح ومقابلة لجنة من أساتذة النجف 1376هـ ، طبع مطبعة الحيدرية - النجف، نشر المكتبة الحيدرية - النجف.

21- الصحيفة السجادية لزين العابدين علي بن الحسين (ع)، تحقيق محمد باقر الموحد الابطحي الإصفهاني، ط1، 1411هـ، طبع مطبعة نمونه – قم، نشر مؤسسة الإمام المهدي (ع) و مؤسسة الأنصاريان للطباعة والنشر - قم – ايران.

22- الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية، ط4، 1399هـ ، نشر دار التعارف للمطبوعات - بيروت – لبنان.

23- روضة الواعظين للفتال النيسابوري - تحقيق وتقديم محمد مهدي وحسن الخرسان - نشر منشورات الشريف الرضي – قم.

24- المقالات والفرق لسعد بن عبد الله الأشعري القمي – مركز انتشارات علمي – إيران.

25- كسر الصنم لآية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي - ترجمة عبدالرحيم البلوشي – دار البيارق.

 

[1] الكتب الأربعة هي: الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه لابن بابوية القمي، والاستبصار وتهذيب الأحكام للطوسي، قال عنها الكاشاني في [الوافي 1/11]: (إن مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة، وهو المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها)، وهناك  أربعة أخرى متأخرة هي: الوافي للكاشاني، وبحار الأنوار للمجلسي، ووسائل الشيعة للحر العاملي، ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي.

[2] وسائل الشيعة للحر العاملي 30/206.

[3] رسائل الشريف المرتضى 3 /310-311.

[4] الإجازات العلمية عند المسلمين ص 98.

[5] الموضوعات في الآثار والأخبار ص 253.

[6] في الأصل (هذا).

[7] نهج البلاغة 2/184.

[8] بحار الأنوار للمجلسي 2/266.

[9] نهج البلاغة 3/21.

[10] في الأصل (إمام آخر).

[11] في الأصل (هذه).

[12] في الأصل (هذه).

[13] وقد أشار الطوسي في كاتبه تهذيب الأحكام إلى هذا الأمر بقوله: (: (وما وقع فيها –  أي أحاديثهم  - من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه..) واعترف بأن هذا الاختلاف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الأخرى، وأن هذا كان من أعظم الطعون على مذهبهم، وأنه جعل بعض الشيعة يترك هذا المذهب لما انكشف له هذا الاختلاف والتناقض [انظر تهذيب الأحكام 1/2-3].

[14] لقد كان للتقية بالمفهوم الشيعي آثار سلبية جداً على مذهبهم، من ذلك عدم العلم بأحكام الدين على اليقين حيث اعترف يوسف البحراني بذلك بقوله: (فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل لامتزاج أخباره بأخبار التقية) [الحدائق الناضرة 1/5].
وقال جعفر الشاخوري في كتابه محمد حسين فضل الله وحركية العقل الاجتهادي لدى فقهاء الشيعة الإمامية [ص 72 – 73].: (إننا نجد أن كبار علماء الشيعة يختلفون في تحديد الروايات الصادرة تقية والروايات الصادرة لبيان الحكم الواقعي، وخذ مثالاً على ذلك مسالة نجاسة الخمر، فيما يفتي الكثيرون بالنجاسة ومنهم الشيخ الطوسي، لأنهم حملوا روايات الطهارة على التقية، نجد أن هناك من الفقهاء من يفتي بالطهارة كالمقدس الأردبيلي وغيره لأنهم حملوا روايات النجاسة على التقية، وهذا يكشف عن التخبط في استخدام التقية لدى القدماء).
وقال أيضاً: (لو أردنا استعراض غيره من عشرات الأمثلة لألفنا كتاباً خاصاً يؤكد فوضى تحديد موارد التقية، التي تشبه فوضى ادعاءات الإجماع في مسائل الفقه مما أدى إلى اختلاف كثير من فتاوى العلماء تبعاً لتحديد ما هي الروايات الصادرة عن التقية وغيرها) نقلا عن الصلاة خير من النوم لعلاء الدين البصير.

[15] أي آحاد.

[16] في الأصل (علوم).

[17] في الأصل (دعاتهم).

[18] عبد الحسين بن شرف الدين الموسوي العاملي ولد بالمشهد الكاظمي بالعراق سنة 1290هـ، درس على يد كبار العلماء في سامراء والنجف، ثم انتقل إلى لبنان، فكان مرجع الطائفة الشيعية فيها، وبها توفي عام 1377هـ [انظر مقدمة المراجعات]، وهو معروف بالتزوير والتلفيق والكذب، وقد يستكثر القارئ هذه الأوصاف على عبدالحسين لذلك أدعوه إلى قراءة هذه الكتب ليرى الحقيقة [ الحجج الدامغات لأبي مريم الأعظمي و السياط اللاذعات لعبدالله الغامدي و المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر للدكتور علي السالوس].

[19] إن تكفير الشيعة الاثني عشرية لغيرهم مما استفاض ويكفي في الدلالة على هذا أن أصل الدين عندهم (الإمامة) فكل من لم يؤمن بها فهو كافر ولذلك قال المفيد: (اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار) [أوائل المقالات للمفيد ص44، بحار الأنوار للمجلسي 8/366] وللفائدة انظر كتاب الفكر التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء لعبد الملك الشافعي.

[20] المراجعات ص 3 – 4.

[21] أي وقاية.

[22] قال الحر العاملي: (الثقات الأجلاء كأصحاب الإجماع ونحوهم  يروون  عن الضعفاء و الكذابين و المجاهيل حيث يعلمون حالهم و يروون عنهم ويعلمون بحديثهم يشهدون بصحتة) [وسائل الشيعة: 30 / 206]، وقال أبو جعفر الطوسي: (إن كثيراً من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصولينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة) [ الفهرست ص 32]-.

[23] أي فرقا.

[24] نهج البلاغة 2/8.

[25] في الأصل (أنهم).

[26] في الأصل (انتسبوا).

[27] في الأصل (إمام آخر).

[28] في الأصل (ما نظر).

[29] في الأصل (ما قرأ).

[30] إن مكانة هذا الكتاب عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية مكانة عظيمة، لذلك قال النوري الطبرسي في كتابه مستدرك الوسائل [3 /463]: (كتاب الكافي أحد الكتب الأربعة التي تدور عليها رحى مذهب الفرقة الناجية الإمامية... وكتاب الكافي بينها كالشمس بين النجوم , وإذا تأمل فيها المنصف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه , وتورثه الوثوق , بحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها).
وقال الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة [30/264 – 265]: (أن  أصحاب الكتب الأربعة وأمثالهم قد شهدوا بصحة أحاديث كتبهم وثبوتها ونقلها من الأصول المجمع عليها , فإن كانوا ثقاتاً تعين قبول قولهم وروايتهم ونقلهم لأنه شهادة بمحسوس).
وقال علي أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي في مقدمته للكتاب [1/26]: (اتفق أهل الإمامة , وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه , وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجته وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان , إلى اليوم , وهو عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الحديث).
بل قال عبد الحسين شرف الدين الموسوي عن الكافي: (الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه , يعني الكتب الأربعة , متواترة مقطوع بصحة مضامينها , والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها) [المراجعات /مراجعة /110].
فهذا شيء يسير من أقوال علماء الشيعة عن مكانة كتاب الكافي لكن الطامة الكبرى هي ما حواه هذا الكتاب، فهل غفل عنه عبدالحسين؟! وهل تأمله ونظر ما فيه؟!، وقد نقل المؤلف رحمه الله شيء يسير من ذلك فتأمله.

[31] الكافي للكليني 1/388-389.

[32] في الأصل (آخرا).

[33] هذا اللوم لشيخ الأزهر على افتراض صدق هذه المرجعات، مع أن كثيراً من القرائن تدل أنها مكذوبة على الشيخ سليم البشري، وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات مفتراة على شيخ الأزهر حيث قال موضع من هذا الكتاب: (كتاب المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور لسلطان الواعظين الشيرازي ألقى البحث بين نفسه وشخص سني خيالي، فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني كان جاهلا بكتب الإمامية وتاريخها أو غير مطلع على حيل الشيعة أو كان شخصاً فرضياً !).
وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر للدكتور علي بن أحمد السالوس، والسياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي.

[34] في الأصل (بمأمونين).

[35] في الأصل (مسافرتكم).

[36] في الأصل (عن).

[37] روى الكشي عن ابن سنان أنه قال: قال أبو عبد الله (ع): (إنا أهل البيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا، و يسقط صدقنا بكذبه عند الناس  كان رسول الله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (ع) أصدق من برأ الله من بعد رسول الله وكان الذي يكذب عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي (ع) قد ابتلي بالمختار، ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي و بنان فقال: كانا يكذبان على علي بن الحسين (ع) ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعاً والسري وأبا الخطاب ومعمراً وبشار الأشعري وحمزة اليزيدي وصائد النهدي فقال: لعنهم الله، إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد) [اختيار معرفة الرجال(رجال الكشي) 2/593] .
واشتكى بمثل هذه الشكوى أبو الحسن الرضا كما نُقِلَ عنه أنه قال: (كان بنان يكذب على علي بن الحسين (ع) فأذاقه الله حر الحديد، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على ابن جعفر (ع) فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشر يكذب على ابن الحسن علي بن موسى الرضا (ع) فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبو الخطاب يكذب على ابن عبد الله (ع) فأذاقه الله حر الحديد، والذي يكذب على محمد بن الفرات) [اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)  2/591] ، وقال جعفر الصادق: (.. إن الناس أولعوا بالكذب علينا) [بحار الأنوار 2/246].
وكانت مصيبة الإمام جعفر الصادق أنه اكتنفه - كما تقول كتب الشيعة - قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأ كلون الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم. [انظر: اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) 2/616،  بحار الأنوار: 25/302-303].
ولأجل ذلك قال جعفر الصادق: (لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم)  [اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) 2/589]،  وأيضاً قال جعفر الصادق:  (لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا) [اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) 2/596]، فما سبق يبين لك حجم الكذب الذي نسب لآل البيت عليهم السلام.

[38] في الأصل (المبدعين) وهو خطأ.

[39] في الأصل (بل).

[40] في الأصل (كانوا).

[41] انظر إرشاد الأذهان للحلي 1/32 – 34.

[42] انظر الكافي للكليني  8/245.

[43] قال محمد جواد مغنية: (وترسم الشاه طهماسب خطى أبيه الشاه إسماعيل في تأييد المذهب، وقد بالغ في إكرام العلماء وأهل الدين، حتى جعل أمر المملكة بيد عالم العصر المحقق الثاني الشيخ علي عبد العال، وقال له فيما قال: أنت أولى مني بالملك، لأنك نائب الإمام حقاً، وأنا عامل منفذ، وكتب إلى جميع الولاة، وأرباب المناصب بإطاعة الشيخ، والعمل بأوامره وتعاليمه، فكان الشيخ يطبق الشرع الشريف !!) [الشيعة في الميزان ص178].
<ثم ذكر جمع من علماء الدولة الصفوية فقال: (ومن علماء الدور الصفوي المحقق الكركي، والسيد الداماد، والشيخ حسين عبد الصمد، وولده الشيخ البهائي، والمجلسي الكبير صاحب البحار، وصدر المتألهين صاحب الأسفار، والمحقق الأردبيلي، والملا عبد اللّه اليزدي، والفيض الكاشي، وغيرهم) [الشيعة في الميزان ص 182 – 183 ].

[44] في الأصل (هذه).

[45] في الأصل (هذه).

[46] ذكر شاهين مكاريوس في كتابه تاريخ إيران (ص 154)، أن الشاه عباس أصدر منشوراً إلى رعاياه يقول فيه: إن النصارى أصدقاؤه وحلفاء بلاده , وأنه يأمر رعاياه باحترامهم وإكرامهم أينما حلّوا , واستطراداً لهذه السياسة , فتح الشاه موانئ بلاده لتجار الإفرنج و أوصى ألا تؤخذ منهم رسوم على بضائعهم , وألا يتعرض أحد من الحكام أو الأهالي لهم بسوء.

[47] قال المؤرخ الشيعي عباس إقبال: ( يُعد الشاه إسماعيل بلا شبهة أحد أرشد وأكبر ملوك إيران ومع أنه تخطى جادة الإنصاف والمروءة في تحميل مذهب التشيع على شعب إيران وكان أغلبهم حتى ذاك الوقت من السُنة فسفك دماء كثير من الأبرياء بقسوة إلا أن سياسته في هذا السبيل أي إيجاد الوحدة المذهبية في إيران وجعل المذهب الشيعي مذهباً رسمياً واختيار السيرة التي سار عليها خلفاؤه قد أفضت إلى نتيجة هامة جداً، هي حفظ المجتمع الإيراني من شر هجمات السلاطين العثمانيين المتعصبين الذين كانوا يسمون أنفسهم من أواخر عهد السلطان سليم أمراء المؤمنين وخلفاء جميع المسلمين وادعوا أن كافة المسلمين لابد أن يطيعوهم بحافز الإيمان كعهد الناس في زمن العباسيين وأن يعترفوا بأن إجراء أوامر السلطان فيهم فريضة دينية بعد حكم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم). [تاريخ إيران بعد الإسلام ص 647] [انظر الدولة العثمانية لعلي الصلابي ص 298-300].

[48] في الأصل (تستروا).

[49] من العاهة، انظر لسان العرب 13/520.

[50] في الأصل (كان).

[51] نهج البلاغة 3/51.

[52] المسمى بليالي بيشاور.

[53] حول شخصية (سلطان الواعظين) شكوك فقد بحثتُ عن ترجمة له فوجدت له ترجمة في هامشٍ من كتاب مناظرات في العقائد والأحكام لعبدالله الحسن [2/9] ! وقد ظهر لي من هذه الترجمة شكوك  حول هذه الشخصية (سلطان الواعظين) حيث ذَكَرَ هذا الواعظ ! أن بداية هذه المناظرات كانت في شهر رجب من عام 1345هـ وكان عمره ثلاثون سنة ! [ليالي بيشاور ص 14، 19] ولكن في ترجمته في كتاب مناظرات في العقائد والأحكام ذكر عبدالله الحسن أنه وُلِدَ عام 1330هـ فيصبح عمره خمس عشرة سنة حين المناظرة ! ومما يشككنا في هذه الشخصية أنه ادعى مقابلة حجة الإسلام علي الرضوي اللاهوري صاحب تفسير لوامع التنزيل، مع أن هذا اللاهوري توفي عام 1324هـ [الذريعة 18/365] فيكف قابله هذا الدعي (سلطان الواعظين) مع أن ولادته كانت عام 1330هـ؟! فهل قابله قبل ولادته أم بعد وفاة اللاهوري؟! هذا عن شخصية (سلطان الواعظين) أما عن كتابه فهو كغيره من الكتب التي يسطر فيها كاتبها أقواله وأقوال خصمه ! ثم يكون النصر لكاتبها طبعاً ! وقد حوى هذا الكتاب كَذِبات كثيرة هذه بعضها - علماً أني جمعت هذه الكذبات من خلال تصفحٍ للكتاب فقط ! فلو أردت التدقيق والبحث فبكم سأخرج؟!  - دلس وأوهم أن حديث الثقلين بلفظ (وعترتي) رواه مسلم [ص114] وكذب حين ادعى أن حديث السفينة متفق ومجمع عليه وهو في صحيح مسلم  [ص 119]، وأن الإمام البخاري لم ينقل فضائل علي وأبناءه رضي الله عنهم [ص 117]، وأن حديث الغدير مجمع على صحته عند أهل السنة [ص117]، وأن حديث التصدق بالخاتم وحديث الإنذار وحديث السفينة مجمعٌ على صحتها عند أهل السنة [ص 117]، وأن عمر رضي الله عنه لُقِّبَ بالفاروق في قبال النبي  ص حين لقب علي رضي الله عنه به [ص335]، وأن حديث (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة) أخرجه الإمام أحمد في مسنده [ص350]، وأن حديث (أوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين) أخرجه البخاري ومسلم [ص608] وغيرها كثير فلو أردنا ذكر كذباته لطال بنا المقام ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق !

[54] الكافي 1/25.

[55] الكافي 1/143- 144.

[56] الكافي 1/144.

[57] نهج البلاغة 2/161.

[58] الكافي 5/568.

[59] انظر بحار الأنوار 68/23.

[60] الأمالي للطوسي ص 650.

[61] الكافي 1/154.

[62] الكافي 1/154.

[63] الكافي 1/193.

[64] قال الوحيد البهبهائي: (أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية أيضا فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً أو كفراً غلواً أو تفويضاً أو جبراً أو تشبيهاً أو غير ذلك وكان عند آخر مما يجب اعتقاده) [الفوائد الرجالية ص 38 ، وانظر تنقيح المقال 3/240].

[65] في الأصل (كان).

[66] انظر مجمع البيان 3/447.

[67] في الأصل (إن).

[68] وقد تعرض المؤلف لهذه الروايات وفندها في كتابه دراسات علمية في أحاديث المهدي وسيطبع بتحقيقي بإذن الله.

[69] انظر الكافي للكليني 1/260.

[70] الكافي للكليني 1/192.

[71] الكافي للكليني 1/192.

[72] الكافي للكليني 1/193.

[73] نهج البلاغة 2/16.

[74] نهج البلاغة 2/228.

[75] الكافي للكليني 1/193.

[76] الكافي للكليني 1/192.

[77] نهج البلاغة 1/177.

[78] الكافي للكليني 1/17.

[79] هناك كتابٌ ماتع بعنوان (الشهادة الثالثة في الأذان حقيقة أم افتراء؟) للباحث علاء الدين البصير، دَرَسَ حقيقة هذه العبارة في الأذان وبين بما لا يدع مجالاً للشك بطلانها، فأنظره.

[80] الكافي للكليني 1/194.

[81] الكافي للكليني 1/194.

[82] في الأصل (بل أنزل).

[83] الكافي للكليني 1/207.

[84] الكافي للكليني 1/216.

[85] روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (... أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم) [أصول الكافي 1/169]، قال المازندارني في شرح أصول الكافي [5/351]: (أن القرآن ليس بحجة إلا بناطق مؤيد يعلم ظاهر القرآن وباطنه وباطن باطنه ويأمر وينهى بالحق... فعلم من ذلك أن القرآن ليس بحجة مستقلة !!).

[86] الكافي للكليني 1/219.

[87] في الأصل (وقبلها نزلت مع هذه).

[88] في الأصل (فيرون).

[89] في الأصل (من).

[90] مقباس الهداية 2/124 (منشورات دليل ما، ط1، مطبعة نكارش)،  وانظر وسائل الشيعة للحر العاملي  28/352، ومعجم رجال الحديث للخوئي 15/264.

[91] بحار الأنوار 65/166.

[92] الكافي للكليني  8/354.

[93] مقباس الهداية 2/126، وانظر بحار الأنوار 65/166.

[94] مقباس الهداية 2/124، وانظر بحار الأنوار 25/297.

[95] قال الله تعالى: ]{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[ [الأعراف:55].

[96] قال الله تعالى: ]{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ [ق:16].

[97] قال الله تعالى: ]{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[ [البقرة:186].

[98] في الأصل (عن).

[99] في الأصل (عن).

[100] بحار الأنوار 43/217.

[101] أي يبالون.

[102] نهج البلاغة 2/224 – 225.

[103] بحار الأنوار 65/130.

[104] الكافي للكليني 1/38.

[105] الكافي للكليني 1/222.

[106] الكافي للكليني 1/223.

[107] الكافي للكليني 1/224 – 225.

[108] في الأصل (هذه).

[109] الكافي للكليني 1/224.

[110] كامل الزيارات لابن قولوية ص 375.

[111] الكافي 1/230، بصائر الدرجات للصفار ص 231، بحار الأنوار 27/26.

[112] في الأصل (أننا).

[113] الكافي للكليني 1/237.

[114] بحار الأنوار 2/266.

[115] قال المحدث الشيعي محمد باقر البهبودي معلقاً على إحدى روايات النص على الأئمة الاثني عشر: (على أنك قد عرفت في بحث الشذوذ عن نظام الإمامة أنّ الأحاديث المرويّة في النصوص على الأئمة جملة من خبر اللوح وغيره- كلها مصنوعة في عهد الغيبة والحيرة وقبلها بقليل، فلو كانت هذه النصوص المتوفرة موجودة عند الشيعة الإمامية لما اختلفوا في معرفة الأئمة الطاهرة هذا الاختلاف الفاضح، ولما وقعت الحيرة لأساطين المذهب وأركان الحديث سنوات عديدة، وكانوا في غنى أن يتسرّعوا إلى تأليف الكتب لإثبات الغيبة وكشف الحيرة عن قلوب الأمة بهذه الكثرة)!! [معرفة الحديث وتاريخ نشره وتدوينه وثقافته عند الشيعة الإمامية ص172].

[116] انظر الكافي 1/327، بحار الأنوار 47/269.

[117] قال المرجع أبو القاسم الخوئي: (الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة و الخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام باثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم واحداً بعد واحد!!) [صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات 2/453].

[118] في الأصل (كتاب).

[119] في الأصل (كانوا لم يعرفوا).

[120] رجال النجاشي ص 175.

[121] وسائل الشيعة للحر العاملي 27/144، روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 290.

[122] وسائل الشيعة للحر العاملي 27/144، روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 290.

[123] كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص 75 – 76.

[124] اختيار معرفة الرجال للنجاشي 2/781.

[125] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/434.

[126] الكافي للكليني 1/351.

[127] انظر معجم رجال الحديث للخوئي 17/273 – 274.

[128] انظر كسر الصنم ص 240 – 243.

([129] بعث زيد بن علي بن الحسين إلى الأحول – أحد خواص الإمام السجاد - وهو مستخف يطلب نصرته، فأبى الأحول وقال: (إن كان أباك أو أخاك خرجت معه، فأما أنت فلا، فقال له زيد: يا أبا جعفر، كنت أجلس مع أبي على الخوان  يعني على طاولة الطعام  فيلقمني البضعة السمينة، ويبرد لي اللقمة الحارة، حتى تبرد شفقة عليَّ، ولم يشفق عليَّ من حر النار، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به، فقال الأحول: جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار  أي أخبرك أن الإمامة بعده لمحمد الباقر ثم إلى ابنه جعفر الصادق - قال: خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار)  [الكافي للكليني 1 / 174، مدينة المعاجز  5/273 ]، وهذا الكلام باطل، إذ يلزم منه ألا يخبر جميع أهل البيت عليهم السلام أولادهم ولا باقي أقاربهم بالإمام، خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار، ويلزم أيضاً أن تكون الإمامة التي هي عند الشيعة ركن الدين الركين  سراً، وهذا أمر عظيم، فكيف تكون مصالح  الأمة متعلقة بالإمامة ثم تكون سراً؟!

فتأمل كيف يُوصَف الإمام السجاد رضي الله عنه بعدم حرصه على نجاة أخص خواصه – الأحول –  من النار، وقارن بين هذا الوصف للإمام السجاد، مع ما وصف الله تعالى به نبي الرحمة ص من حرصه على هداية الناس، حيث قال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف:6]، وقال تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة:128].

[130] عمدة الطالب لابن عنبه ص 245، مقاتل الطالبيين ص 358.

[131] انظر مقاتل الطالبيين ص 244.

[132] انظر مقاتل الطالبيين ص 289 وما بعدها.

[133] انظر مقاتل الطالبيين ص 308.

[134] المقالات والفرق ص 102، وانظر الفصول المختارة للشريف المرتضى 318.

[135] في الأصل (وقال).

[136] آية الزمر  {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر:12].

[137] الكافي 1/399.

[138] الكافي 1/399.

[139] الكافي 1/208.

[140] الكافي 1/210.

[141] الكافي 1/214.

[142] الكافي 1/223.

[143] الكافي 1/212.

[144] الكافي 1/212.

[145] الكافي 1/213.

[146] انظر الكافي 1/230، بحار الأنوار 27/25.

[147] انظر عيون أخبار الرضا للصدوق 1/305 – 310 , الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة لعبدالله شبر.

[148] أي قدري ومنزلتي.

[149] الصحيفة السجادية ص 217.

[150] فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي ص 81.

[151] في الأصل (بنفوسهم).

[152] في الأصل (ادعاء).

[153] انظر بصائر الدرجات للصفار ص 219 – 220، الكافي للكليني 1/196.

[154] الكافي للكليني 1/193، بحار الأنوار 24/163.

[155] الكافي 1/144، 193، التوحيد للصدوق ص 151 – 152، بصائر الدرجات ص 81.

[156] الكافي 1/393، بحار الأنوار 26/351.

[157] في الأصل (يأتيهم).

[158] بصائر الدرجات ص 115، الكافي للكليني 1/394.

[159]بصائر الدرجات ص 279، مستدرك الوسائل 17/364، الخرائج والجرائح 2/860 .

[160] الكافي للكليني 1/407، مختصر بصائر الدرجات لحسن الحلي ص 207.

[161] الكافي 1/389، 440، 442، المحاسن للبرقي ص 132، بصائر الدرجات ص 36 - 37.

[162] تعجب البرقعي من  الشيخ البشري على افتراض صدق هذه المراجعات، مع أن كثيراً من القرائن تدل أنها مكذوبة على الشيخ سليم البشري، وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات مفتراة على شيخ الأزهر حيث قال موضع من هذا الكتاب: (كتاب المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور لسلطان الواعظين الشيرازي ألقى البحث بين نفسه وشخص سني خيالي، فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني كان جاهلا بكتب الإمامية وتاريخها أو غير مطلع على حيل الشيعة أو كان شخصاً فرضياً !).
وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر للدكتور علي بن أحمد السالوس، والسياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي.

[163] هذه التأويلات الباطنية أخرجت القرآن من كونه كتاب مبين كما وصف الله إلى كتاب شديد الغموض، وللوقوف على هذه الحقيقة انظر كتاب الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.

[164] الكافي 1/412.

[165] الكافي 1/413.

[166] الكافي 1/413.

[167] الكافي 1/414 – 415.

[168] للاستزادة انظر كتاب آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة للدكتور عبدالهادي الحسيني.

[169] المراجعات /مراجعة 12 ص 36.

[170] انظر مجمع البيان 9/48.

[171] نهج البلاغة 3/129.

[172] أي خطبة.

[173] نهج البلاغة 2/49.

[174] نهج البلاغة 2/95.

[175] الآية هي: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء:83].

[176] الصحيح أنها نزلت في عبدالله بن حذافة السهمي، فقد أخرج الشيخان في صححيهما عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية) [البخاري، كتاب التفسير، سورة النساء برقم (4308) ومسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية برقم (1834) ].

[177] انظر اختيار معرفة الرجال 2/657 – 658.

[178] انظر اختيار معرفة الرجال 2/495.

[179] انظر رجال النجاشي ص 36، اختيار معرفة الرجال 2/827.

[180] انظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين 3/106 – 107.

[181] انظر رجال النجاشي ص 185.

[182] انظر تفسيره المسمى بتفسير القمي.

[183] انظر معجم رجال الحديث للخوئي 20/21 – 23.

[184] انظر الفهرست للطوسي ص 83، رجال ابن داود لابن داود الحلي ص 230.

[185] قال مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين 3/282: (و إن أقدم الكتب الأربعة زماناً، وأنبهها ذكراً، وأكثرها شهرة هو كتاب الكافي للشيخ الكليني وقد ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت فيها خمسة وثمانين وأربعمئة وتسعة آلاف (9485) حديثاً ضعيفاً من مجموع (16121) حديثاً، وإذا رجعت إلى شرح الكافي المسمى بمرآة العقول وجدت مؤلفه - أحد كبار علماء الحديث - يذكر لك في تقويمه أحاديث الكافي ضعف ما يراه منها ضعيفاً، وصحة ما يرى منها صحيحاً، ووثاقة ما يرى منها موثقاً أو قوياً باصطلاح أهل البيت، وقد ألف أحد الباحثين [محمد باقر البهبودي ] في عصرنا صحيح الكافي واعتبر من مجموع (16121) حديثاً من أحاديث الكافي (3328) صحيحاً، وترك (11693) حديثاً منها لم يرها حسب اجتهاده صحيحة).

[186] هذا التأسف من البرقعي على فرض صحة نسبة هذه المراجعات للشيخ البشري، مع أن كثيراً من القرائن تدل أنها مكذوبة على الشيخ سليم البشري، وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات مفتراة على شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري حيث قال موضع من هذا الكتاب: (كتاب المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور لسلطان الواعظين الشيرازي ألقى البحث بين نفسه وشخص سني خيالي، فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني كان جاهلا بكتب الإمامية وتاريخها أو غير مطلع على حيل الشيعة أو كان شخصاً فرضياً !).
وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر للدكتور علي بن أحمد السالوس، والسياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي.

[187] في الأصل (تكون).

[188] وهذا التعجب كما ذكرت سابقاً على فرض صحة هذه المراجعات، فالتناقض والكذب في كلام عبدالحسين الموسوي واضح جداً لكل طالب علم فكيف بشيخ الأزهر؟!

[189] بل الشيخ البشري لا علاقة له بالكتاب كما سبق، وهذه المراجعات مكذوبة عليه.

[190] الكافي 1/367.

[191] الكافي 1/356 – 358.

[192] بحثت عن هذا المبحث فلم أجده فربما فُقِدَ أو أنه توفي قبل كتابته أو غير ذلك.